شهر تلألأ بالخيرات


د. عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


أقبلت تزهو ونـور الوجه وضـاء ** فما ارتأت في رباكـم قط ظلماء

أهلا بشهر حليف الجود مذ بزغت ** شمس وصافح زهر الروضة الماء

شهـر تلألأ بالخيـرات فانهزمت ** أمـام ساحتـه الشمـاء ضـراء

فيه استقالت فلول الشـر من خدع ** وكبلت فسرت في الناس سـراء

تلك المساجـد بالتسبيـح آهلـة ** كأنها بالهـدى فجـر وأضـواء

والصالحـون ومن يقفو مآثرهـم ** بدت علـى وجههم بشرى ولألآء

والكل في طـرب يشدو بمقدمـه ** كأنه من جمال الـروح حسنـاء

يا أمتي استقبلوا شهـرا بروح تقى ** وتوبـة الصدق فالتأخيـر إغواء

توبوا إلى ربكـم فالذنب داهيـة ** ذلت بـه أمـم واحتلهـا الـداء

ألم نجد من عداة الديـن كل أذى ** والقدس مغتصب فاشتـد بلـواء

والحـرب تطحـن أكبادا وتعجنها ** ونحـن لم نرهـا فالعين عمياء


ألـم يحلق بنـا جـدب فزلزلنـا ** وكم أحـاط بنـا ضـر ولأواء

وكم أتت عبر والقـوم في هـزل ** إعصار قونو كفى كم مـات أبناء

أما تسونـام فيـه كـل فاجعـة ** وكم وكم عـظة والأذن صمـاء

ربـاه عفـوا وتوفيقـا ومغفـرة ** وجد بنصـر فإن النصـر عليـاء




وصل رب على المختار من مضـر ** ما غردت فوق غصن البان ورقـاء

والآل والصحب والأتبـاع قاطبـة ** ما لاح بـرق تلا رعد وأصـداء