عنوان الحلقة:التسول في رمضان
المسلم في المجتمع الإسلامي مطالب بالعمل تحصيلا لرزقه وحفظا لكرامته، وهو مأمور بأن يمشي في مناكب الأرض ويأكل من رزق الله،
قال الله تعالى:
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
وحث الإسلام المسلم على العمل حتى وإن كان شاقا أو قليل الثمرة،
فعن أبي هريرة رضي الله عن قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به فيستغني به عن الناس ، خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك، فإن اليد العليا خير من اليد السلفى).
ولكن للأسف من الناس من انصرف عن العمل والسعي في مناكب الأرض وأقبل على التسول، واتخذه صنعة، إذ وجده بابا واسعا للكسب السريع وسلك في ذلك حيلا كثيرة للوصول إلى غرضه، والظهور بمظهر الفقير المستحق، واستغل بماء وجهه عاطفة الناس، ورقة قلوبهم في شهر رمضان المبارك.
وقد ازدادت ظاهرة التسول في شهر رمضان، فتجد المتسولين على أبواب المساجد والبيوت والمحلات التجارية وفي الأماكن العامة، يحتالون على الناس ويسألون من غير حاجة، ويأخذون من أموال الصدقات مالا يحل لهم، والفقراء الحقيقيون في منازلهم يتضورون جوعا، لايعلم عن أحوالهم أحد.
وقد حرم الإسلام التسول وحذر منه، فلا يحل للمسلم أن يلجأ إلى سؤال الناس فيريق ماء وجهه ويخدش كرامته.
ووردت بعض الأحاديث في ذم التسول منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
(لاتزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزْعة لحم).أي :قطعة لحم.
وينبغي للمسلم الراغب في البر والإحسان، أن يجتهد في البحث عن الفقراء والمساكين والمستحقين للصدقة والزكاة، ولايجوز أن يخرجها إلى غير مستحقيه، من متسولين وعاطلين الذين يتخذون التسول مهنة لهم.
وعلى المتصدق أن يبدأ بأرحامه وأقاربه فهم أولى بالمعروف، وبعدهم يبحث عن جيرانه ورفاقه، ثم يبحث عن الفقراء والمساكين من غيرهم الذين لايجدون حيلة، ويمنعهم الحياء من الظهور بمظهر المتسولين
قال الله تعالى:
(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ).
والله تعالى يحب إذا عمل المسلم عملا أن يتقنه، ومن إتقان العمل أن يفعل البر والإحسان مع مستحقيه، لا مع الذين يحترفون التسول ويحتالون فيه.
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،