الشيخ ..عبدالعزيز بن باز رحمة الله
كتبتها الدكتوره..
قذلة القحطاني
شذرات عطرة من سيرة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
شذرات عطرة وقطوف ندية من سيرة شيخنا ووالدنا سماحة الشيخ الإمام المجدد/ عبد العزيز بن باز -رحمه الله -سمعتها مشافهة من ابنته الكريمة الأستاذة الجوهرة بنت عبد العزيز بن باز /
*جوانب خفية تبرز لنا من خلال اسرته ومن عايشوه عن قرب لتتجلى لنا مظاهر السمو في هذه الشخصية الفذة التي أفنت حياتها في خدمة هذا الدين وفي نصح هذه الأمة ..
فإليك بعضا هذه القطوف:
مولده و نشأته /
ولد الشيخ عام 1330 للهجرة و نشأ يتيما إذ توفي والده وهو عمره ثلاث سنوات ، نشأ في بيت علم و صلاح إذ حرصت أمه - رحمها الله - على توجيهه لحلق العلم ..و التربية على الأخلاق الحسنة .
ومازال الشيخ يذكر فضل أمه عليه كما في محاضراته " رحلتي مع الكتاب " فذكر فضلها عليه فكانت تدفعه للصلاة في المسجد رغم صغر سنه و تنتظره عند الباب حتى يعود فيذهب ليصلي ، رغم البرد و الطين و انعدام الكهرباء حينها ، ثم يحضر دروس العلماء المقامة في المسجد حتى أن شيخ الحلقة لا يجد سواه في بعض الأحيان لأن أكثر المصلين قد انفضوا لبيوتهم بسبب البرد فيقول هل هناك أحد !؟
فيجيبه الشيخ عبد العزيز - وهو طفل صغير حينها - يقول أنا عبد العزيز فيرد عليه شيخ الحلقة " فيك البركة يا عبد العزيز " فيعطيه درس العقيدة ..
- درس على المشايخ و العلماء في سن العشر سنوات و لم يكن في ذلك الوقت كفيفا بل كان حينها مبصرا ثم أصابه مرض في عينيه وعمره خمسة عشر سنة حتى فقد بصره بشكل كامل وهو في عمر التاسعة عشر وهنا تذكر أستاذة الجوهرة حادثة لها علاقة بفقد بصره .. ذلك أن أمه - رحمها الله - حين علمت بفقد بصره حزنت حزنا شديدا فجاءتها جارتها تسألها عن ضيقها فذكرت لها أن ولدها عبد العزيز فقد بصره فذكرتها الجارة بفضل الصبر.. و أن خيرا لها من الحزن و الضيق أن تتوضأ و تصلي ركعتين و تدعو الله لولدها أن يعوضه الله عن البصر بالبصيرة و أن يكون إماما للمسلمين فاستجابت أم الشيخ لنصح جارتها فصلت و دعت له !!
من المواقف الطريفة في حياة الشيخ رحمه الله /
ذكرت ابنته أنه ذات يوم دعاه شخص في خارح المدينة إلى بيته فأخذ معه الكتب في السيارة فطلب من طلابه أن يقرؤا عليه أثناء الرحلة .. فذكر له الطالب " أننا في رحلة فدعنا يا شيخ نستمتع بمخلوقات الله " ، فقال الشيخ / " إذن يقرأ فلان نصف الوقت و انت استمتع بمخلوقات الله ثم تقرأ أنت نصف الوقت و يستمتع فلان في مخلوقات الله في النصف الآخر . "
حرصه على استغلال الوقت بما ينفع /
- تقول ابنته حفظها الله أنه كثيرا ما كان يسأل أبناءه " عندكم فائدة !! معكم كتاب اقرؤا علينا منه " حتى لو كان كتاب مدرسي فنقرأ عليه و نقف عند صفحة معينة فيمضي شهرين فيقول " احضروا الكتاب الفلاني " فيذكرنا بالصفحة التي وقفنا عندها قبل شهرين رحمه الله .
إحساسه بالمسئولية تجاه المسلمين في كل صغيرة و كبيرة /
- من ذلك أنه ذات يوم بينما ابنته تتوضأ إذ لاحظ أخوها أنها تغسل و جهها ثم تتمضمض فأنكر عليها أخوها الأمر فذهبت تشكوه للشيخ ، فذكرت الفتاة أنها تعلمت ذلك من كتاب الفقة المدرسي فطلب منها أن تحضر الكتاب و تقرأ عليه فإذا مكتوب فيه " غسل الوجه و منه المضمضة والاستنشاق " ، ثم طلب منها أن تحضر مجلد في الفقه و تفتح على باب الوضوء ثم قال : " ما رأيتي ؟ " قالت : " المضمضة قبل غسل الوجه " فكتب مباشرة إلى المدير العام لرئاسة تعليم البنات وقتها خطابا يذكر فيه الخطأ الوارد في كتب الفقه و أن هذا قد يشكل على الأطفال فهمه و أنه لابد من تغييره ...!!
و فعلا كان ما وجه إليه الشيخ رحمه الله .
موقف آخر مشابه وهو ما كان في مقدمة كتاب الفيزياء للصف الأول ثانوي فالشيخ -رحمه الله -
لاحظ في مقدمة فصل الضوء ذكر أهمية الشمس في حياتنا و أنها هي التي تنبت الزرع وفوائد الضوء..الخ بشكل يسند الفضل لهذه المخلوقات دون الخالق!! فقال رحمه الله : " عجيب ؛الشمس من مخلوقات الله.. الله عز وجل هو خالق الضوء وهو الذي ينبت الزرع.. و احضري ورقة واكتبي ما أمليه عليك "
فوجه حينها خطابا لمدير رئاسة تعليم البنات يذكر فيها الخطأ الحاصل و أن هذه الكتب تترجم حرفيا و قد يكون مؤلفيها من غير المسلمين و أنه لابد من تشكيل لجنة تدقق هذه المناهج و تنقحها قبل طباعتها و أنه لابد أن يكون للمسلمين يد في هذا ..وطالب بتعديل ما ورد في الكتاب و وضح الصيغة الصحيحة .
وبالفعل أوقف كتاب الفيزياء على أثر ذلك شهرا كاملا و عدل ما فيه ثم أعيد للطلبة بعد طباعته من جديد
،،،،،
غدا بإذن الله نكمل باقي تلك الصفحات المضيئة
والتي،تركت بصماتها في حياة الكثير