الخطبة والعرس عند البــدو

كان البدوي إذا أراد أن يتزوج يختار ابنة عمه حليلة له فيطلبها من والدها بحضور أهله وأعمامه فإذا كانت غريبة ينتظرون الجواب ويكون الزواج على الأغلب من بنات العم وفي حال تم القبول يدفع المهر أو النقد أو السياق لوالدها ويكون على الأغلب غالياً, ويدل هذا على أن العروس غالية وتستحق هذا المهر بالإضافة إلى الذهب والحلي واللباس الثمين. وفي أوقات كثيرة يكون الزواج مبادلة أو مقايضة كأن يتزوج ابن العم ابنة عمه وأخته تتزوج ابن عمها, أو أب يقايض بابنته يعطي ابنته لأخ أو لرجل آخر وهو يتزوج امرأة ثانية, وهناك حالات كثيرة تظلم فيها البنت كأن تبقى بدون زواج إذا رفضت العريس, حتى لو كان ابن عمها فتبقى بدون زواج وهو يتزوج غيرها وتكون وقتها محيرة أي لا أحد يستطيع خطبتها طالما ابن عمها يريدها. إذا تم الاتفاق وتمت الخطبة وانقضى وقتها ينصب بيت شعر لهذه المناسبة ويدعى أهل العشيرة والأقرباء, يدوم العرس ثلاثة أيام, في اليوم الأول يكون الاحتفال في الليل في مكان واسع في وسط البيوت حيث يدبك الرجال, وتدق الطبول ويعزف على الزمر وتدبك النساء أيضاً مع الرجال في فناء واسع, يقدم الشاي والقهوة, وفي اليوم التالي تذبح الذبائح وتقوم النساء الكبيرات بطهو الطعام ويعتمد عليهن في الطبخ حتى يضمن أن يكون الطعام ناجحاً ولذيذ الطعم, تضع النسوة الطعام في ( المناسف ) وهي أواني كبيرة نحاسية يسكب فيها الرز والبرغل ويوضع فوقه اللحم المسلوق بورق الغار وحب الهال والبهارات, توضع بشكل معين حيث يوضع الرأس في وسط ( المنسف ) والإلية في طرف المنسف ثم يسكب السمن العربي المحمى على النار فوق المنسف بعد تنسيقه, ويقدم للمعازيم ويجب على جميع الحضور تناول الطعام, بعد ذلك يذهبون إلى بيت العروس لزفها إلى بيتها الجديد, فيحضرون جهازها المكون من فرش جديدة ووسائد وثياب . أما في اليوم الثالث فيقوم أهل العريس بذبح الذبائح على شرف ابنهم ويذبح في يوم العرس ما لا يقل عن عشرين ذبيحة, وتكون طريقة الطعام باليد فيجمع الطعام في طرف اليد مع قطعة من اللحم ويوضع في الفم بطرف الأصابع بطريقة الدفع


الخطوبة والـزواج:

يتم اختيار العروس من قبل الأهل أو من قبل الشاب فتذهب والدة الشاب أو أخته لمشاورة الفتاة وفي حال موافقتها المبدئية تذهب “وجاهة” مؤلفة من والد العريس وإخوته الشباب وكبار رجالات ووجهاء البلدة إضافة إلى شيخ الجامع للتقدم بشكل رسمي لطب يد الفتاة من والدها والاتفاق على المهر ويتم تحديد موعد الخطوبة فتعطى الفتاة مبلغا من المال لتلبية احتياجاتها في هذا اليوم من تجهيز نفسها وثياب خاصة بالحفلة وتحضر الوجاهة المؤلفة من الرجال مع العريس وترافق وجاهة الرجال مجموعة من النساء تتألف من والدة العريس وأخواته وقريباته فتتم قراءة الفاتحة ويذهب العريس فقط إلى الصالة التي تضم النساء ليقوم بتلبيس العروس ما تم شراؤه من الذهب والحلي الأخرى وتكون الضيافة جميع أنواع الحلويات والفاكهة والقهوة المرة لجميع الحاضرين وسط الزغاريد والأهازيج البهيجة كالعتابا والدلعونة والهوارة ويقوم احتفال بحضور العريس وسط مجموعة النساء وتُمنح الفتاة بعد الخطوبة فترة زمنية يتفق عليها لإعداد نفسها وما تحتاج إليه بعد أن يكون أهل العريس قد أعطوا أهلها المال المتفق عليه للتحضير للعرس. ويسبق يوم العرس يوم “الحناء” وهي عادة تقليدية في الريف تصبغ فيها يدا الفتاة برسوم الحناء الجميلة وتكون لها حفلة بين أخواتها ورفيقاتها بصيغة الوداع لها فغدا ترحل إلى بيت زوجها وفي اليوم الثاني تذبح الذبائح ويحضر أهل البلدة لتناول طعام الغداء أو العشاء في بيت العريس في حين يتم إرسال اللحم والأرز واللبن والسمن إلى بيت العروس لإعداد الطعام الخاص بها وبأهلها ورفيقاتها ويتنوع الطعام المقدم في هذا اليوم حسب رغبة أهل العريس وفي المساء يتم تجهيز العروس من لباس وزينة لاستقبال العريس وأهله في حفل بهيج.



من الاهازيج الشعبية اللطيفة التي تُغنى في هذه الايام السعيدة:

عروس عروسة شيلي هالغطا وارميه

يلعن ابو هالغطا لابو السَعالك فيه

والوجه دويرة قمر والورد فتّح فيه

والصدر بستان لابن العم يطارد فيه لأطلع ع راس التلّ وأظل أبكي

واقول يا فرقة الخلاّن ويلي شما اصعبك

والبنت تقول لامها .. يا إمي بدّي مية

عشرين من اهل البلد .. وعشرين غربية

وعشرين يجيبوا حطب .. وعشرين للمية

وعشرين يسحنوا الكحل لسود عينية

والبنت تقول لأمها .. والتمر مين جابيه

قالتلا كلي واشربي .. وشلكي بجلابيه على الدربيني

وعلى الدربيني .. السمرا يا روحي البيضا يا عيني يمّا

ويا يمّا ما بدي ياها .. ولو جابت مال الدنيه معاها

طلعوا للسمرة ما احلى ضناها .. ع ايدا صبي بيسوا مليونا يما

ويا يما بدي البيروتي .. الفلاح يقوللي اشتغلي لتموتي البيروتي

يقوللي ع المخزن فوتي .. نقيلك تخت حلو للنوما بالله

يا شمس الضحى لا تغيبي .. ضلي مشترفي ع حبابي دوما

طل القمر يا عمر من حارة الجورة .. يا بو ثلاث شامات ع الخدين منثورة

هات القلم والدواية لكتبلك صورة .. حبيبي بحبه وليش الناس مقهورة

شعرك سناسل ذهب تنزان في الميزان .. ما بين شعرة وشعرة نابت الريحان

يا ما ويا ياما شديلي مخداتي .. انا طلعت من الدار وما ودعت خياتي

انا طلعت من الدار وما ودعت جيراني .. وانا الغريبة سيلوا يا دميعاتي