بسم الله الرحمن الرحيم وبالمعين نستعين وباسميه العليم والحكيم نسأله أن يؤتينا من لدنه علما وحكمة إنه هو العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي . رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
تعالوا بنا نتدبر معا من القصص القرآني مخاطر التكبر..
التكبر كما عرفه النبي عليه الصلاة والسلام هو " بطر الحق وغمط الناس"
وبطر الحق بمعنى تضييع الحق وتركه واهماله من أوامر الله ونواهييه. وهذا تكبر على الله ومثال عليه
(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ((إِذْ أَمَرْتُك))َ ۖ قَالَ ((أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ)) خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) [سورة اﻷعراف : 12]
(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ ((تَتَكَبَّر))َ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) [سورة اﻷعراف : 13]
وأما غمط الناس هو استحقارهم وتعييبهم بمعنى تراهم أقل منك وأنك خير منهم.
لو لاحظنا في حالة ابليس
ما الذي بدأ عنده أولا؟
غمط آدم استحقره ورأى نفسه خيرا منه. ثم بطر الحق رفض أمر الله بالسجود.
" تكبرك على الناس يجرك إلى تكبرك على رب الناس دون أن تشعر"
لنرى مثالا آخر...
فرعون استحقر بني اسرائيل ومنهم موسى عليه السلام.
فلما جاءه نبيا ورسولا ماذا قال عنه؟
(قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) [سورة الشعراء : 18]
وقال
(وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) [سورة الشعراء : 19]
وفي مواقف أخرى وضح شعوره باستحقار موسى عليه السلام مثل
(قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) [سورة الشعراء : 27]
(وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ) [سورة الزخرف : 49]
(أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ) [سورة الزخرف : 52]
تكبر على الناس وجره ذلك للتكبر على رب العالمين وبطر الحق ورفضه جملة وتفصيلا..
(وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [سورة الزخرف : 51]
(فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ) [سورة النازعات : 24]
(تكبرك على الناس يجرك إلى تكبرك على الله)
لنرى مثالا آخر...
(وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) [سورة الكهف : 34]
صاحب الجنتين غمط صاحبه ورأى نفسه خيرا منه.
وجره ذلك للكفر والشرك.
(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ((أَكَفَرْتَ)) بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) [سورة الكهف : 37]
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ ((أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)) [سورة الكهف : 42]
(تكبرك على الناس يجرك للتكبر على رب الناس)
هذه سنة من سنن القرآن.
وهذا من مخاطر التساهل في الكبر و عدم المسارعة لتطهير القلب من هذه اﻵفة الخطيرة جدا.
تابع..
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين