عنوان الحلقـة :
الهــــجر

قرر الله تعالى أن المؤمنين إخوة تجمعهم رابطة أخوة الدين مع أخوة البشريةفقال سبحانه وتعالى:
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )

ومقتضى هذه الأخوة الإيمانية التواصل والمحبة في الله عزوجل بين المسلمين ونبذ التباغض والتنازع وعدم الانسياق وراء النزغات الشيطانية

قال رسول الله ﷺ

(لاتباغضوا ولاتحاسدوا ولاتدابروا وكونوا عباد الله إخوانا)

ومما يؤسف له مانراه اليوم بين كثير من المسلمين من هجر وقطيعة وجفاء بدون مبرر شرعي رغم علمهم بإثم ذلك.
فقد حرم الإسلام على المسلم أن يقاطع أخاه المسلم ويجفوه ويعرض عنه فإذا ماحصل خلاف أو تشاحن أو غضب بين مسلمين فلا يجوز هجر أحدهما للآخر بلا مبرر شرعي فرابطة الأخوة الإيمانية التي تربطهما تمنعهما من ذلك.

وعلى المتخاصمين أن يصفيا مابينهما من خلاف أوهجران أو خصام وفقا لمقتضى الأخوة..

ولا يحل أن يتجاوز الخصام بين شخصين إن وقع ثلاثة أيام حيث يحرم أكثر من ذلك..

والحكمة من تحديد مدة ثلاثة أيام لا يحل بعدها للمسلم أن يستمر في خصومته وكراهيته لأخيه هي أنها مدة كافية لزوال انفعال الغضب والكراهية ورجوعه إلى رشده بعد زوال غضبه وتناسي الأحقاد والضغائن بحيث يسارع إلى أن يصالح أخاه وأن يسلم عليه إذا لقيه.

ومن كان صاحب حق فيكفي أن يأتيه أخوه معتذرا وعليه أن يقبل اعتذاره وينهي الخصومة ولايجوز أن يرده ويرفض اعتذاره.

وقد توعد رسول الله ﷺ أن يستمر في هجرانه لأخيه المسلم أكثر من ثلاثة أيام بالعقاب الشديد في الآخرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
(لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار).

ويجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث ليال إن كان يمارس معصية من كبائر الذنوب ولم يتب عنها رغم مناصحته وتخويفه بالله تعالى لأن في الهجر ردعا له لعله يتوب إلا إذا كان في هجره محذور بأن يخشى أن يزيد المعصية وأن يترتب على الهجر مفسدة أكبر فإنه لايجوز هجره في هذه الحالة.

ولابأس بما يقصده الرجل من تأديب زوجته بالهجر فوق ثلاث إذا كان ذلك نافعا بعد وعظها وتذكيرها بما عليها لزوجها من الطاعة الشرعية.

نسأل الله أن يألف بين قلوبنا ويصلح ذات بيننا وأن ينصرنا على عدوه وعدونا،،

بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،