https://www.gulfupp.com/do.php?img=92744

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: بائعة الذرة

  1. #1
    مميز السبلة الصورة الرمزية حنااايا..الروح
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    11,690
    Mentioned
    34 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    بائعة الذرة

    على الأرض .. في البقعة التي اختارتها لتزاول عملها , كنت أراها في عصر كل يوم جمعة وأنا في طريقي إلى محلات بيع الأسماك في حلة العبيد بمدينة الرياض ...
    كانت تضع على رأسها شالاً أسود, غالباً ماينسدل على كتفيها فيبين شعرها الكالح .ولأنه في يقينها عورة , فهي تبادر إلى ستره ’ كلما استبان لها عريه .
    ولأنها دائماً مشغولة بعملها فهي لاتستبين ذلك العري , إلا إذا توقف أمامها رجل ليشتري شيئاً من بضاعتها ...
    وعلى الرغم من ذلك الحرص الذي أصبح عادة , كان شعرها يستمتع أحياناً كثيرة بعريه ومداعبة نسائم هجير الرياض له , وهي تقشر بكلتا يديها المعروقتين كيزان الذرة الخضراء
    لتضعها على جمرات فحم مشتعل في موقدٍ أمامها على الأرض ... أو هي تحرك بنفاد صبر مروحتها المصنوعة من ريش الدجاج الملّون , تستحث بها جمرات الفحم , لكيلا تستلم للموت بين أكفان الرماد المتراكم حولها ..
    وفي ذات يوم توقفتُ أمامها لأشتري كوزاً من الذرة المشوية ... من فوق كتفيها أعادت الشال الأسود إلى رأسها ... رفعت إليّ عينين خابيتين صغيرتين ,
    لم تلبث أن أسقطتهما مرةً أخرى في موقد الفحم المشتعل وهي تطلب مني -دون أن يبدو عليها أي اهتمام- الانتظار حتى يكتمل نضج الذرة ...
    اكتشفت وأنا واقف منتظراً بالقرب منها , أنها وضعت بجوارها فوق كومة من أوراق كيزان الذرة الخضراء المتناثرة حولها , لفافة من الخرق المهلهلة , يطل منها وجه طفل وليد , مستغرق في النوم
    .. وجهه أسمر , يشوبه سوادٌ وتجعد , كان فمه مفتوحاً , خالياً من الأسنان .. اختلجت شفتاه الصغيرتان في ذبذبات دقيقة , حين تطاير بعض الشرر من الموقد .. رفس بقدميه وعيناه مازالتا مغلقتين
    .. مدت المرأة يدها النحيلة المعروقة لتغطي وجهه بطرف لفافته .. لاحظت أن بيديها النحيلتين آثار حروق قديمة لم يستطع تراب الفحم أن يخفيها .
    فجأة دوّت في الطريق صرخة فرملة حادة .. التف الناس كالنمل في حلقة أحاطت بالسيارة الكامري التي أطلقت بفراملها الصرخة المدوية ..
    لم يكن الطريق الذي تجلس بناصيته بائعة الذرة من تلك الطرق التي تقع عادةً فيها حوادث السيارات , ومع ذلك لم يبد عليها أدنى اهتمام بما حدث .. !!
    .. من بين حلقة النمل انفلت صبي صغير في نحو الثانية عشرة يرتدي ثوباً أبيض ويعتمر طاقية سوداء .. أقبل يعدو ناحية بائعة الذرة .. قال لاهثاً :
    - أتعرفين يا أمي من الذي دهسته السيارة .. صديقي مهند.. زميلي في الدراسة
    رفعت عينيها من موقد الفحم المشتعل , وكادت تقول شيئاً فبادرها الصبي :
    - الناس أجبروا صاحب السيارة أن يدفع مئة ريال .. مع أن إصابته تساوي كذا .. (وأشار إلى عقلة إصبعه السبابة ..)
    - رائد .. عد للبيت .. ذاكر دروسك بدل الفرجة على مصائب الناس
    ثم التفتت إليّ بعد أن غادرنا الصبي :
    - ولدي (شاطر) في المدرسة .. لكني أخاف عليه من الإهمال
    - أبوه موجود .. ؟
    - موجود .. كعدمه .. مشلول ’ بعد حبسه سنتين ظلم في تهمة قتل .
    عادت تستحث بمروحتها جمرات الفحم , ثم استطردت :
    حفيتْ أقدامنا .. أنا وهو .. على ترخيص محل صغير للخضار , لكن دون جدوى .
    ثم رفعت الكوز من فوق الفحم بعد نضجهما .. لفته في بعض أوراق الكيزان الخضراء قبل أن تقدمه إليّ .. قلت تعليقاً على موضوع الترخيص :
    - غداً .. إن شاء الله .. يصلح الحال .
    طافت بسمة شاحبة ساخرة على شفتيها الجافتين وهي تتمتم :
    - غداً .. !! غداً , متى ..!! وكيف .. ؟
