اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضي الشمس مشاهدة المشاركة
تتمازج اشعاعات الشمس بحلكة الليل
لتحين اللحظة ..
الشمس تعتلي وجه السماء إشراقًا
صباحٌ بدأ بالبزوغ
وحياةٌ تنبض بالعمل ..
بعدما اعلنت بيوت الله النداء
حي على الصلاة حي على الفلاح..
تبدأ مشاغل الدنيا بالظهور
وصخب النهار يعلو بالجد والاجتهاد
فقد أُوجد العمل ليكون كفيل بسد رمق الجوع
كان الملاذ الوحيد للعيش بكرامة الكدحاء
وبين كل المارين الذين يمضون على
سكك القطار يرتحلون لتلبية متطلبات العيش
أقف أحترامًا لصاحب الجيتار
تنبض الفرحة من قلبه تعانق الصغير قبل الكبير ..
يعزف على أوتار آلته السعادة

التي رحلت منه .. بعد رحيل أسرته

الناس يستحقرون المتسولين لكنهم يحترمون

أولئك الذين يعملون من أجل كسب قوت الحياة
دون أن يشحتون بلا وجه حق من الآخرين
العمل مكسب فلا عيب أن يكون موهبة
يتم تأديتها عوضًا عن طرق أبواب الناس
والتذلل لهم طالبًا المساعدة ..



لم تنتهي قصة صاحب الجيتار ..

صاحب الفرح الذي رقص الجميع حوله سرورا
فصاحب الجيتار يملك طفل قد توفت أمه
الطفل الذي تمتلئ من عينيه البراءة تلامس السعادة شفاته كلما
عزف والده ..كان يرقص على أنغام الوتر
كان مبتسمًا وسيمًا وحلمه الوحيد دخول المدرسة ..

براءه في قمة البراءة إن تستمع لصوته العندليبي المزاج
وهو يغني أهازيج الطرب ويدخر المال من أجل حلمه ...

فلم يبقى له سوى عام قبل الولوج لمقر الدراسة ..

لم يكن أبوه متسولاً فصاحب الجيتار لديه عمل يزاوله أربعة أيام من كل أسبوع ..
وثلاث أيام كانت على الجيتار يقضيها

فزوجته الراحلة كانت تتقن العزف على نغم الحب الذي اورثته لصغيرها ..
لينمو معه هذا العشق لتلك الآلة ..
كان ما يفعله صاحب الجيتار
هو إن يكن بمثابة الأم لذاك العصفور الجميل
ويكسب العيش من أجل مستقبل أفضل ..
قد رسمه الأب لأبنه..

من تأمل الخط الذي يسلكه الكثير يجد ذلك الميلان نحو المصير الذي حدده لنفسه ذلك الإنسان ،
خلف هواجس لاحق الزمان ، وبين ماض أركز خنجره في قلبه المتهالك العطشان ،


يمشي يتهادى يعلن الإستسلام ، وقد أفرغ قلبه من الإيمان ،
صنف جعل من القدر أنه خانق للإرادة ومبدد لكل آمال ،
فما كان الله ليظلم جنس عالم من الإنس والجان ،

قدره واقع ليس له دافع ،
ولكن جعل المساحة شاسعة يجول بين جنباتها ذلك الإنسان ،
يتأقلم يصحو يعيد الحساب يقيم الحال بصحح المسار ،
فبالله يكون الإعتصام فهو ولي الأنام ،


مغبون ذلك الإنسان الذي ملأ قلبه بحب الله ،
فعلم بأن القدر هدية وأن الصبر والشكر للمؤمن عنوان ،
مستريح قلبه مسلم مفوض أمره لله ، لم ولن تحرك شعرة من ايمانه
مهما تكالبت عليه الرزايا فالقلب عامر بالإيمان ،

يرى الخصوصية في تخصيص شخصه لنيل البلاء فهو مذكور من رب الأرض والسماء ،
أما من شح قلبه من الإيمان فهو مجبول على التذمر والخذلان ،
لتكون الشكوى والإحباط له وسام ،


متذمر يرى الحياة متلفعة بالسواد ،
وليس بها غير الأنين والعويل وجنازات ونهاية لجنس بني الإنسان ،
فشتان بين الصنفان :

فالأول :
يفوح شذى الخزام .

والآخر :
كومة من الكآبة ،
وميت بين الأنام .


" لكم من الشكر أطيبه سيدتي الكريمة على هذه الفسحة التي نلتقط بها الأنفاس ،
وننفخ بها في أرواحنا نُغذيها بزاد الإيمان " .