جاء الشتاء...
جاء..
ج
ا
ء
..
يَا ملَاكْي الأزليّ
لَم تعُد بطهركِ الذَي يسَكنُني
لَم تعُد بالبياضِ المَخلوط مِنْ السَماواتِِ..
مَلامح نَبُضكَ المتأصلِ في ذلكِ الَوطنْ أصبَح ضئيلٍ
مخنوقٌ برائحةِ التُراب العتَيق
كُل شيءٍ أصبَح كَرغيفِ ذاكَرة ... في صباحِ مُشبع بالَسوادِ
أتَعلم ؟
لمَ آآآنتَهي مِنْ كِتابة تِلكَ الرَسائل
المغلفة برائحة التُوت إليكَ
فلاَزلت أجهض ذاكرة
تحتوي أنفاسكَ
وأتبَعثر .. ‘
كَعٍقد عاري مِنْ السلسال.. مُتبعَثر !!
نصٌ منْسي مِنْ رَحم الوجعِ :
" وَقبَل ليلْتين كَان ليْ لِقَاء بِذلَك المْلاكَ
حَيثُ لَا يوُجْد إِلاَ أصَابعِي يديّ أمُررَها علىْ كفِ حنَانه
وَشوقاً مُمتلئ منسكبٍ من عينِيه ..
كُل شيٍء فيْ نفسي مُمتلئ بكَ وعقيماً دونكَ!!
المولود الاولُ من سحِر عيْنيكَ!!
دعني أشَيب بيْن اضلعكَ كتلك السِندياْنة الكَبيرة التي شهدتَ ولادة حُبي لكَ
وَرتل ليْ صِلواَت حُبكَ المفرط بِالحنانِ لَأنجب حب آخَر يُشبِهكَ!! "
جَاء الَشتاءُ وَلتعَلم :
مَا عادتَ تَهمُني نَكباتَ الَحنينُ والشوقُ
فتَفاصيلِ مِعطفكَ الاسود لم يُعد يغريني
وابتسامتكَ البيَضاء لم تُعد تُربكني
حتى عيناكَ ذاتُ اللون الغريب لم أعد ألمُع حين أراها
وأصابعكَ حول معصمي الغَجري لم تعد تَرتجف حَين تشُمها
أصبحتَ هادئة جداً مِنْ كل غَمغمات ذِكريات كانتَ تحتوينا..
مشهد :
ذات يوم كانت تلك الشقية تلعب تحت المطر
تلهو والمطر يمسح على شعرها الليلكي بقطراته
تغزو القطرات تارة هنا وأخرى هناك
... عاد المطر ولم تعد تلك الشقية !!!
Roza