    على الرغم من ذلك الحديث الذي انتهى بسخريتها من تعليقي على موضوع الترخيص , صرنا على مر الأيام أصدقاء .. أمر عليها عصر كل يوم جمعة لأشتري الذرة وأعطيها خمسة ريالات
    .. ولعلها كانت تعتبرني سخياً كريماً حين أترك لها -أحياناً- باقي المبلغ ..
    وتنتهز هي انتظاري لتجهيز الذرة فتروي طرفاً مما تلاقيه في حياتها من صعاب .. أحياناً
    عن طلبات مدرسة ابنها رائد , وأحياناً أخرى عن رذالة موظف البلدية وإصراره على عدم بيعها الذرة في هذه الناحية , ومطاردته لها ..
    ودائماً كان موضوع محل الخضار وترخيصه المتعسر على قمة الحكايات .
    وحدث أن غادرتُ الرياض وانقطعت عنها مدةً لاتقل عن شهر تقريباً , ولما عدتُ لم أجد بائعة الذرة في مكانها المعروف , ولا في أي مكانٍ آخر في (حلة العبيد) ..
    اختفت تماماً كأنما ابتلعتها المدينة الكبيرة .
    وفجأة رأيتها في عصر أحد الأيام , تفرش بيدٍ واحدة معداتها على ناصية الطريق , وبيدها الأخرى تضم إلى صدرها وليدها الرضيع , وفي وجهها شيء لم آلفه من قبل ,
    ولكن سرعان ماتبينته عندما أمعنت النظر فيه .. كان في أجفانها ذبول كأنما من أثر بكاء كثير أو أرق ليالٍ طويلة , وفي أعمق أعماق حدقة العين يرقد شجنٌ دفين .. سألتها :
    - أين أنتِ يا أمَّ رائد ؟
    أطرقت برأسها ولم تجب .
    كيف حال رائد وكيف حالُ أبيه ؟
    - رائد .. أعطاك عمره .
    قالتها وهي تنظر إليّ بعينين جامدتين , لا أثر فيهما للدموع .. وعدت أسألها :
    - مات .. !؟ متى .. كيف ؟ هل كان مريضاً ؟
    كنت أعرف أن هذه الأسئلة سخيفة وعديمة الذوق , ولكن عينيها الجامدتين بلا دموع واللامبالاة في صوتها وهي تخبرني بموت ابنها .. كل ذلك كان يثيرني ويحيرني ,
    فسيطرت علّ نزوة غامضة , جعلتني أود لو أرى الدموع في عينيها .. لكنها راحت تفحصني في صمت عندما سمعت سؤالي الأخير , ثم ندت عنها تنهيدة صغيرة وتمتمت :
    - أنا .. أنا السبب .
    - أنتِ السبب .. !! كيف .. ؟!
    وأخذت تحكي قصتها في أسى :
    ذات يوم صادرت البلدية جُوال الذرة وموقد الفحم لإشغالها الطريق ..
    لم يفلح معهم شيء .. لا الرجاء أو الدموع ولا الرشوة .. وقتَها صرخت فيهم وتلفظت بكلام خرج من قلبي مثلَ الشرر .. أنا من شغلَ الطريق أم الحكومة .. ؟ ألاترون الحفر والمعدات وأكوام الحجارة وسط الطريق .
    لافائدة من أي كلام ولا جدوى ... من ضيقها لم تسطع بعد عودتها للبيت أن تمنع نفسها من الصياح في وجه رائد وأبيه
    - يارب خذني .. أو خذهما الاثنين .
    ولأن لسانه مشلول أو مأ الأب برأسه كما لو كان يريد أن يقول : ( اصبري قليلاً .. سأذهب أنا سريعاً .. ) لكن رائد رمقها بنظرة طويلة ثم استدار وخرج من البيت صامتاً ..
    - يا ليتني ما كنت دعوت بتلك الدعوات .. كما لو أن الله استجاب .
    في المساء جاء جارنا يقول إنني مطلوبة في مستشفى الشميسي .. عندما وصلت المستشفى كان رائد يرقد في السرير الأبيض وقد غطته الضمادات تماماً .. ابتسم لها وانسابت الدموع على خديه .
    - لا عليك يا أمي حصل ما حصل .
    - لماذا -يارائد- لم تنتبه للسيارة .. ؟
    - رأيتها .. كانت تمشي على مهل .. قلت أفعلُ ما فعله مهند .. وآخذ تعويضاً من صاحب السيارة .
    - لماذا .. ؟! لمَ فعلتَ هذا ! ؟
    - حتى تشتري جوال ذرة وموقد جديد .. بدل الذي صادرته البلدية ...
    وراح في غيبوبة طويلة .. وفي صباح اليوم التالي مات رائد .
    عدلت وضع الشال على رأسها وهي تكمل حكايتها :
    راحت يوماً إلى صاحب السيارة فأعطاها خمسمائة ريال وقال :
    - لا أريد أن أراك ثانية ً .. ابنك هو الذي رمى بنفسه تحت السيارة .. كل الشهود شهدوا ضده في المحضر .
    مددت لها يدي ببعض النقود وشيء في أعماقي يرتعش من الداخل .. ارتعاشة لست أدري كنهها .. ظلت يدي ممدودة في رجاء أن تقبل عونها الضئيل لكنها اعتذرت شاكرةً وهي تنظر حولها
    كمن تبحث عن أشياء مفقودة .. توقفت عيناها على وجه وليدها الرضيع.. ثم مسحت بيدها خطين من الدموع انحدرا على خديها .
    .

