https://www.gulfupp.com/do.php?img=92744

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 44

الموضوع: " أني مغلوب "

  1. #21
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة السابعة 7⃣

    ��" أني مغلوب " ��

    قدم العم صالح على وجه السرعة إلى مكتب خليل وكله أمل بأن مشكلته قد حلت وطلبه قد تم الموافقة عليه .. وقف متفائلا ينظر بشغف إلى خليل الذي قال له
    خليل: أزعجني كثيرا حال زوجتك يا عم صالح ..
    العم صالح: الحمدلله على كل حال .. لا نقول إلا ما يرضي ربنا يا سيدي
    خليل: أخبرني أسامة بأنك تريد أن تستلف مبلغ من المال لعلاجها
    أطرق العم صالح رأسه أرضا قائلا: الحاجة يا سيدي
    ابتسم خليل وقال: أظنك ستحتاج إلى مبلغا كبيرا .. ومرتبك محالا أن يسده لاحقا
    العم صالح بلهفة (مترجيا): سأبذل قصارى جهدي سيدي .. مستعد أن أعمل أعمال إضافية لسداد المبلغ
    هنا تدخل أسامة في الحديث قائلا
    أسامة: أنت لا تقوى على أعمال اضافية يا عم صالح صحتك وسنك لا يساعدان على ذلك
    هم العم صالح أن يرد عليه ولكن خليل قاطعه بسؤاله
    خليل: أليس لديك ابناء يعملون ؟؟
    هز العم صالح رأسه قائلا: بلى .. ابنتي أمل حين أنهت الثانوية بدأت تعمل في الخياطة تساعدني في توفير حاجيات المنزل .. وابني زياد ما يزال في الثانوية العامة
    أسامة ( بدهاء ): أمل هذه التي كانت برفقتك في المستشفى ذلك اليوم ؟؟!
    العم صالح: نعم يا سيدي هى ..
    خليل: كم تبلغ من العمر تقريبا ؟
    العم صالح: في الرابعة والعشرين من عمرها ..
    نظر خليل إلى أسامة مبتسما وقال له
    خليل: جميل.. وسنها مناسب
    هنا انقبض صدر العم صالح .. وأحس بأن هناك أمرا ما يجعل خليل يكثر من أسئلته عن ابنته أمل .. فنظر إليهما بريبة .. وما زاد حيرته حين وجه أسامة سؤالا لخليل
    أسامة: هو في الثامنة والعشرين على ما أظن ؟
    خليل: أجل ..
    ثم إلتفت إلى العم صالح وأردف قائلا
    خليل: يا عم صالح لقد قررت أن أمنحك كل ما تريده من مال ..
    العم صالح الآن في حالة غير التي دخل بها فهو يشعر في قرارة نفسه بأنهما يخططان لأمرا لذا قال بعدما سمع تلك الكلمات من خليل
    العم صالح: مقابل ماذا ؟؟
    هنا قهقه خليل بصوت عال واكتفى أسامة بالإبتسام
    خليل ( محاولا أن يتمالك نفسه من الضحك ): أنت ذكي جدا يا عم صالح .. وهذا ما يعجبني في شخصيتك ..
    توقف خليل عن الضحك ونظر بجدية للعم صالح وقال: مقابل أن تساعدنا ابنتك
    اجهم وجه العم صالح وانتابته خيفة .. هنا وقف أسامة واقترب من العم صالح قائلا
    أسامة: السيد خليل .. يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد .. يساعد زوجتك المريضة وابن أخيه المريض
    التفت العم صالح إلى أسامة وقال مستوضحا
    العم صالح: وما دخل ابنتي في الموضوع ؟؟
    ابتسم أسامة وقال له: السيد خليل قبل قليل نعتك قائلا بأنك ذكي .. أيعقل لم تفهم ما نريده منك ومن ابنتك إلى الآن ؟
    لزم أسامة الصمت قليلا ثم قال
    أسامة: السيد خليل سيعطيك ما تريده من مال مقابل أن تتزوج ابنتك من عادل
    انصدم العم صالح بما سمع وقال بحرقة: تتزوج عادل ؟!!
    خليل ( بحزم ): نعم .. عادل بحاجة إلى من يعيده إلى سابق عهده وابنتك بإمكانها ذلك ..
    العم صالح وهو يعتصر ألما: ابنتي لا تفكر في الزواج .. كل همها الآن هو أن تكون بجانب أمها
    أسامة ( بخبث ): وحتى تبقى أمها بجانبها لابد من تقديم بعض التضحيات
    كانت هناك دمعة تتلالئ في عين العم صالح حين نظر إلى أسامة بعدما أحبط وشعر بالندم بأنه فاتحه بموضوع زوجته .. وعجز عن الكلام ..
    خليل: عم صالح .. الوقت ليس في صالح زوجتك ولا في صالح ابن أخي عادل .. فكل ثانية تمر تقربهما من الموت ..
    إلتفت العم صالح إلى خليل وهو لا يعرف ما يقول .. هنا أردف خليل قائلا
    خليل: انتظر ردك غدا .. بالموافقة وسأجري اتصالاتي لأفضل مستشفى كي يباشروا بعلاج زوجتك وبأي مبلغا يطلبون .. أما إذا كان لديك رأيا آخر .. فلا أريد معي في الشركة من لا يقف معي في محنتي .. يمكنك الإنصراف الآن

    ببطئ شديد سحب العم صالح قدماه عازما على الخروج ولكنه توقف حينما وضع أسامة يده على كتفه قائلا
    أسامة: عم صالح .. هى فترة بسيطة تقضيها ابنتك زوجة لعادل .. فعند عودته لطبيعته سيتم الإنفصال .. وستعود ابنتك لتكون بجانب أمها
    نظر العم صالح إلى أسامة نظرة احتقار فكيف يطلب منه هذا الذي التمس منه أن يكون له عونا ..أن يوافق على طلب خليل ويزوج ابنته من ذلك الشاب الذي يبغض أعماله ويمقت تصرفاته .. ووالله لو طلب خليل أن يتزوج هو أمل لأسرع إليها يقنعها ولكن عادل !!!
    وخرج من المكتب وقد أسقط في يده هائما على وجهه لا يدري ماذا يفعل ؟ وبماذا سيجيب ابنته أمل التي تنتظره بفارغ الصبر حاملا لها البشرى بموافقة خليل لمساعدته في علاج أمها ..

    ♻يتبع...
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

    •   Alt 

       

  2. #22
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الثامنة 8⃣

    ��" أني مغلوب " ��

    رجع العم صالح إلى منزله مبكرا على غير عادته فتفاجئت به ابنته أمل واتجهت إليه .. فاستوقفتها سحابة الحزن التي تبدو واضحة جلية على وجهه .. اقتربت منه مذعورة وقالت
    أمل: أبي ... ما بك ؟
    تنهد العم صالح بحزن .. واتجه إلى إحدى الأرائك وألقى بنفسه عليها مهموما .. خافت عليه أمل كثيرا فأسرعت إليه .. وجلست بجواره .. وضعت يدها على خد والدها وأدارت وجهه بلطف نحوها .. فرأت دمعة تتراقص في مقلته .. فسألته مذعورة
    أمل: ماذا هناك يا أبي .. أرجوك قلبي يكاد ينفطر عليك وعلى حالتك
    العم صالح ( بحزن ): اليوم حدثت السيد خليل في موضوع القرض الذي أخبرتك عنه
    هنا قالت أمل: ومؤكد بأنه رفض لذا أرى حالتك هكذا
    زفر العم صالح زفرة حارة وتنهد بحزن ثم قال
    العم صالح: لقد وافق على طلبي
    أمل ( متعجبة ): إذن ..لما أراك مهموما وحزين ؟
    العم صالح: لقد وافق بشرط
    أمل ( متلهفة ): شرط ؟!! وما هو شرطه ؟
    عقد لسان العم صالح وعجز عن الكلام .. وهرب من واقعه المزعج بأن خبئ وجهه بين كفيه .. بدأ الخوف يتسلل لقلب أمل التي قالت
    أمل: إلى هذه الدرجة شرطه صعب
    تمتم العم صالح بكلمات الإستغفار .. ثم نظر إلى ابنته الخائفة وقال
    العم صالح: أنت وأخاك زياد رأس مالي يا ابنتي ولا يوجد عاقل يفرط في رأس ماله
    وبعد أن قال تلك الكلمات .. رأى في وجه ابنته الكثير من الأسئلة .. فقرر أن يفصح لها
    العم صالح: اشترط علي أن ازوجك بإبن أخيه
    انصدمت أمل بما سمعت وقالت
    أمل: تزوجني من ابن أخيه ؟
    العم صالح: نعم ... أما أن أوافق وازوجك من ذلك الرجل الذي يعلم الله بأني أكره أفعاله وتصرفاته وامقتها بشدة .. وأما أن اخرج من الشركة
    انعقد لسان أمل من هول ما سمعت .. وأردف والدها قائلا: يستغلون حاجتنا الماسة إلى المال ... ويحاولون الضغط علينا بذلك ..
    هنا انفعل فجأة قائلا: يالله ما أقسى الفقر
    انفجرت أمل باكية بحرقة فاحتضنها والدها وهو يقول مهدئا لها: لن ازوجك بعادل يا ابنتي .. فأنت أشرف من أن تكوني زوجة لرجل منحط مثله .. مؤكد أن ما أصابه هو قصاص عادل من الله جزاءا لما يفعله ببنات الناس ..
    وعند عودة زياد في الظهيرة من مدرسته .. قصت عليه أمل ما أخبرها به والدها .. فاستاء لذلك وتضايق كثيرا .. كانت أمل تشعر بأنها صاحبة القرار الآن .. فأما أن توافق من أجل أمها التي تتلوى من شدة الألم ولكنها في المقابل ستضحي بزهرة شبابه من أجل شاب لعوب .. وأما أن ترفض فتخسر أمها ويخسر والدها وظيفته ومصدر رزقه .. لذا نظرت إليه بعين باكية قائلة له
    أمل: دلني أي قرار اختار
    صرخ زياد فيها بغضب قائلا: لا يوجد غير قرار واحد لن تتزوجي ذلك الرجل
    أمل ( منهارة ): وأمي يا زياد؟
    زياد: يمكننا أن نستلف مبلغ من المال من رجلا آخر ولن نحتاج إلى أموال خليل هذا
    أمل ( تبتسم ابتسامة ذابلة ميتة ): ومن أين نسدد الدين بعد ذلك وأبي سيطرد من عمله
    زياد: سيتدبر الأمر حتما .. المهم أن لا تتزوجي هذا الرجل
    أطرقت أمل برأسها إلى الأرض قائلة: إنه ينتظر رد أبي غدا يا زياد..
    ثم تنهدت بحرقة قائلة: يا رب .. ماذا افعل ؟
    ولكنها سرعان ما رفعت رأسها وقد اشرق وجهها قائلة
    أمل: نعم .. عبير ..كيف فاتني ذلك
    تعجب منها زياد وسألها
    زياد: من عبير ؟
    أمل ( متفائلة ): إنها صديقتي ورفيقة دربي وأختي التي كانت ولازلت تأخذ بيدي نحو الطريق القويم .. ولله الحمد .. ما استعنت بها في أمر ألا وكانت معي بنصحها وتوجيهها .. سأخبرها بالأمر ولعل الله يجعل حلا على يديها

    ♻يتبع ...
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  3. #23
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة التاسعة9⃣

    ��" أني مغلوب " ��

    أسرعت أمل في التواصل مع رفيقتها عبير .. وأخبرتها ببعض ما أهمها .. وكان من لطف الله على أمل بأن عبير لديها موعد في العيادة التي تقع في الحي المجاور للحي الذي تعيش فيه أمل .. لذا فإنها في عصر ذلك اليوم قدمت إليها كي تستمع إلى مشكلتها
    في البداية دخلت تسلم على والدة أمل .. ثم اتجهت مع أمل إلى غرفتها .. وهناك قصت عليها أمل ما أخبرها به والدها بالتفصيل .. كانت عبير تتنهد بحرقة وهى تستمع لمشكلة رفيقتها وما إن انتهت .. حتى قالت عبير: ياالله .. أي نوعا من البشر هؤلاء الذين يتعامل معهم والدك ؟
    أمل ( بحزن ): هؤلاء .. يريدون شراء كل شيء بالمال حتى مشاعر الآخرين

