��������


كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - هدي عند رؤية المطر، وعند نزوله ، ومن ذلك :

1- أنه كان - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتدت الريح ، فزع فسأل الله خيرها ، واستعاذ من شرها ، تقول أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ قَالَ:« اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ »؛ قَالَتْ: وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ فَإِذَا مَطَرَتْ سُرِّيَ عَنْهُ فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:« لَعَلَّهُ يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ:{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا } » أخرجه مسلم

2- وقد كان من هديه - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ – أي سَحَابًا لَمْ يَتَكَامَل اِجْتِمَاعه - تَرَكَ الْعَمَلَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلَاةٍ، ثُمَّ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا» فَإِنْ مُطِرَ قَالَ:« اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا» أخرجه أحمد وأبو داود وصححه ابن حجر في تغلق التعليق والألباني في صحيح الكلم الطيب .

3- ومن هديه - صلى الله عليه وسلم - أنه يتعرض للمطر ببدنه ، يقول أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ:« لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى » أخرجه مسلم

وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يُخرج متاعه ليصيبه المطر ، فكان إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ يَقُول ُ: يَا جَارِيَةُ ؛ أَخْرِجِي سَرْجِي ؛ أَخْرِجِي ثِيَابِي ، وَيَقُول ُ: { وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} أخرجه البخاري في الأدب المفرد .

4- وقد كان من هديه - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل المطر أن يقول : « اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا » ، تقول عَائِشَةُ - رضي الله عنه - كَانَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَال َ: « اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا » أخرجه البخاري .. وجاء أنه قال : « اللَّهُمَّ صَيِّباً هَنِيئًا » كما عند الإمام أحمد ، وأبي داود .

5- وكان يقول - صلى الله عليه وسلم - أيضاً : « مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ » متفق عليه ، ويقول - أيضًا - كما عند البخاري : « مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ اللَّه ِ، وَبِرِزْقِ اللَّهِ ، وَبِفَضْلِ اللَّهِ » ..

6- وكان يقول - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى المطر : « رَحْمَة » أخرجه مسلم ، فيُسن أن يقول المسلم عند رؤية المطر : "رحمة " وهذا من الفأل الحسن ..

7- وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتد المطر قال : « اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ » متفق عليه .. وهذا يُسمى عند العلماء بدعاء الاستصحاء ، يعني : إيقاف المطر ، وانكشاف السحاب ، وهذا من أدبه - صلى الله عليه وسلم - فإنه لم يدعو ربه أن يقطع المطر بل ينقله ويحوله إلى مكان آخر ..

8- نزول المطر موطن من مواطن إجابة الدعاء ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ثِنْتَانِ لَا تُرَدَّان ِ: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَتَحْتَ الْمَطَر ِ) .. أخرجه الحاكم في المستدرك ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ، قال الإمام المناوي - رحمه الله تعالى - : ( أي لا يرد أو قلما يرد فإنه وقت نزول الرحمة ) فيض القدير ؛ فيستحب الدعاء في هذا الوقت ..

هذا هديه - صلى الله عليه وسلم - عند رؤية المطر وعند نزوله ، فاقتد بهدية تَرْشُد ، وتمسك بسنته تفلح ،.،