    الدعاء هو البر الحقيقي الذي لا يخالطه رياء..
    هو صلة العبد بربه دون وسيط وهو النافع الشافع للميت
    أسعدوا موتاكم بالدعاء

    اللهم أرحم فقيد الوطن .والدنا قابوس وأجعله ممن يقول :
    (ياليت اهلي يعلمون ما أنا به من النعيم)

    اللهم أمين..اللهم أمين ..اللهم أمين

    •   Alt 

       

  2. #2
    متذوقة شعر وقصص وروايات في السبلة العُمانية الصورة الرمزية نوارة الكون
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    40,290
    Mentioned
    50 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه مؤلمه
    سلمت يمناج غاليتي
    انتقاء جميل وتواجد اجمل
    دمتي في حفظ الرحمن ورعايته

    - اللهم اغفر لى و لوالدى,
    و لأصحاب الحقوق على,
    و لمن لهم فضل على ,
    و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
    عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.


  3. #3
    متذوق شعر وقصص بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية عملاق الشعر
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    مسقط
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    10,823
    Mentioned
    1 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    حنايا

    بالفعل قصة مؤلمة وذائقة رائعة



    سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي
    إلهي لاتُعذبني فإني
    مقرٌ بالذي قد كان مني
    ومالي حيلةٌ إلا رجائي
    وعفوك إن عفوتَ وحُسن ظني
    وكم من زلةٍ لي في الخطايا
    وأنت علي ذو فضلٍ ومنِ

    إذا فكرتُ في ندمي عليها
    عضضتُ أناملي وقرعتُ سني
    يظن الناسُ بي خيراً وإني
    لشرُ الناسِ إن لم تعفُ عني
    أجنُ بزهرةِ الدُنيا جنوناً
    وأقطعُ طولَ عُمري بالتمني


  4. #4
    عميد متذوقي القصص والروايات بالسبله العمانيه
    الصورة الرمزية نديم الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    الدولة
    ♠ قلب أمـــ ♥ـــي ♠
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    10,840
    Mentioned
    3 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه جميله
    كل الشكر وتقدير ع الجهود..

