ركعتا الوضوء
الوضوء طهارة مائية مخصوصة، واجبة للصلاة فرضًا كانت أو نفلاً، قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)
ويعد الوضوء من فضائل الأعمال التعبدية، قال رسول الله ﷺ ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله.
قال إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط).
والوضوء نور للمؤمن يوم القيامة، وبهذا النور الايماني يعرف النبي ﷺ أمته، قال تعالى: ( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم).
ويستحب للمتوضيء أن يذكر الله عقب وضوئه، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء). وفي رواية الترمذي زيادة اللهم اجعلني من التوابين ، واجعلني من المتطهرين).
ويستحب كذلك للمتوضيء أن يصلي ركعتين بعد الوضوء وقبل أن تجف اعضاؤه، وتسمى هذه الصلاة سنة الوضوء، وإذا صلى المسلم بعد الوضوء السنة الراتبة كفته عن ركعتي الوضوء، وإلا صلى ركعتين قبلهما إثر الوضوء، كذلك من دخل المسجد بعد الوضوء فتجزيه صلاة تحية المسجد عن ركعتي الوضوء، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي فأدركت رسول الله ﷺ قائمًا يحدث الناس، فأدركت من قوله:
( مامن مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ، فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة).
وعن عثمان بن عفان أنه قال بعد أن توضأ: رأيت رسول الله ﷺ يتوضأ نحو وصوئي هذا، ثم قال ﷺ من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ماتقدم من ذنبه).والمراد بـ لا يحدث فيهما نفسه أي لا يحدث بشيء من أمور الدنيا وما لايتعلق بالصلاة.
اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك محمد ﷺ، ويموتون على ملته، ويحشرون في زمرته.
بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.