التصريح بالمحبة في الله
الأصل في الألفة والحب أن يكونا لله وفي الله. والحب في الله تعالى حركة وجدانية، وخطاب روحي، ورسالة قلبية تنبعث من قلب إلى قلب، وتحملها روح إلى روح بدافع التجانس والتقارب والتعاطف على عقيدة ومنهج الرسالة.
للحب في الله منزلة عظيمة عند الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة: أين المتحابون لأجلي، اليوم أُظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلي)، وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللهﷺ:
( يقول الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ ، والمتزاورين فيّ، والمتدالين فيّ ).
ومما يدعو إليه الرسول ﷺ تصريح المسلم لأخيه المسلم عن مشاعره تجاهه، وحبه إياه، يقول له إني أحبك في الله)، وعلى الآخر أن يبادله الإحسان بالإحسان، فذلك مما يزرع المحبة بينهم، ويقوي علاقاتهم.
وهذه من السنن التي هجرها كثير من الناس، قال ﷺ إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رجلا كان عند النبي ﷺ فمر به رجل فقال: يارسول الله، إني لأحب هذا، فقال له النبي ﷺ :
( أعلمته؟)، قال : لا، قال ﷺ أعلمه)، قال : فلحقه: فقال : إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له).
وبرباط الحب في الله تتسامى النفوس، وترتفع إلى مستوى السماحة والعفو والتواضع والإيثار، ويستكمل المجتمع صورته المشرقة في وحدة العقيدة ووحدة القلوب، قال رسول اللهﷺ ماتحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه).
اللهم إنا نسألك حبك وحب من أحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك، اللهم مارزقتنا مما نحب فاجعله قوة لنا فيما تحب، ومازويت عنا ممانحب فاجعله فراغا لنا فيما تحب.
اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك محمد ﷺ، ويموتون على ملته، ويحشرون في زمرته.
بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.