    صديقك من يصارحك بأخطائك لا من يجملها ليكسب رضاءك
    الصداقة بئر يزداد عمقا كلما أخذت منه
    لا تفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود
    البستان الجميل لا يخلو من الأفاعي
    الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف

  5. #5
    مميز السبلة الصورة الرمزية حنااايا..الروح
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    11,690
    Mentioned
    34 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة الكون مشاهدة المشاركة
    قصه مؤلمه
    سلمت يمناج غاليتي
    انتقاء جميل وتواجد اجمل
    دمتي في حفظ الرحمن ورعايته
    تسلمي نوارة على الاطلالة
    ألف شكر لك على المرور
    .

    الدعاء هو البر الحقيقي الذي لا يخالطه رياء..
    هو صلة العبد بربه دون وسيط وهو النافع الشافع للميت
    أسعدوا موتاكم بالدعاء

    اللهم أرحم فقيد الوطن .والدنا قابوس وأجعله ممن يقول :
    (ياليت اهلي يعلمون ما أنا به من النعيم)

    اللهم أمين..اللهم أمين ..اللهم أمين

  6. #6
    مميز السبلة الصورة الرمزية حنااايا..الروح
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    11,690
    Mentioned
    34 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عملاق الشعر مشاهدة المشاركة
    حنايا

    بالفعل قصة مؤلمة وذائقة رائعة



    سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي
    تسلم اخي العزيز على المرور
    يسعدني مرورك...كل التحية مني لك
    .

    الدعاء هو البر الحقيقي الذي لا يخالطه رياء..
    هو صلة العبد بربه دون وسيط وهو النافع الشافع للميت
    أسعدوا موتاكم بالدعاء

    اللهم أرحم فقيد الوطن .والدنا قابوس وأجعله ممن يقول :
    (ياليت اهلي يعلمون ما أنا به من النعيم)

    اللهم أمين..اللهم أمين ..اللهم أمين

  7. #7
    مميز السبلة الصورة الرمزية حنااايا..الروح
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    11,690
    Mentioned
    34 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نديم الماضي مشاهدة المشاركة
    قصه جميله
    كل الشكر وتقدير ع الجهود..
    الشكر موصول لك على المرور اخي
    شكرا لك
    .

    الدعاء هو البر الحقيقي الذي لا يخالطه رياء..
    هو صلة العبد بربه دون وسيط وهو النافع الشافع للميت
    أسعدوا موتاكم بالدعاء

    اللهم أرحم فقيد الوطن .والدنا قابوس وأجعله ممن يقول :
    (ياليت اهلي يعلمون ما أنا به من النعيم)

    اللهم أمين..اللهم أمين ..اللهم أمين

  8. #8

    المدير العام للشؤون الثقافية والأدبية ورئيس رواق الشعر والخواطر والقصص والشيلات


    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    فهالدنيا
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    62,109
    Mentioned
    54 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    هلا فيك حنايا ..
    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    قصه جدا مؤلمه ومؤثره للغايه خاصة في النهايه
    الف شكر لجهدك واختيارك وتفاعلك الجميل
    طابت صباحاتك ..
    نحن ..
    لانرتب أماكن الاشخاص في قلوبنا ..
    أفعالهم ..
    هي من تتولى ذلك
    ..!


  9. #9
    متذوق وكاتب قصص وروايات بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية القيصـــــر
    تاريخ التسجيل
    Feb 2013
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    5,964
    Mentioned
    1 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصه مؤلمه
    كل الشكر لك على الطرح ،،
    هَمَيَ ذبَحَنَيَ وًّأنَتَ مَاَ تَرَحَمَ اَلَحَاَلَ

    أقَوًّلَكَ مَهَمَوًّمَ تَقَوًّلَ اَلَلَهَ يَعَيَنَك ،،

  10. #10
    عضو خاص الصورة الرمزية روح الحلا1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    قلوب أحبتي
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    4,507
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصة جميلة ومؤلمة
    تسلمين حنايا وربي يعطيك العافية..
    جنتــي جنتك الفــردوس

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م