هدية الزائر للطفل
الهدية خلق من أخلاق الإسلام ولها أهمية بالغة في التأليف بين القلوب وفي تعميق أواصر المحبة والمودة بين المسلمين.
قال رسول الله ﷺ: "تهادوا تحابوا".
وإذا كان للهدية هذا الأثر العظيم في نفوس الكبار فإنها أكثر تأثيرا وأكبر وقعا في نفوس الأطفال فهي تشيع في نفوسهم السرور والرضا والبشر والأمن، ويبشون لمجرد حضور من تعودوا منه أن يعطيهم شيئا وأي شي ولو كان قطعة حلوى أو لعبة صغيرة.
وهكذا فقد حرص رسول الله ﷺ على حسن استقبال الأطفال وحسن مخاطبتهم والتعامل معهم فقد كان ﷺ يعطف عليهم ويقبلهم ويداعبهم.
قال رسول الله ﷺ:
"أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم ".
ويستحب لمن يدخل بيتا فيه أطفال أن يحمل لهم شيئا معه، فهذا كان دأب نبي الرحمة والهدى محمد ﷺ.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
قدمت هدايا من النجاشي، فيها خاتم من ذهب، فيه فص حبشي، فأخذه رسول الله ﷺ بعود أو ببعض أصابعه معرضا عنه ، ثم دعا أمامة بنت أبي العاص من بنته زينب، فقال: "تحلي بهذا بنية".
وكان يُؤتى بأول الثمرة له ﷺ فيقول :
"اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا وفي مُدِّنا وفي صاعنا بركة مع بركة".
ثم يعطيه أصغر من يحضر من الولدان.
وينبغي للمسلم أن يخلص نيته لله تعالى عندما يهدي الآخرين حتى ولو كانوا أطفالا حتى لا يذهب عمله هباءا منثورا.
كما ينبغي أن تتناسب مع عمر الطفل وسنه ويستحب أن يعوّد الكبار الأطفال على شكر المهدي.
اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك محمد ﷺ، ويموتون على ملته، ويحشرون في زمرته.��
بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.
رد مع اقتباس