♢♢ سلطنة عمان .. تاريخ وطن ♢♢ ج 2

[صدى صوت]

《 《 السطان فيصل بن تركي 》 》

بعد وفاة السلطان تركي تولي ابنه فيصل بن تركي سنة 1888م ااذي اعلن عن رغبته في تبني سياسة وطنية واضحه معلنا امتعاضه من التدخلات البريطانية في شؤون عمان وانه يجب على بريطانيا احترام سيادة عمان بموجب اتفاقية 1862م بين بريطانيا وفرنسا التي تعلن بوضوح احترام سيادة عمان واستقلالها .
ولكن بريطانيا تبدي غضبها من توجهاته ويحس السلطان فيصل بالخطر فيكون جيشا بقيادة اخيه ( فهد ) ويعقد صلحا مع ااشيخ صالح بن علي الحارثي في محاولة من السلطان لضمان استقلال البلاد استقلالا حقيقيا بعيدا عن تي نفوذ اجنبي وان تصبح دولته موحده وذات سيادة كامله .
وكان للسلطان اهتمامات دينية قوية اضافة الى صلاته المباشرة مع العلماء الاباضيه واحترامه لهم وفي سبيل ذلك جهز السلطان جيشا لحصار الرستاق رغبة منه في توحيد البلاد ولكنه يفشل في دخولها .

[صدى صوت]

☆ التنصير :

من اهم ملامح فترة حكم السلطان فيصل ازدهار حركة التنصير في عمان ففي عام 1888م الاسقف الانجليزي القس ( الاكدندر ماكاي) يرفع نداء يطالب فيه بالشروع المباشر والفوري بتنصير عمان ضرورة العناية باختيار المنصرين الجيدين لبل. متحضر مثل عمان ويرفع النداء للجمعيه الارساليه الكنسية بضرورة العناية بالعمانيين وتنصيرهم (لانهم شعب مكافح استطاع ان يفتح شرق افىيقيا وان ينشر حضارته ودينه هناك في فترة قصيرة ) فتنصيره يعني نشر المسيحية في الخليج وشرق افريقيا .
لكن الجمعية لم تنظر الى مسقط على انها مركز اسلامي مهم للتنصير ولكن النداء لم يذهب سدى بل شجع الاسقف الانحليزي ( توماس فالبي فرنش) الى الاستجابة للنداء والتوجه الى عمان .

ويصل الاسقف الانجليزي (توماس فالبي فرنش) عمام عام 1891 م ليكون ( اول منصر غربي يصل عمان للعمل التنصيري المباشر ) وكان قد عاد لتوه الى المملكه المتحده اثر احالته الى المعاش بعد فترة قضاها في خدمة الجمعية الارسالية الكنسيه في الهند .
فشعر بالفراغ فقرر الذهاب الى عمان .. وكتب يصف عمان ( بالدولة الافضل عربيا وان اسواقها جيدة ومعاملة اهلها ممتازة لكل الغرباء ) كما انه التقى السلطان فيصل .. وكانت خطته تستهدف تنصير المتعلمين وكان يخرج للمساجد والاسواق ونجح للوصول للعمانيين كما وصل حتى الى حلقات العلم في المساجد والتقى المجذومين والمرضى والنساء ..
ووصف العمانيين ( انهم شعب مستمع جيد لكنه لا يقتنع بسهولة ) .. حاول ( توماس) الوصول للجبل الاخضر لكنه مات قبل ذلك ( 1891م) دون اي نتيجة تذكر لعمله .

[صدى صوت]

