لم تكُن الأحلامُ يوماً أحلام ..
بل كُل ما رسمتهُ في مُخيلتي ، كان مُجرد أوهام ..
تركتني فريسةً لِمآسي الليل الطويل ..
جعلتني أنزفُ دمعاً في منتصفِ طريقٍ مشوك ..
فَما الغيابُ و أفعاله ، سِوى بحرٌ مُظلم
تطفو عليهِ جثثُ أولئك الذين حاصرهم الألم
و هُم في عُمقِ طقوسِ الانتظار .. !

بُهِتَ الحظ .. و البسماتُ فارقتْ مجرى الحياة ..
صُعِقَ الأمل ، فَلم يبقى منهُ سِوى القليل
يواسيني في الليالي الدامسة ..
و هُنا يا حبيبي .. أعودُ حيثُ ألتقينا ..
حيثُ توشحتُ بِوشاحِ الفرح عِندما لامسَ حُبكَ قلبي ..
أعودُ لِأعلنَ انكساراتي ..
أعودُ لِأستعيدَ شريطَ ذاكرتي معك
تلكَ الأيام المحفوفةُ بِالسعادة
و التي أصبحت الآن ، مُجردَ ذِكرى ..
يلُمني ثقلُ الكونِ بِأسره عِندَ تذكرها ..
فَأتمنى لو أن قلبي ينامُ أبدياً ، حتى لا أتعثر بِمهالك غيابك ..
حتى لا أتعثر بِمهالك غيابك !
حتى لا أتعثر بِمهالك غيابك !
غِبتَ غياباً لم يكن في الحُسبان ..
فتتَ قلبَ فتاةٍ لم ترى في الوجودِ إلا أنت ..
بعثرتَ روحاً كانت تستنشقُ الحياة بِحضوركَ دائماً ..
و مع كُلِ ذلك .. تفتت أوراقُ زهرةُ أحلامي
لِتذروها رياحٌ عاتية ، و تتلاشى عن عينايَ الدامعة ..
فَأتكأ على جدارِ اليأس ، لِيجتاحُني الحنينُ بِعُمق
و كأنهُ يحاولُ أن يحفُرَ جُرحاً عميقاً في قلبي
لِيُدمي بِغزارة .. و لا يُلينهُ دواء ..
فَأتمنى عودتك .. تلكَ الأمنية الربيعية التي أستُرها بِداخلي
في مكانٍ محجوبٌ عن كائنات الأسى ..
كَياسمينةٍ ، أحببتُ رِعايتها .. فَأسقيها كُل صباح بِالأمل !
في نفسِ المكانِ حيثُ ألتقينا .. أمسكُ بِدفتري و قلمي ..
أزخرفُ السطور بهذهِ الكلمات الذابلة ، و كأنكّ تقرأُ لها ..
و كأنكَ تُنصتُ لِحديثَ قلبي و ضجيجَ الأسى بِداخله ..
و كأنكَ تتحسسُ الحنينُ الذي يبلغني كُل هنيهة ..
فَيمتصُ القلمُ بوحي لِأدونَ اشتياقي لكَ على أوراقٍ
مُتطايرة على رصيفِ الانتظار ..
و أغفو بعدَ ذلكَ .. علني أجدُ بينَ مناماتي أملٌ لامع
يُعزيني و أستعيدُ ما فقدتهُ روحي مِن طاقة ..
خاتمة دامية ..
.
.
غبتَ بِلا مُفسرٍ لِغيابك ..
غبتَ لِتعبثَ بي مآسي الحياة ..
غِبتَ لِأكونَ طيراً قد أُتلفتْ أجنحته
و أُسرَ بين آلافِ الجُدرانِ الباهتة ..
غِبتَ لِيحتلَ قلبيَ الحنين مع رشةٍ من عِطرِ الوجع ..
و أزهرُ الآمال تُطلقُ تنهيدةً أخيرة
لِتنامَ أبدياً في حقلٍ قاحل !
مجرد بوح ..
زهرة الأحلام
15/4/2016