عنوان الحلقة:تسريب الأسرار الزوجية
العلاقة الزوجية من أقوى الروابط والعلاقات وقد جعل الله لكل من الزوجين على الآخر حقوقا وعليه واجبات يجب أن يؤديها ومن هذه الحقوق حفظ الأسرار الزوجية التي هو أساس الحياة الزوجية السعيدة فقد أوصت أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس لما حان زفافها بعمرو بن حجر ملك كندة بوصايا ومنها
لاتفشي له سرا ولاتعصي له أمرا فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره)..
ويعاني بعض الأزواج من إفشاء زوجته لأسراره من حديث حدثها به أو عمل عمله أو أمر من أمور بيته الخاصة أو مايحصل بينهما من سوء تفاهم فلا تكاد تسمع منه زوجته حديثا إلا علم به القريب والبعيد في لحظات واشتهر بين الناس جميعا وهي بهذا التصرف تسيء لزوجها إساءة كبيرة.
وإفشاء الزوجة لأسرار زوجها يعد خيانة للأمانة الزوجية الملقاة على عاتقها وهو أحد الأسباب الرئيسة لتدمير وزعزعة الحياة الزوجية حيث يشكل طعنا للثقة المتبادلة بين الزوجين وإضعافا لها.
فيتشكك الزوج في شخصية زوجته ويحترس منها فلا يبوح لها سرا من أسراره.
وينبغي أن تحافظ المرأة على الأسرار الزوجية صغيرة كانت أم كبيرة وتكون كاتمة لها ولاتبيح بها لأحد مهما كان فالمرأة الحكيمة تعرف أن أسرارها الزوجية والعائلية يجب ألا تتخطى جدار منزلها
قال الله تعالى:
( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ )
فالمسلمة تحفظ العيب أي: تحفظ السر.
وإفشاء أسرار الفراش يعد من أكبر المحرمات التي نهى عنها رسول الله ﷺ وذلك حين كان يجلس في مجلسه وعنده الرجال وبعض النساء حضور فقال
لعل رجلا يقول مايفعل بأهله ولعل امرأة تقول بمافعلت مع زوجها)
فأرم القوم-سكتوا-فقامت امرأة سفعاء الخدين قالت: أي والله يارسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون فقال ﷺ:
(فلا تفعلوا فإن ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون).
ومن الأسرار التي ينبغي أن لاتفشيها الزوجة وتحيطها بالكتمان كل مايتعلق بعمل الزوج سواء مشروعاته أو علاقاته أو المشكلات التي تحدث في عمله ومايتعلق براتبه ومكافآته.
فلنجعل أخواتي المؤمنات بيوتنا أماكن آمنة وقلاع حصينة لحفظ الأسرار حتى ينشأ الأبناء على احترام أسرار الآخرين.
نسأل الله الهداية لكل زوجين ويوفقهم لكل ما يحب ويرضى،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،