    عبير وهى تفكر في الموضوع بجدية ..
    عبير: لا يمكنني أبدا أن أقول لك وافقي على الزواج من ذلك الرجل .. فأنا اخاف على دينك ودنيتك معه .. وفي نفس الوقت ..
    لزمت الصمت قليلا ثم أردفت قائلة ..
    عبير: علاج والدتك حاجة ملحة. . وبالفعل أنتم بحاجة إلى المال الكثير لعلاجها ..
    لزمت الصمت مجددا وكانت تفكر في الموضوع مليا
    عبير: سنقوم بتفعيل حملة لجمع التبرعات لعلاج والدتك
    ولكن أمل ردت عليها وهى غير متحمسة للفكرة
    أمل: عبير .. مثل هذه الحملات تستغرق وقتا طويل ونحن نسابق الزمن حاليا لعلاج أمي
    هزت عبير رأسها بنعم وقالت
    عبير: معك حق .. اضيفي إلى ذلك .. وبعد قضاء الوقت الطويل .. دائما يكون المبلغ الذي تم جمعه أقل من المطلوب
    هنا نظرت إلى أمل .. ووجدتها حزينة محبطة .. فوضعت يدها على كتف رفيقتها قائلة بثقة
    عبير: عقولنا الصغيرة .. تحاول جاهدة أن تهتدي لحل مناسب لهذه المشكلة .. ولكن مؤكد .. بأن الله ما ابتلاك بهذا الأمر إلا لحكمة عظيمة .. لذا استخيري أخيتي .. وثقي بأن الله لن يضيعك ..
    أدمعت عينا أمل وظلت تردد بصوت خافت: ( يا رب )
    وبالفعل .. قضت أمل تلك الليلة وهى تصلي وتبتهل إلى الله بأن يقدر لها ولعائلتها الخير أينما وجد .. وبعد منتصف الليل .. وهى ساهرة في الدعاء والتبتل .. أحست بأن أحدهم ما زال مستيقظا .. فتحت باب غرفتها فإذ به والدها يجلس على الأرض متجها للقبلة وهو يتحدث مع ربه بكل شفافية .. فقد أوصدت في وجهه كل أبواب الدنيا .. لذا اتجه للباب الذي لا يغلق أبدا .. سمعته وهو ينتحب قائلا
    العم صالح: ربي .. قدرت لي أن اعيش فقير .. وعزتك وجلالك بأني راض .. وقدرت لي أن اعمل عاملا .. يهينني هذا .. يحتقرني ذاك ولكني وعزتك وجلالك راض .. قدرت لزوجتي التي قاسمتني هموم الحياة أن تمرض بهذا المرض الذي أنهكها ووالله إني يا رب راض .. يا رب يا رب .. لا استطيع أن اضحي بأحدهما .. أرجوك يا رب
    ثم توقف وبكى بكاءا مرا وواصل بثه همه وشكواه لرب العالمين
    العم صالح: أنا بين نارين يا رب .. إما أن ارضى أن تتعالج زوجتي .. وألقي بابنتي في التهلكة .. وأما أن ارفض طلبهم ..فأخسر زوجتي ..
    وعاد مجددا للبكاء ..
    العم صالح: غدا صباحا .. خليل يريد الرد مني ..فبماذا أجيبه ياالله ...
    ومجددا عاد للبكاء .. ثم قال
    العم صالح: لماذا أحوجتني إليه ياالله ؟؟
    هنا شعر بأنه قد بدأ يتسخط فظل يردد الإستغفار وهو يبكي ..
    تقطع قلب أمل .. لما سمعت و رأت وبكت وهى تحاول حبس أنفاسها حتى لا يشعر بها والدها .. وهمت أن تغلق باب غرفتها ولكنها لمحت أخاها يبكي .. كان هو الآخر يستمع لوالده ..
    أغلقت الباب وانكبت على سجادتها باكية شاكية لله أمرها
    وفي الصباح .. جهزت أمل كعادتها الإفطار لوالدها وأخيها .. خرج الأب من غرفته فاتجهت إليه مقبلة يده ورأسه فاحتضنها بحب يشوبه بعض الحزن هنا خرج زياد من غرفته متثاقلا .. ورأى حزن والده وهو يحضن أمل .. التي قبلت رأسه مجددا وابتسمت قائلة
    أمل: أبي .. أخبر السيد خليل بأني موافقة لزواج من ابن أخيه عادل

