السلام عليكم ورحمة الله
شكراً لك يا أختي الطيبة على طرح هذا الموضوع وفي هذا الوقت ، فهناك أشياء نحاول الوصول إلى الحقيقة التي تخفيها ، سوى بالمواضيع أو بتبادل أطراف الحديث ، عن نفسي شخص عشت في ذلك الماضي العريق ، وهذا الحاضر المشرق ، لدي بعض النقاط في هذا الحوار ، وأتمنى من خلالها أن يصل لب نقاشي ولو بشيء بسيط.
النقطة الأولى : وهي حياة الآباء المعاصرين ، كيف كانت ومن يفهمها من أبناء هذا الجيل ، كيف كانت حياتهم ، وما هي الأدوات التي كانوا يستخدمونها لتربية الأبناء ، ولماذا كانوا يصرون على إستخدام تلك الدروس معهم ، بإختصار ، كانت حياة الأب في الماضي تعتمد على بعض الأشياء حتى تمكنه من إدارة إسرته ، وبناء صف من الأبناء قادرين على تحمل المسؤولية وظروف وتغيرات هذا الزمان ، كانت حياة تلك الأسلاف تعتمد على ( الصبر ، والفكر ، وقوة الساعد ، وشدة الظهر ) ، حيث كانت تلك العناصر هي المكونات الأساسية لبناء جيل قادر على تحمل المسؤوليات بكل أنواعها ، كانت الحياة صعبة ومرهقة ، أي لا يوجد تعليم ودروس ومحاضرات وجامعات وغيرها بتكثف ، حتى يتدرج فيها بعض الآباء في التعلم والنمو ، كانت حياتهم تعتمد على البساطة والمتوفرات الموجودة ، لربما لم يفهم بعض جيل هذا اليوم ، عن تلك المقومات ، عن نفسي عشت في ذلك الزمان وتذوقت تلك الشدة ، لا يمر يوم وإلا أسمع تلك الجمل القوية من والدي أو بعض الضرب ، وأيضاً ما ننهي يوماً الدراسي ، إلا وهناك أمور تنتظرنا ، فبعضنا يذهب إلى البحر ، والبعض إلى المزارع ، والبعض لتربية الماشية ، ولربما لا نجد وقتاً للمذاكرة ، لأن الحياة تتطلب منا ذلك الجهد ، وبالرغم من ذلك أكملنا تلك الدراسة ، وفي ذات العلاقة ، كنا أيضاً إذا وجدنا وجبة الغداء ، لربما لا نجد وجبة العشاء ، ولربما يمر علينا العيد ولا نجد ملابس جديدة تنتظرنا ، ولربما أذهب إلى المدرسة بدون مصروف في بعض الأحيان ، ولربما إذا صفعني والدي في يوم ، أذهب في اليوم التالي إلى أصدقائي وأخبرهم عن تلك الصفعة ، ويبدئ الضحك معنا وكأن شيء لم يصير ، وبالرغم من ذلك لا توجد نفسيات بداخلي أو تعاسة ، اليوم نحن من ذلك الماضي ، نعيش برغد ولله الحمد أولاً وأخيراً على هذه النعمة ، في الماضي لم أفهم ذلك الأسلوب الذي أستخدمه الأب معنا ، لكن بمجرد أن أشتد ظهري .. علمت لماذا ، كان يحاول أن يفهمني بطريقته تلك عن هذه الحياة وتغييرتها وكيف أستعد لكل ظرف قادم ، كان يريدني أن أكون جاهز لمواجهة هذا الزمان ، يريدني أن أكون مربي ومعلم فاضل ، ولهم عذرهم على ذلك ، لأن تلك الحياة تتطلب ذلك ، صحيح لربما لم نصل إلى طور أن نكون أصدقاءهم ، لكن أخرجوا رجالاً أصبحوا اليوم مدارس تخرج منها جيل اليوم ، وتخرج من نسلهم أبناء ، وبدء معهم ذلك التغير ، وبدأت تلك العوامل تخرج منهم ، وبدء منهم أشياء غريبة ، إلا من رحم ربي ، يقول أبي يعاملني بقسوة ، طيب لماذا أبيك يعاملك بقسوة ، ما هي الأمور التي فعلتها ، كيف وصل بك الحال إلى هذا ، يقول أحاول أن أصبح صديق أبي لكن لا أقدر ، طيب لماذا ولماذا.
النقطة الأخيرة : الأبناء اليوم تدرجوا في التعليم ، وبلغوا أعلى تلك المراتب من العلم والمعرفة ، بل لديهم العلم التأم في تفسير كل العوامل النفسية والسلوكية لأي شخص ، لديهم الباع في بلوغ الشيء بفضل تلك العلوم المكتسبة ، هنا مربط الفرس وهو العكس ، كيف أستطيع أنا أن أكسب أبي وأصبح صديقاً مقرب له أو أخاً له ، ليس كل شيء يقع على الآباء يا أختي الفاضلة ، فهم شاهدو ألم لا يستطيع فهمه إلا قلة ، هذا الأمر يقع على الأبناء نفسهم ، فهم وصولوا إلى السهل من هذه الحياة بتضحية تلك السواعد ، وهناك حقيقة لا أعرفها وتبقى في ذهن ، ما سبب ذلك التشتت بين الآباء والأبناء اليوم ، لماذا يا ترى ، ما التدخلات في هذا الأمر ، هل هي عوامل التغيرات في ظل التطور الذي نواكبه اليوم ، شكراً على طرحك القيم ، حفظك الرحمن ورعاك