سنة منسية

[مائة بيسة]

الوضوء قبل النوم،،

الوضوء سلاح المؤمن، له دور كبير في حياته، حيث يجعله في حيوية وتألق دائمين ويساعده على النوم العميق ،وهو من فضائل الأعمال التعبدية التي حث عليها معلمنا وقدوتنا ونبينا محمد ﷺ، فقد كان من هديهﷺ أنه لا ينام إلا على وضوء ذاكراً الله تعالى حتى تغلبه عيناه.

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:

"من آوى إلى فراشه طاهرًا ذاكرًا الله تعالى حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله فيها خيرًا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه".

اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك محمد ﷺ، ويموتون على ملته، ويحشرون في زمرته.


بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.

[مائة بيسة]

المضمضة والإستنشاق من غرفة واحدة


المضمضة والإستنشاق سنتان مؤكدتان في الوضوء عند جمهور الفقهاء.

المضمضة هي: إدخال الماء في الفم وخضخضته وطرحه.

الإستنشاق هو: إدخال المتوضيء للماء في الأنف ،وجذبه بنفسه إلى داخل أنفه.

ثم الإستنثار وهو: إخراج الماء من الأنف عن طريق دفع المتوضيء الماء بنَفَسِه مع وضع إصبعيه السبابة والإبهام من يده اليسرى على أنفه.

وقد كان من هدي النبي ﷺ في الوضوء وهو ماغفل عنه كثير من الناس في وقتنا الحالي أنه كان يصل بين المضمضة والإستنشاق في غرفة واحدة، حيث كان يأخذ كفا فيتمضمض بنصف الغرفة ويستنشق بالنصف الآخر ثم يأخذ كفا أخرى ويفعل كما فعل في المرة الأولى وهكذا ثلاث مرات.

عن جابر بن زيد رضي الله عنه أنه قال: "بلغني عن رسول الله ﷺ أنه تمضمض واستنشق من غرفة واحدة".

اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك و يموتون على ملته ،ويحشرون في زمرته.


بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.

[مائة بيسة]

الوضوء بالمُد

إن من نعم الله تعالى العظيمة التي امتن بها على عباده في هذه الحياة نعمة الماء الذي لاغنى للإنسان عنه، فلاحياة إلا بوجوده.

حيث حث المسلمين بالإعتدال والإقتصاد في استخدامه، فجاء الهدي النبوي خير معلم وأسوة حسنة في ترشيد إستهلاكه فقد كان الرسول ﷺ مقتصدا في استعمال الماء في الوضوء فلا يزيد عن المُد كما أنه لم يكن يزيد في الغسل عن صاع.

والمُد هو ملء كف الرجل المعتدل، والصاع هو أربعة أمداد.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
"كان النبي ﷺ يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمُد".

وهذه من السنن التي نسيها كثير من الناس أو كادوا يتناسونها للأسف في عصرنا هذا وهي سنة الوضوء بالمُد.

اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك و يموتون على ملته ،ويحشرون في زمرته.

بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.

[مائة بيسة]

المسح على رأس اليتيم

كان رسول الله ﷺ حريصاً دائماً على إدخال الفرح والسرور في نفوس الأطفال ،فيمسح على رؤوسهم وعلى خدودهم بيديه الشريفتين فيشعرهم ذلك بوجودهم وبحب الكبار لهم واهتمامهم بهم.

��فقد روي عنه ﷺ عن جابر بن سمرة رضي الله عنه وقد كان من أطفال الصحابة أنه قال صليت مع رسول الله صلاة الأولى يعني صلاة الظهر ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل صلى الله عليه وسلم يمسح خديّ أحدهما واحداً واحداً قال جابر: وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردًا أو ريحاً كأنما أخرجها من جؤنة عطار)

أي:سلة صغيرة يجعل العطار فيها عطره.

ومن الأطفال الذين هم أشد حاجة للعناية والرعاية والحب والعطف والحنان من غيرهم من الأطفال طائفة اليتامى .إذا أن اليتيم دائم الشعور بالضعف فاقد للقوة والأمان لايجد من يعطيه معاني الطفولة الكاملة .

��لهذا فقد كانت السنة النبوية زاخرة بالتوجيهات الكريمة التي تحث المجتمع المسلم على رعاية اليتيم الذي فقد أباه قبل سن البلوغ والإحسان إليه وترقيق القلوب له.

