بَعْضُ النَّاسِ -هدَانَا اللهُ وإِيَّاهُمْ- مِنَ السُّؤَالِ في شَهْرِ الصِّيَامِ عَنْ جمْلَةٍ مِنَ الأَشْيَاءِ المعْدُودَةِ مِنَ الآثَامِ هَلْ فِعْلُهَا في نهَارِ الصِّيَامِ نَاقِضٌ لَهُ أو لَيْسَ بِنَاقِضٍ؟!!، وهَذَا إِنْ كَانَ مِنْ بَابِ "لِلْعِلْم" أو تَفَقُّهًا في الدِّينِ فَلا حَرَجَ فِيْهِ بَلْ هُوَ مَطْلُوبٌ شَرْعًا.

أمَّا إِنْ كَانَ لأَجْلِ ارْتِكَابِ المحْظُورِ -كمَا يَقْصِدُ البَعْضُ- فَكَلاَّ وأَلْفُ كَلاَّ؛ لأَنَّ المُسْلِمَ يكُفُّ عَنِ المعْصِيَةِ لأَنَّ اللهَ العَظِيمَ حَرَّمَهَا عَلَيهِ، ولمْ يَكُنِ اللهُ لِيُحَرِّمَ مَعْصِيَةً في النَّهَارِ ويُبِيحَهَا في اللَّيلِ، وَلمْ يَكُنْ ليَحْظُرَ خَبِيثًا في رَمَضَانَ ويُبِيحَهُ في غَيرِ رَمَضَانَ، ورَبُّ اللَّيلِ والنَّهَارِ وَاحِدٌ، كَمَا أَنَّ رَبَّ رَمَضَانَ هُوَ رَبُّ شَعْبَانَ وشَوَّالٍ وَرَبُّ سَائِرِ الشُّهُورِ.

فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يجْتَنِبُونَ المعَاصِي في نهَارِ الصِّيَامِ فَإِذَا مَا وَلَّى قَالَ: "هَاتِهَا يَا سَاقِيْ"، فَارْتَكَبَ المحْظُورَ وجَاهَرَ بِالفُجُورِ، ولَيْسَ هَذَا دَيْدَنَ المُؤْمِنِ وشَأْنَهُ أَبَدًا؛ لأَنَّ المُؤْمِنَ لا يخَافُ رَمَضَانَ ولا يَعْبُدُ نهَارَهُ، ولَكِنْ يخَافُ اللهَ ويَعْبُدُ اللهَ، واللهُ حَيٌّ لا يموتُ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الخِذْلانِ ومِنْ حَبَائِلِ الشَّيْطَانِ.

المرجــع : كتاب المعتمد في فقه الصيام،،




اللَّهُمَّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ وَسَلِّمْ رَمَضَانَ لنَّا ،وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلا