حلقة 5 مايو 2016
عنوان الحلقـــة : ولائــم في العــزاء
تعزية أهل الميت مشروعة، وفيها تسلية لهم عن مصابهم وإعانة لهم على الصبر علي المصيبة
قال رسول الله ﷺ:
(مامن مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة).
وقد انتشرت في التعزية الكثير من المخالفات الشرعية والبدع، ومن ذلك ماشاع بين الناس من إقامة أهل الميت للولائم أيام العزاء، وذبح الذبائح لاسيما في اليوم الثالث ويوم الأربعين من تاريخ وفاة الميت ويدعى إلى هذه الولائم الأقارب والجيران وغيرهم وهذا لا أصل له في الشرع بل هو مخالف لسنة رسول الله ﷺ.
ولافرق بين أن يكون ذلك من مال الورثة أومن ثلث مال الميت أو من أحد المعزين فهذا لا يجوز لما في ذلك من إحياء لبدعة مستقبحة وتكليف أهل الميت وإتعابهم مع مصيبتهم وإضاعة أموالهم في غير حق إلى جانب مافي هذه العادة من تشبه بصنع أهل الجاهلية،
قال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه :
"كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعه الطعام بعد دفنه من النياحة" ويقصد بذلك قبل إسلامه في الجاهلية.
وللأسف فإن بعض الناس يعرفون هذا الحكم ولكنهم لا يتوقفون عن ذلك خشية أن يقال عنهم أنهم بخلوا على ميتهم وينبغي لأصحاب العزاء أن يتقوا الله تعالى ولا يصنعوا طعاما ويجمعون الناس عليه ولا يجوز للمعزين إجابة الدعوة لمثل هذه الولائم.
كما لا يجوز للمعزين القادمين من الأماكن البعيدة القعود للأكل في بيت العزاء ولهم الانتقال إلى بيوت أقاربهم ومعارفهم الآخرين للمبيت.
ولاحرج على أهل الميت في أن يصنعوا لأنفسهم الطعام العادي لحاجتهم والمستحب أن يقوم غير أهل الميت من أقاربهم الأباعد أو جيرانهم أو أصدقائهم بصنع الطعام لهم ويبعثوه إليهم إعانة لهم وجبرا لقلوبهم، حيث أن المصيبة تشغل الناس حتى عن إعداد الطعام لأنفسهم .
فحين استشهد سيدنا جعفر رضي الله عنه في مؤتة في الشام أمر الرسول ﷺ بأن يصنعوا لأهل جعفر طعاما.
حيث قال عليه الصلاة والسلام:
(اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم مايشغلهم)
وينبغي أن يُلحّ عليهم في الأكل لأن الحزن قد يمنعهم من تناول الطعام فيضعفون.
نسأل الله تعالى أن يغفر لموتانا وموتى المسلمين وأن يعفو عنهم ويكرم نزلهم ويوسع مدخلهم ويبدلهم دارا خيرا من دارهم وأهلا خيرا من أهلهم.
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،