الحلقة التاسعة9⃣
" أني مغلوب "
أسرعت أمل في التواصل مع رفيقتها عبير .. وأخبرتها ببعض ما أهمها .. وكان من لطف الله على أمل بأن عبير لديها موعد في العيادة التي تقع في الحي المجاور للحي الذي تعيش فيه أمل .. لذا فإنها في عصر ذلك اليوم قدمت إليها كي تستمع إلى مشكلتها
في البداية دخلت تسلم على والدة أمل .. ثم اتجهت مع أمل إلى غرفتها .. وهناك قصت عليها أمل ما أخبرها به والدها بالتفصيل .. كانت عبير تتنهد بحرقة وهى تستمع لمشكلة رفيقتها وما إن انتهت .. حتى قالت عبير: ياالله .. أي نوعا من البشر هؤلاء الذين يتعامل معهم والدك ؟
أمل ( بحزن ): هؤلاء .. يريدون شراء كل شيء بالمال حتى مشاعر الآخرين
عبير وهى تفكر في الموضوع بجدية ..
عبير: لا يمكنني أبدا أن أقول لك وافقي على الزواج من ذلك الرجل .. فأنا اخاف على دينك ودنيتك معه .. وفي نفس الوقت ..
لزمت الصمت قليلا ثم أردفت قائلة ..
عبير: علاج والدتك حاجة ملحة. . وبالفعل أنتم بحاجة إلى المال الكثير لعلاجها ..
لزمت الصمت مجددا وكانت تفكر في الموضوع مليا
عبير: سنقوم بتفعيل حملة لجمع التبرعات لعلاج والدتك
ولكن أمل ردت عليها وهى غير متحمسة للفكرة
أمل: عبير .. مثل هذه الحملات تستغرق وقتا طويل ونحن نسابق الزمن حاليا لعلاج أمي
هزت عبير رأسها بنعم وقالت
عبير: معك حق .. اضيفي إلى ذلك .. وبعد قضاء الوقت الطويل .. دائما يكون المبلغ الذي تم جمعه أقل من المطلوب
هنا نظرت إلى أمل .. ووجدتها حزينة محبطة .. فوضعت يدها على كتف رفيقتها قائلة بثقة
عبير: عقولنا الصغيرة .. تحاول جاهدة أن تهتدي لحل مناسب لهذه المشكلة .. ولكن مؤكد .. بأن الله ما ابتلاك بهذا الأمر إلا لحكمة عظيمة .. لذا استخيري أخيتي .. وثقي بأن الله لن يضيعك ..
أدمعت عينا أمل وظلت تردد بصوت خافت: ( يا رب )
وبالفعل .. قضت أمل تلك الليلة وهى تصلي وتبتهل إلى الله بأن يقدر لها ولعائلتها الخير أينما وجد .. وبعد منتصف الليل .. وهى ساهرة في الدعاء والتبتل .. أحست بأن أحدهم ما زال مستيقظا .. فتحت باب غرفتها فإذ به والدها يجلس على الأرض متجها للقبلة وهو يتحدث مع ربه بكل شفافية .. فقد أوصدت في وجهه كل أبواب الدنيا .. لذا اتجه للباب الذي لا يغلق أبدا .. سمعته وهو ينتحب قائلا
العم صالح: ربي .. قدرت لي أن اعيش فقير .. وعزتك وجلالك بأني راض .. وقدرت لي أن اعمل عاملا .. يهينني هذا .. يحتقرني ذاك ولكني وعزتك وجلالك راض .. قدرت لزوجتي التي قاسمتني هموم الحياة أن تمرض بهذا المرض الذي أنهكها ووالله إني يا رب راض .. يا رب يا رب .. لا استطيع أن اضحي بأحدهما .. أرجوك يا رب
ثم توقف وبكى بكاءا مرا وواصل بثه همه وشكواه لرب العالمين
العم صالح: أنا بين نارين يا رب .. إما أن ارضى أن تتعالج زوجتي .. وألقي بابنتي في التهلكة .. وأما أن ارفض طلبهم ..فأخسر زوجتي ..
وعاد مجددا للبكاء ..
العم صالح: غدا صباحا .. خليل يريد الرد مني ..فبماذا أجيبه ياالله ...
ومجددا عاد للبكاء .. ثم قال
العم صالح: لماذا أحوجتني إليه ياالله ؟؟
هنا شعر بأنه قد بدأ يتسخط فظل يردد الإستغفار وهو يبكي ..
تقطع قلب أمل .. لما سمعت و رأت وبكت وهى تحاول حبس أنفاسها حتى لا يشعر بها والدها .. وهمت أن تغلق باب غرفتها ولكنها لمحت أخاها يبكي .. كان هو الآخر يستمع لوالده ..
أغلقت الباب وانكبت على سجادتها باكية شاكية لله أمرها
وفي الصباح .. جهزت أمل كعادتها الإفطار لوالدها وأخيها .. خرج الأب من غرفته فاتجهت إليه مقبلة يده ورأسه فاحتضنها بحب يشوبه بعض الحزن هنا خرج زياد من غرفته متثاقلا .. ورأى حزن والده وهو يحضن أمل .. التي قبلت رأسه مجددا وابتسمت قائلة
أمل: أبي .. أخبر السيد خليل بأني موافقة لزواج من ابن أخيه عادل
♻يتبع ..