.
.
إلى ساقي عطشي و ظمأ فؤادي ..
أكتبُ هذهِ الحروف ، معلنةً بِأنَ
مسيرةَ الحنين لا زلتُ أسيرُ عليها ..
و ما الاختلافُ إلا أنَ دقاتُ قلبي باتت تحنُ
أكثرَ مِما كانت عليهِ ..
و أنَ الهذيانَ أصابُ بهِ أكثرَ عِندَ ظُلماتِ غيابهِ .. !!
في عيناكَ حِكايةٌ أعيشُ تفاصيلها دونَ سأم ..
و قلبكَ موطني الذي يُعانقني كُل ما أُسرتُ في متاهةٍ عمياء ..
و في لمسةِ مِن يداكَ دواءٌ يُعيدني إلى الحياةِ عندما تمضي الأشجانُ بِاتجاهي
فَتجرحُ قلبي بِأشواكها اللاسعة ..
فَأبدو كطائرٍ سنونوي يلحنُ بِصوتهِ في ربيعِ البُستان ..
يعزفُ على أوتارٍ رقيقة .. كَمن كُتبَ عليهِ سعادةُ الكونِ بِأسرهِ ..
فَأكتبُ على أوراقيَ التي باتت تبلغُ الألفَ ، و أنا أسطرُ عليها
رسائلي إليكَ بحبرِ الحنين .. :
( هُناكَ علاقةٌ طرديةٌ بينَ حُبيَ و الأيام .. ،
فَكلُ ما زادَ عُمرُ الأيام زادَ حُبكَ في قلبي أكثرَ فَأكثر /
و مع هذا فَإنَ الحُبَ لنَ يشيخ مهما طالت مُدتهُ ..
فَأحبُكَ يا واهباً لِقلبي عُمراً آخر .. !!
عزيزي ..
تُبترُ أيامي ..و لا يُبترُ حُبكَ مِن قلبي ..
هينٌ هوَ غيابُ أيُ شيءٍ .. إلا غيابُ شخصٍ باتت حياتي
مبنيةٌ على وجوده ..
أتناسى أيُ شيء .. إلا الاشتياقُ لكَ صعبٌ أن يُفارقَ أفكاريَ
المُخالطُ لها كُلَ هنيهةٍ .. /
يضطربُ في داخلي أينَ ما كنتُ .. و أينَ ما اتجهت ..
ترافقني أنتَ في قلبي .. و لكنَ عيني لا يرافقها إلا خيالكَ
الذي يتعمدُ إنزالِ أدمعي بعضَ الأحيان ..
أقفُ على مرافئ الانتظار ، و خطواتي تتنقل مِن ناحيةٍ إلى ناحية ..
حتى و إن سَأمِتْ عقاربُ الساعة دقاتها .. و طالَ بيَ العُمرُ هُناكَ ..
سَأمكثُ أراودُ حضوركَ .. و لنَ استسلمَ لِلرياحِ التي تُصاحبها
تباريحُ الحياة المُفجعة ..
فَأنا و أنتَ و الحُلم .. جُمعنا في كونٍ واحد على مسافاتٍ مُتباعدة ..
فَتعالَ نتمسكُ بأيدي بعض ، بحيثِ لا يمكن لشيءٍ ما ، نزعهُما ..
و علنا يوماً .. نعيشُ الحُلمَ المُرتسم على لوحةٍ مُضيئةٍ مِن حياتنا .. !
و قبلَ أن أختُمَ رسالتي ..
و أغلقُ عليها بِصفحاتِ دفتري الموضوع على أرصفةِ الحنين ..
سَأترُك سطراً ، يستوقفني مراتً عديدة .. :
أنا و أنت جمعتنا صدفة ، في قاعةِ رسائل .. فاحت بِها أماني اللِقاء .. !!
ذاتَ مساء مثخنٌ بِالحنين ..
" زهرة الأحلام "