☆ غير ان حركة التنصير لم تتوقف ففي عان 1893 م ترسل الارسااية العربية في الولايات المتحده الامريكية القسيس الامريكي ( بتر زويمر ) للتعرف على قابلية عمان لانشاء مركز تنصيري فيها وتحديد نوع النشاط التنصيري المناسب لها ويقول زويمر : ( مسقط مركز استراتيجي لنا وهي الموقع المناسب لنا )
مما يجعل زويمر يتقدم بطلب رسمي من السلطان للسماح بانشاء مدرسة تنصيرية .
ويتحقق له ذلك عام 1894 م وكانت اهم عقبة امامه كيفية اقناع اولياء الامور بارسال ابنائهم لمدرسته وهو مالم يتحقق فبضطر لجلب اولاد افريقيين لتدريسهم وتسمى المدرسة ( المدرسة الصناعية للرقيق) وتواجهه مشكلة البحث عن وظائف لهم مما اضطره لاغلاق المدرسة عام 1901م .
وفي عام 1894 م يرفع زويمر تقريرا بعد شهرين من زيارته مسقط ذاكرا انها ( المدينه الوحيده في الخليج التي لم تمانع من وجود بائع متجول للانجيل وانها الاكثر تسامحا) ناصحا بثلاثة اوجه للنشاط التنصيري وهي بيع الانجيل والكتب الدينية والوعظ والتدريس الذي يمكن القيام به بكل سهولة في مسقط للتسامح الديني وثالثا التجوال وزار زويمر سدتب والبستان وكلبوه ومطرح والسيب وبركاء والمصنعه والسويق وصحار وفي كل مكان استقبل بالترحاب كما يقول .

[صدى صوت]

ولهذا تقرر الارسااية النصرانية شراء اول مطبعه تقوم بطباعة الادب النصراني والكتب الدينية المناهضة للاسلام عام1895م ولكن العمانيين يرفضون شراء الكتب المناهضة للاسلام ولهذا اكتفت الارسالية بمطبعه صغيرة .

ويحاول ( زويمر ) التغلغل في المجتمع العماني فيشتري بيتا في مسقط ويمارس التنصير بكل سهولة حيث يستقبل بالترحاب في كل بلد يصل اليها ويكرمه العمانيون ولكنهم في المقابل بعد ان يستمعوا كلامه لا يتقبلونه ولا يعيرونه اهتماما ..
وحدث تطور مهم في عام 1898م حيث تم انضمام مجموعه من المنصرات مثل ( مارجريت بارني) لمركز الارسالية في مسقط والتي تعود للعمل مرة اخرى عام 1911م وتلتحق بمركز الآنسة ( ولتردنك) وبدأ استهداف النساء العمانيات في الحملات التنصيريه . وقد عملت المنصرات في مجال الطب والتعليم وتقديم الادوية وتعليم التطريز والخياطه مثل ( كانتاين) التي فتحت عام 1905م فصلا دراسيا لتعليم التطريز .
في عتم 1900م يرفع ( زويمر) تقريرا يقول فيه لم اقابل قط في اي مكان بعنف ففي كل مكان كان هناك طلب على الكتب حتى من النساء ) ويطالب بانشاء مدارس تنصيرية مستثمرا عدم وجود مدارس حكومية بعمان وافتتاح مستشفيات ومستوصفات للتنصير .

وتشتري الارسالية بيتا في نخل تنطلق منه الى عمان الداخل وظل البيت معهم حتى عام 1913م اثر منع السلطان فيصل الاجانب من التجوال في الداخل بعد الحرب بينه وبين الاماميين .

[صدى صوت]

وشهد عام 1905 افتتاح اول صيدلية تنصيرية في مسقط وبعد ذلك بسنه كانت محاولة افتتاح متجر لبيع الكتب النصرانية في نخل ولكن المحاوله تفشل لاعتراض الاهالي عليه .
في عام 1908م افتتح القسيس( جيمد كانتاين) مدرسة ( زويمر التذكارية ) في مسقط قد بنيت في بناء كان نصفه مستشفى .
وبعد سنه كان وصول الطبيب ( شارون جي توماس) الى عمان الذي استأجر بيتا في مطرح وبدأ في استقبال المرضى حتى استطاع جمع اموال لبناء مستشفى عام 1911م ولكن السلطان فيصل مانع في منحه ارضا .
في عام 1913م كان افتتاخ اول مستوصف تنصيري في مسقط للنساء وتعمل فيه الكتورة ( سارة هو سمون) ضمن بعثة الارسالية العربيه .

