الحلـــ 14 ـــقة
بعد الصلاة و الدعاء .. وشئ من العناء يسري في الجسد ليطلب الراحة .. ظهر الشيخ من جديد فقال : لن اطيل عليك يا ولدي .. لقد انهكك التعب من ما صادفك من احداث و وجب عليك أخذ قسط من النوم و الراحة .. ولكن سوف تمكث ساعة واحدة فقط في هذا السرير قبل ان يبدء حضور القبائل المجاورة .. وسوف اسعى ان تحضى باقصى راحة من النوم .. وعذرني يا بني !!
بعد نومك سوف تكون قد انتقلت الى عالمك .. عالم البشر .. ومن ثم تعد بعد صلاة العشاء الى نفس الطريق المواجة للوادي الذي صادفتك أبنتي فيه .. ما ان تصل الطريق قرابة الوادي قل :
" سيدكم العظيم فاتح الطلاسم اقفال سمصمائيل " أقرأها 3 مرات وأحفظها جيدا يا ولدي .. ومن ثم سوف ننقلك الى عالمنا وقريتنا بأذن الله تعالى .. سوف أرحل عنك الأن لأبدا لأهتمام بتراتيب الاجتماع و الضيوف و المراسيم ولا تنسى ما اخبرتك بة !!
أجبتة بالفهم و الموافقة .. لكن ما سقاني بة الشيخ من حديث طويل لم ارتشف منة الا قطرات بسيطة لكيفية طريق العودة لمقابلة ملكة جمال القلب و الروح و الطبيعة .. لم يكن العقل مشغول الا بها .. ولكن دوامة التفكير والاجهاد و التعب و الاحداث التي انهكتني استسلم لها الجسد و الروح أخيراً .. لاغطَ في نوم عميق في نعومة السرير ودفئة الحنون وكأنة يحتضنني لافرغ شحنات الارهاق فية !!
بعد ساعة من النوم في ذلك السرير الناعم الذي لم احس بأنعم منة من قبل .. فتحت عينيّ بنشاط ليتلقف بصري أشعة الشمس الذهبية .. وعيني تغمض قليل لتقلل تأثير سطوعها .. والرياح الساخنة تلفح قليلً من وجهي .. وقد توسد رأسي بسخرة ملساء صغيرة .. و وجدت نفسي استظل تحت جبلً صغير وكأن السماء كانت لحافي و الرمال سريري .. ثم قمت من مكاني بتعجب أنفض التراب من حولي .. وشعرت ان نومي كان ساعات طوال جميلة و مريحة وليس ساعة واحدة فقط .. فخلت انني انما كنت في حلم جميل .. حلم صادف وجودي والنوم في هذا المكان !!
لكن كل الدلائل والمؤشرات .. براهين دامغة .. ادلة واضحة .. تثبت ان ما يحصل معي حقيقة وليس خيالاً .. ثم تقدمت خطوات سريعة بعد الجبل .. لعل الموقف اشعل فتيلة التخيلات ليخلق ضباباً بين الحلم و الحقيقة .. لكن مع تتابع الخطوات وما ان وقع بصري على الشارع العام و سيارتي المركونة جانب الطريق احسست بفرح يغمرني .. فرح ينتشلني من الخيال وبين الحقيقة .. ربما ذلك الشعور اني في عالمي .. عالم البشر !!
ما كان لي احدٌ اقصدة بعد كل الاحداث غير الذهاب الى صديق جدي وأعلِمهُ بكل ما جرى !! .. انطلقت بسرعة عأدا الية .. وكأني اسابق الزمن واحقق الحلم .. وصلت بلدة صديق جدي الطيبة وانا اقترب من منزلة وقد أخذت ذرات الشمس الذهبية تتسلل من النافذة تاركة خلفها ظلا لطيفاً ممزوجاً ًببرودة ناعمة .. نظرت من النافذة واذا بقرص الشمس يكاد ان يتوارى في الافق البعيد وراء الجبال.. ترجلت عن السيارة وطرقت الباب عدت مرات .. لكن الغريب لا صوت يبادلني من الداخل .. لا حركة اسمعها !! .. يا ترى ماذا حدث لصديق جدي فهو لا يقوى الخروج من منزلة الا في اوقات نادرة !!
وفي وسط أعصار التفكير جائني الجواب من احد المارة وهو يلقي السلام و التحية ثم يسئلني عن من تبحث فشكلك يوحي انك لست من هذة البلد وقد اتيت من مكان بعيد ؟ .. رددت السلام .. ثم اخبرتة اني ابحث عن صديق جدي الذي يقطن هذا المنزل !!
نظر الي بغرابة ثم بأندهاش قال : لقد توفى الله صديق جدك منذ قرابة اسبوعين .. رحمة الله عليه !! .. تحدثت بتعجب و استنكار كبيرين وكنت كالمشدوه : كيف !!! لا يمكن !!! فقد كان موجودا هنا في منزلة في هذا الصباح وقد أستضافني !!! وجلسنا مع بعضنا البعض نتناول زواي الحديث !!! .. ثم رحلت عنة وهو في أفضل حال !!!
لحظات وتسائل مبهم مع كل الاحداث.. هل كنت احلم ؟ .. تلك الافكار حولت نفسي لميدان عراك .. ميدان اشتد فيه الصراع بين العقل والمنطق من جهة .. وبين العاطفة والقلب من جهة اخرى !!
ما سر صديق جده ؟؟
تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
__________________