قصة رقم 6

يروى أن أغا خان _إمام الإسماعيلية وكبيرهم _ جاء زائرا السلطان خليفة بن حارب البوسعيدي في قصر العجائب بزنجبار، وكان الشيخ الفقيه عبدالرحمن بن محمد بن أحمد الكندي قد اعتاد الذهاب إلى القصر من أجل تعليم أولاد السلطان العلوم الشرعية، وفي تلك اليوم التي جاء فيها كبير الإسماعيلية بعث السلطان خليفة إلى الشيخ عبدالرحمن عسكريا، فقال له :يسلم عليك مولانا السلطان خليفة، ويقول لك :بأنك معذور عن التدريس اليوم، فسأل الشيخ عن سبب ذلك، فقال العسكري:جاء أغا خان كبير الإسماعيلية وهو موجود في القاعة بالقصر، فعظم ذلك في نفس الشيخ عبدالرحمن، فقال :من يكون هذا❓فقال للعسكري :أريد أن أراه.

فلما وصل الشيخ عبدالرحمن إلى القصر، كان من الموافقات أن ترتيب الجلوس اضطرب، وحدث ما لم يكن في الحساب، حيث جلس الشيخ عبدالرحمن متوسطا بين أغا خان والسلطان خليفة، فالتفت أغا خان إلى الشيخ فقال :بصفتك من تكون ،وما وظيفتك ❓

فقال الشيخ : إسأل الذي بجنبك سيجيبك، ثم قال الشيخ يا أغا خان :لماذا تدع الهنود يعبدوك ولا يعبدون الله خالق كل شيء

فقال : نعم -يا شيخ - من الأحسن أن يعبدوني أنا ولا يعبدون البقر، فأنا أشرف من البقر.

وأخذا يتناقشان، والسلطان خليفة واقف شعره من نقاشات الشيخ وكثرة سؤالاته، فلما انفض المجلس، قال السلطان للشيخ :ماذا صنعت يا شيخ القوم

غير مفروض أن تسأل هكذا وتناقش، فغضب الشيخ عبدالرحمن على السلطان، وخرج من القصر، ثم انقطع عن التدريس بضعة أيام، فبعث السلطان خليفة إليه من يطمئن خاطره ويسترضيه، فرضي الشيخ، واستمر في تدريس أبناء السلطان، وقد كان الشيخ عبدالرحمن جسورا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وينكر على أبناء السلطان في حضرتهم وحضرته.


بتصرف من النميـر ج٦.