سنة الظهر القبلية
شرعت صلوات التطوع لتكون جبرًا لما عسى أن يكون قد وقع في الفرائض من نقص، ولما في الصلاة من فضيلة ليست لسائر العبادات، فعن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة ،يقول ربنا لملائكته وهو أعلم : انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟، فإن كانت تامة كتبت له تامة ، وإن كان انتقص منها شيء ، قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟، فإن كان له تطوع ، قال : أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك ) .
وقال رسول الله ﷺ مامن عبد يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة، إلا بنى الله تعالى له بيتا في الجنة، أو إلا بُني له بيت في الجنة).
ومن السنن الراتبة سنة الظهر القبلية والبعدية، وقد ثبت أن رسول الله ﷺ قد واظب على أربع ركعات قبل الظهر واثنتين بعدها، فعن عبدالله بن شقيق قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله ﷺ قالت:
( كان يصلي قبل الظهر أربعا واثنتين بعدها)، وعن أبي أيوب الأنصاري أنه كان يصلي قبل الظهر أربعًا، فقيل له: ماهذه الصلاة؟ فقال: رأيت رسول الله ﷺ يصليها فسألته فقال:" إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء فأحب أن يرفع لي فيها عمل صالح".
وكان عليه الصلاة والسلام يصلي تارة ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها، فعن أبي سعيد الخدري أنه قال كان رسول الله ﷺ يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد صلاة العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف الناس ويصلي ركعتين).
وعن المغيرة بن سليمان قال: سمعت ابن عمر يقول : كانت صلاة رسول الله ﷺ أن لا يدع ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الصبح).
اذن لاريب أن من يصلي أربعًا قبل الظهر وركعتين أو أربع بعدها أعظم قربة عند الله ممن يقتصر على ركعتين قبلها وركعتين بعدها، ولكن الاقتصار على ركعتين مع المداومة أفضل من أربع تصلى يومًا وتترك أيامًا، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل ).
اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك محمد ﷺ، ويموتون على ملته، ويحشرون في زمرته.
بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.
رد مع اقتباس