��فقد قال خير البشر وأرحمهم أجمعين سيدنا محمد ﷺ:
"خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه"

��ومن هذه التوجيهات النبوية الجليلة المسح على رأس اليتيم ووجهه وتقبيله ففي هذا الفعل مايدل على الرحمة والعطف العظيمين في قلب فاعلهما قال رسول الله ﷺ:
"من وضع يده على رأس يتيم رحمة كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة"

��كما أن الإسلام حث على كفالة اليتيم وبين قرب منزلة كافله في الجنة وأمر من الأوصياء وكل من له صلة قرابة بالبيتيم أن يحسنوا معاملته وأن يقوموا على أمره وأن يشرفوا على تأديبه وتوجيهه حتى يتربى على الخير وينشأ على المكارم الخلقية .

قال رسول الله ﷺ:
"أنا وكافل اليتيم -القائم بأموره-في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى".

��وكفالة اليتيم لاتقصر على من هم ذوي قرابة وصلة منه فقط فكم من يتيم فقير لامال له ولاكافل يقوم بأموره ،فكم هي فضيلة عظيمة وخلق راقي أن يقوم بكفالة هذا اليتيم الفقير مسلم من حر ماله ينفق عليه منذ طفولته الأولى وذلك بتوفير مبلغ يستلمه اليتيم شهريا ليقضي به حاجاته الضرورية التي تكفل له حفظ كرامته من ذل السؤال وحمايته من الضياع .

قال الله تعالى:
"وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ".

اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك محمد ﷺ، ويموتون على ملته، ويحشرون في زمرته.

بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.

[مائة بيسة]

التنفس خارج الإناء ثلاثاً

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
( كان رسول الله ﷺ يتنفس في الشراب ثلاثاً ) .
أي يتنفس خارج الإناء.

ويقصد من قول الحبيب المصطفى كراهة التنفس في الإ‌ناء أثناء الشرب
لما في ذلك من مضار نفسية وطبيَّة.

فمن ناحية نفسية:
أن رائحة الماء قد تتغير خصوصا إن كان المتنفس مريضا مما يجعل من يشرب بعده يكره الشرب من الإ‌ناء.

أما من الناحية الطبية:
١-أن هذه الأمراض تنتقل عن طريق التنفُّس.
٢- أن الشارب إذا أبعد الإ‌ناء عن فمه، تنفَّس بهدوءٍ، ثم يعاود الشرب مرة أخرى.

ولذا كان رسول الله ﷺ يتنفَّس في الشراب ثلا‌ثًا، ويقول: ((إنه أروى وأبرَأ وأمْرَأ))، قال أنس: فأنا أتنفس في الشراب ثلا‌ثًا.

ونهى رسول الله ﷺ عن النفخ في الشراب. وقد سأل مروان بن الحكم أبا سعيد الخدري، فقال: أسمِعتَ أنّ رسول الله ﷺ ينهى عن النَّفخ في الشراب؟ فقال له أبو سعيد: نعم، فقال له رجل: يا رسول الله، إني لا‌ أُروى من نفسٍ واحد، فقال له رسول الله ﷺ-: ((فأبِنِ القَدح عن فيك، ثم تنفَّس))، قال: فإني أرى القذاة فيه، قال: ((فأهْرِقها))..

ومعنى (فأبِن) أي: فأبْعِد.
القذاة: مايقع في الشراب من حصى أو تراب .
أهرقها: أي صبها خارج الشارب.

ويَلحق بهذا النهي النفخ في الإ‌ناء، خاصة إذا كان هناك مَن يشرب بعده.

وهذا لأ‌ن البخار الذي يرتفع من المعدة أو ينزل من الرأس، وكذلك رائحة الجوف قد يكونان كريهين، فإما إن يَعلقا بالماء، فيضُرَّا، وإما أن يُفسدا ما بقي من الماء على غير الشارب؛ لأ‌نه قد تعافه نفسه ويستقذره إذا علِم به، فلا‌ يشرب.

اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك محمد ﷺ، ويموتون على ملته، ويحشرون في زمرته.

بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.

[تباشيرالأمل]

السلام عليكم

جزاك الله خيرا
وغفرلك
جهد مشكور وعمل بأذن الله مقبول

[البروفيسور عيسى]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك، لك الأجر والثواب إن شاء الله تعالى '