    ♻يتبع ..
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  4. #24
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة العاشرة ��

    ��" أني مغلوب " ��

    انفعل العم صالح حين سمع موافقة ابنته للزواج من عادل واحمر وجهه .. وقال لإبنته
    العم صالح: مستحيل .. لن افعل ذلك أبدا
    أمسكت أمل بكف والدها بكلتا يديها وقالت
    أمل: أنت تخاف علي من عادل الشاب المستهتر المتلاعب بمشاعر الفتيات .. الذي كنت تمقت أخلاقه وتصرفاته .. ولكن عادل الذي يريد السيد خليل أن يزوجني اياه .. عبارة عن جثة هامدة .. على كرسي متحرك يبحثون لها عن روح .. وأنا متأكدة بأن العادلين مختلفين
    العم صالح ( بحدة ): وما الذي يجبرك أن تعيشي مع جثة هامدة .. ؟
    أمل ( بنظرة حزينة ): أمي يا أبي
    لزم الأب الصمت هنا تدخل زياد في الحديث قائلا بغضب
    زياد: أنا كذلك معترض يا أمل .. هذا الشاب هو من جنى على نفسه .. فليتحمل ما حصل له وأنت لست مجبرة أن تتزوجي من جثة هامدة
    أمل محاولة أن تقنعهما ..
    أمل: أليس من الأفضل لي أن اتزوج عادل كجثة بدلا من أن اتزوجه شابا منحط ؟!
    العم صالح: لن يستمر جثة طوال حياته.. فهذا الشاب عديم الإحساس .. سرعان ما سينسى ما حصل له فيعود إلى سابق عهده
    ابتسمت أمل قائلة: حينها سأرجع إليكم .. مهمتي معهم أن اعيده إلى سابق عهده
    العم صالح: ابنتي .. هناك عالم مختلف عن عالمنا ..
    أمل: أبي أنا استخرت الله ومؤكد بأنه لن يضيعني أبدا
    تدخل زياد مجددا قائلا
    زياد: أنا مستعد أن اترك الدراسة واعمل كي أوفر نقودا لعلاج أمي .. لكن بالله عليك يا أمل لا تتزوجي من عادل هذا
    احمرّ وجه العم صالح وقطب جبينه قائلا
    العم صالح: مستحيل .. لا اسمح لك أن تترك دراستك .. أنا أعدُّ السنوات كي أراك خريجا بشهادة تعزك وتعزنا معك وأنت تريد أن تقتل هذا الحلم
    وضعت أمل كفها على كتف والدها وقالت مبتسمة
    أمل: وستشاركنا أمي بإذن الله فرحة نجاح زياد .. لذا لابد من المسارعة لعلاجها ..
    وبعد إلحاح شديد منها وسلسلة من الإقناعات رضخ العم صالح لرأيها .. وتقبل مُكرها قرارها .. وأدرك بأن الأمر بالفعل يحتاج إلى تضحية .. وبما إنها استخارت فمؤكد بأن الله لن يضيعها

