سيدتي الكريمة /
كم يسير الواحد منا في مناكب الأرض غير أنه يسير وذاته قد فارقته وانفصلت عنه !
وبذلك تراه يبحث عنها في أعين وألسن من يحيطون به من أهل ، وأصدقاء ، وجيران ، وعامة الأنام !
حتى يتجاوزهم ليشمل الأعداء ! ويبحث عنها في يقظته ونومه ، في انجازاته ، وهواياته ومبادئه ،
يبحث عن ذات مطمئنة غير أنه متخبط في بحثه ، فوقود سعيه إحباط بطعم اليأس ولولا ذلك لوجدها ،
فحقيقة الذات لا تكون من صناعة الذات كونها تأتمر بأمرك ، فهي عجينة أنت من تشكل مهيتها ،
وأنت من يحدد عناصرها وكنهها ، وأنت من تغذيها إما بالشك ، والحزن ، والفشل ، وإما باليقين ، والسعادة ، والنجاح ،
فمن هنا كان لزاماً أن يكون المرء ذاته ليعرف هويته ومن يكون ، ومن هنا نعلم ضرورة وجود الإنسجام الداخل بالخارج ،
وسماع ما يصدح به الداخل ، ليكون فهم الذات هو المحرك والباعث لمعرفة ما يحيط بنا في خارج محيطها .
" فلا يزال الكثير من الناس يبحث عن الأمان وهو جاهل بحقيقة ذاته ! فأنا يكون له ذلكَ الأمان " ؟!





رد مع اقتباس