عنوان الحلقة: توبة في رمضان فقط
يعود كثير من الناس إلى الله تعالى في شهر رمضان، ويعلنون توبتهم من المعاصي والسيئات، التي كانوا يقعون فيها قبل شهر رمضان، فيصلون ويصومون ويرتادون المساجد، ولكن للأسف كل هذا في خلال شهر رمضان فقط، حتى إذا ما انتهى الشهر عادوا لما كانوا عليه سابقا، من ترك للصلاة وهجران للقرآن واقتراف للمعاصي والآثام.
ولاشك أن هؤلاء يفسدون ما أصلحوا في رمضان، ويظهر لديهم خللا في تصور حقيقة عبادة الله تعالى، وأن هذه العبادة لابد أن تكون بصفة مستمرة ودائمة ومتصلة طوال العام، ولا يجوز أن تكون في رمضان فقط ، فرب رمضان هو رب باقي الشهور كلها.
والرسول ﷺ يقول:
(أحب الأعمال إلى الله مادام وإن قل).
ولاشك أن التوبة والإقبال على العبادات والطاعات في شهر رمضان من الأمور المحمودة، فشهر رمضان هو شهر التوبة والمغفرة ،وفيه فرصة نادرة لمحو ذنوب العام كله، إذا ماصدق المسلم مع الله تعالى في شهر رمضان،حيث قال رسول الله ﷺ :
(رغم أنف من أدركه رمضان ولم يُغْفرله).
ومن لم يكن أهلا للمغفرة في شهر رمضان، ففي أي وقت يتأهل لها❓
وفي الحقيقة أنه لو صدقت توبة المسلم في رمضان، وعزم على عدم العودة إلى المعاصي، وندم على مافرط في جنب الله تعالى ، لما عاد إلى المحرمات والمعاصي بعد رمضان.
ولكل من يتقربون إلى الله تعالى في رمضان فقط نقول : اعتبروا, إن قدوم رمضان فرصة عظيمة لتجديد التوبة الصادقة ، ولعمل الطاعات، ولتكن توبتكم في رمضان بداية طيبة ، للاستمرار على طريق الخير والإستقامة، واحذروا من العودة إلى ماكنتم عليه قبل رمضان، فيكون هذا سببا في رد عباداتكم .
واعتبروا بما كان يفعله السلف الصالح، الذين كانوا يجتهدون في العمل الصالح ،حتى إذا فرغوا منه كان همهم قبوله ويخافون رده .يقول مالك بن دينار:
(الخوف على العمل أن لايقبل أشد من العمل)
اللهم لا تجعلنا من عُباد رمضان، واجعلنا من عِبادك يا رب العالمين،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،





رد مع اقتباس