في إفريقيا
مازالت القارة السمراء تحتفظ ببعض أغرب عادات الزواج، ففي بعض البلاد الإفريقية، تتمدد النساء الحاضرات لحفل الزفاف على بطونها في الأرض، لتسير فوقهن العروس، فلا تطأ قدماها الأرض إلا بعد الوصول للمكان الذي يقف فيه العريس، في جو من الفرح وإطلاق الزغاريد.
في قبيلة جوبيس الإفريقية، تُجبر العروس على ثقب لسانها ليلة الزفاف، حتى لا تكون ثرثارة فيمل منها الزوج. وبعد ثقب اللسان، يتم وضع خاتم الخطبة فيه، ثم يتدلى منه خيط طويل يمسك الزوج بطرفه، فإذا ما ثرثرت الزوجة وأزعجته، يكفيه بشدة واحدة من هذا الخيط أن يضع حدًا لثرثرتها وكثرة كلامها.
أما في مدينة بابو الغينية، فإن الفتاة بعد بلوغها سن الزواج، تسبح في بحيرة أو بركة من الماء ويقف جمع من الشباب يشاهدها، وعلى كل شاب أن يُقدّم لها قطعة ثياب، والقطعة التي تأخذها الفتاة من أحدهم، تعني أنها قد اختارته ليكون زوجًا لها، فيتزوجا على الفور.
وتقاليد الزواج في قبيلة الرورو الإفريقية تقتضي أن يهجم أصحاب العريس على بيت العروس، التي تحاول الهرب منهم، فيلحق بها أصدقاء وأقارب العريس، لتبدأ معركة بين العائلتين في مشهد تمثيلي لا يُمكن تمييزه عن الحقيقة.
أما في قبيلة الزولو، فيتعرض العريس للضرب المبرح من والد العروس، فإن تحمل الضرب زوّجه الأب من ابنته، وإن لم يتحمّل، يُعتبر غير مناسب لأي فتاة، ويُحكم عليه بالعنوسة والنبذ. أما إذا تحمّل الألم، فيتم تزويجه، ويمنح زوجته في يوم العرس أذنه اليسرى كدليل محبة.
وفي قبيلة اليوربا النيجيرية، تخرج الفتاة التي ترغب في الزواج بكامل زينتها وتقف أمام بيت أهلها، ليمر الشبان ويروها، وإذا أعجبت أحدهم، دخل بيت أبويها وأقام معهم لمدة عام يُعامل فيه الفتاة معاملة الزوجة، فإن حملت الفتاة، يتم عقد القران، وإن لم تحمل، تصير منبوذة من الكل، اعتقادًا بأنها تحمل روحًا شريرة بداخلها منعتها من الحمل.
وفي جنوب إفريقيا، يجب على العريس أن يدفع "لوبولا"، أي ثمن العروس. وقيمة هذه الـ "لوبولا" تتحدد بناءً على مستوى تعليم الفتاة وجمالها، وأحيانًا تكون اللوبولا مرتفعة جدًا ويضطر الشاب للاستدانة من أجل دفعها لأهل العروس. لكن، في حالة فسخ الخطبة، يتم إعادة المال والماشية التي دُفعت كلوبولا للعريس مرة أخرى.
في الشيشان
من العار لدى الرجل الشيشاني أن ترفضه فتاة طلب يدها من أهلها، وتفاديًا لهذا الموقف، فإن عادة خطف العروس تتفشى في المجتمع الشيشاني. وفي جميع أنحاء الشيشان، تتم عملية اختطاف الفتيات للزواج منهن بالقوة أسبوعيًا، أما في مواسم الأعراس، في فصل الربيع، فإن هذا الطقس قد يتم كل يوم. حيث يتم اختطاف النساء من مواقف الحافلات، أو في أثناء عودتهن من المدارس أو في طريقهن إلى بيوتهن، وأحيانًا يتم خطفهن من باحات منازلهن، وغالبًا ما تغض السلطات في الشيشان طرفها عن هذه الممارسة العنيفة، وتُفضّل أن تصفها بـ "التقليد الرومانسي"، وعادة ما تخضع الفتاة المختطفة لضغط كبير من أسرتها ومجتمعها لتتزوج خاطفها، خاصة إذا كان العريس ينتمي لأسرة مناسبة وميسورة الحال. وحسب عادات الشيشان القديمة، فإن العريس لا يحضر مراسم حفل زفافه ولا يشارك قطعيًا في أي فصل من فصول الاحتفال بزواجه، بل يجتمع مع أصدقائه، يمرحون بالمناسبة السعيدة، في منزل أحد أصدقائه أو أقاربه (المتزوجين في أغلب الأحيان)، بعيدًا عن الموقع، حتى انتهاء الاحتفال وعقد القران.
ومن عادات الشيشان التي لا تزال متبعة أيضًا، عدم مشاركة أهل وأقارب الفتاة من الذكور في حفل زفاف ابنتهم. وبعد الزواج، لا تقترب أسرة العروس من بيت الزوج ولا يستطيع أحد من أهلها زيارتها حتى يقوم العريس بزيارتهم أولًا بصحبة ابنتهم، فيقيمون له احتفالًا صغيرًا، ويقدمون له خاتمًا هدية، لتوطيد علاقات المصاهرة، ما يسمح بتبادل الزيارات بين الأسرتين.
ومن عادات الزواج الغريبة أيضًا في المجتمع الشيشاني عادة "فك اللسان".
وهو تقليد متبع في الأفراح الشيشانية، فبعد الانتهاء من مراسم الزواج، لا تتحدث العروس أمام أقارب الزوج ما لم يقدموا لها هدية أو يمنحوها نقودًا. كما يجب على أبيه أن يقدم لها هدية قيّمة، كشاة حلية ذهبية، حتى تتحدث العروس معه، ولهذا يطلقون على هذا الطقس"فك اللسان". فتقدم لهم العروس بعد ذلك المشروبات والحلويات.