[صدى صوت]

☆ الثورة العمانية :

لم يقبل الإباضيون بنظام السلطنة القائم على الوراثة وليس الانتخاب بما يتعارض مع عقيدتهم فاجتمعت كلمتهم على مبايعة سالم بن راشد الخروصي في مايو 1913 إماماً على عمان حيث اتخذ من نزوي مقراً رسمياً له وتزايدت هجمات الإباضيين ضد السلطنة مما أدى لتدخل الإنجليز لصالح السلطان فيصل بن تركي والتزموا الدفاع عنه ووقفوا بجانب ابنه تيمور الذي اتصل بالثوار واجتمع معهم غير أن الاجتماع لم يسفر عن شي .

[صدى صوت]

وكان السلطان فيصل محباً للأدب والعلماء مقرباً لهم فنرى العلماء والشعراء وأهل الفكر دائماً في مجلسه ويسافرون معه إذا سافر وقد كان يطلب منهم قول الشعر ويحب أن يسمع منهم ويسألهم فيه. وأخيرا هذا العلم من أعلام الخليج جمع خصالا كثيرة من الحلم والجود والعلم مع شدة البأس وقوة العزيمة ، هذا هو السيد فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان البوسعيدي سلطان عمان .

ولولا أنه وقعت في زمن ولايته كثير من الاحداث والثورات فقد أخمدها بحكمته وثبت سلطانه على البلاد العمانية ، ووقع مع الانجليز والفرنسيين عدة اتفاقيات تجارية وعسكرية ولكن في النهاية بقي الانجليز وحدهم وخرج الفرنسيون منها .

كان للسلطان فيصل علاقات طيبة مع زايد بن خليفة آل نهيان حاكم أبو ظبي والشيخ مكتوم بن حشر آل مكتوم حاكم دبي ومن بعده الشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم رحمهم الله جميعا ، وقد قام السلطان بعدة زيارات لأبوظبي ودبي ، واحتفى به الشيوخ كثيرا خاصة الشيخ مكتوم بن حشر ، ولهذه المناسبة أنشد العقيلي ـ وكان من عمال السيد فيصل ـ قصيدته المشهورة التي مطلعها :

أنشرُ ربيع أم صبا الوصل هبت

وهذي شموسٌ أم وجوهُ الاحبّةِ

وكان يقرب أهل العلم والادب ويكرمهم أمثال ابن شيخان والخليلي وابن مسلم وغيرهم .

[صدى صوت]

[صدى صوت]

☆ابدت بريطانيا تخوفها من اتجاهات السلطان فيصل منذ توليه مقاليد الحكم وكرهه العميق للبريطانيين وتحاول بريطانيا كبح توجهات السلطان وتهدده بقطع المعونه التي تقدمها له نيابة عن زنجبار وتهدد بقطع الارز اذا لم يوقع على الاتفاقيه التجارية مع الكولونيل روس والتي تنص على عدم منح اي امتيازات لاي دولة بريطانيا في الاراضي العمانية ..
السلطان فيصل يعلن ان عمان دولة مستقلة رغم ذلك ولاجل اثبات ذلك يمنح الحكومه الفرنسيه وقنصلها( اوتافي) مقرا ثابتا لقنصليتها عام 1891 م وهو ما يسمى اليوم ب ( بيت فرنسا) ويرفض الاستجابة لطلب بريطانيا بمنع التجارة والبحارة العمانيين من رفع الاعلام الفرنسية لحماية سفنهم .
وبالفعل في عام 1894 يصل السيد ( اوتافي) قنصلا لفرنسا في مسقط فيكتسب ثقة السلطان ويدعم اتجاهاته بمعاداة بريطانيا ويقدم ( اوتافي ) تقريرا عام 1895 م يطلب فيه من باريس وضع تدابير للحد من التفوذ البريطاني الذي يسيطر على الخطوط البحرية القديمه ويعلن فيه ان لفرنسا امكانية التدخل في شؤون عمان كما تفعل بريطانيا .
ورغم ذلك فالسلطان كان يكره ان يتعرض الدبلوماسيين الى اي مضايقات ولهذا نجده يغضب حين يتعرض القنصل الانجليزي في الشرقيه لنضايقات بل ويرسل السلطان جيشا بقيادة ابنه تيمور لحمايته وكان شابا في سن الاحتلام.

[صدى صوت]