    اتجه إلى الشركة .. ودخل على غير عادته .. لم يبتسم ويسلم على من يراه .. إنما اكتفى بالحديث مع نفسه .. بخطى متثاقلة اتجه إلى مكتب أسامة .. وبعدما سمح له أسامة بالدخول.. أسرع - أسامة - إليه مسرعا قائلا
    أسامة: ها يا عم صالح ماذا قررت ؟ السيد خليل ينتظرك منذ الصباح الباكر
    لزم العم صالح الصمت برهة ثم نكس رأسه وقال بنبرة حزينة بائسة
    العم صالح: أنا موافق
    أشرق وجه أسامة وابتسم ابتسامة عريضة
    أسامة: قرار صائب يا عم صالح .. أنت بهذا القرار ضمنت الشفاء لزوجتك
    رفع العم صالح رأسه وقال بثقة
    العم صالح: الشافي رب العالمين وهو وحده المتكفل بذلك .. وأنا بموافقتي إنما أخذ بالأسباب وحسب
    ابتسم أسامة قائلا: لا عليك لا عليك .. سأذهب الآن إلى السيد خليل ابشره بالأمر كي يقوم باللازم لعادل ولزوجتك يا عم صالح ..
    وخرج من مكتبه .. والعم صالح ينظر إليه متعجبا من سعادته بالأمر
    سعد خليل كثيرا حينما بشره أسامة بأمر الموافقة وقال له
    خليل: رتب مع العم صالح مسألة نقل زوجته لمستشفى جيد ومحترم .. واخبره غدا سيتم عقد القِرآن .. أخشى أن يغير رأيه في أي لحظة
    هز أسامة رأسه بحسنا .. هنا أردف خليل قائلا
    خليل: أما أنا فسأذهب إلى عادل .. كي أخبره بما عزمنا على فعله ..
    انطلق خليل إلى منزله .. وهو ممسكا بالحل الأخير لمساعدة ابن أخيه .. وما إن وصل حتى أسرع إليه في غرفته .. فتح عليه الباب .. فرآه كما يراه كل يوم في غرفته المظلمة .. على كرسيه المتحرك غارقا في ماضيه .. اقترب منه قائلا بلطف
    خليل: عادل .. أنت كل ما تبقى لي في هذه الحياة .. وأنا لا أريد أن أخسرك .. وما سأفعله غدا هو محاولة جادة كي أخرجك مما أنت فيه
    لزم الصمت ونظر إلى عيون عادل ورآها مغرورقه بالدموع فأدرك إنه يسمعه لذا قال له
    خليل: إن لم يكن من أجلي فمن أجل بهجة .. حبيبة قلبك ..والشي الوحيد الذي تبقى لنا من طيف بسمة .. أريدك أن توافق على الزواج من الفتاة أمل ..

    ♻يتبع ....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  5. #25
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الحادية عشر 1⃣1⃣

    ��" أني مغلوب " ��

    رغم كل ما يعانيه عادل .. والحالة النفسية الصعبة التي يعيشها إلا إنه حين سمع عمه يتكلم عن الزواج أدار إليه رأسه مصدوما مما سمع .. هنا قال خليل على الفور
    خليل: أعلم يا بني إنه من الصعب أن تحل فتاة أخرى محل بسمة .. ومحال أبدا أن يتقبل قلبك وقلبي بوجود إمراة أخرى في حياتنا .. ولكن ..
    صمت قليلا ثم أردف قائلا
    خليل: أنا بحاجة إليك .. ولعل وجود هذه الفتاة في حياتك ولو بصفة مؤقتة سيعيد إليك ما عجز الأطباء عن إعادته
    صرف عادل ببصره عن عمه .. مستنكرا ورافضا لما سمعه ولكن خليل أمسك بذقنه وجعل وجه عادل مقابلا لوجهه قائلا
    خليل: ألا تريد أن تعود لبهجة ؟! .. إنها بحاجة إليك أيضا .
    أدمعت عينا عادل .. فإستغل عمه هذه الرقة التي لمحها فيه وقال
    خليل: بهجة بحاجة إلى أم ترعاها وتعتني بها إلى أن يعود والدها لسابق عهده فيمنحها حنان الأب والأم
    لامست كلمات خليل شغاف قلب عادل الذي عاد مجددا لتأنيب نفسه .. مستحضرا الجرم الذي ارتكبه في حق زوجته الراحلة .. وآلمه أن يكون هو سبب بقاء ابنته بدون صدر حنون يرعاها .. قطع عليه عمه حبل ذكرياته وأفكاره حين قال
    خليل: ها يا عادل .. ماذا قلت ؟؟
    كان عادل يحاول أن يسيطر على دموعه التي بدت تتدافع على خده بكثرة .. لذا اكتفى بهز رأسه موافقا
    تهلل وجه خليل .. وشعر بأن هذه الموافقة هى بداية التحسن في حالة ابن أخيه
    خليل ( سعيدا ): إذن .. لنبدأ بالإسراع في تعجيل الأمر .. غداً سيكون عقد القرآن يا بني ..
    وخرج من الغرفة سعيدا بعدما طبع قبلة حارة على رأس عادل .. وترك عادل بحسرته .. نادما على ما اقترفته يداه

    كانت هذه الليلة من أصعب الليالي التي مرت على أمل .. فبعد أن اعطت أمها أدويتها واطمئنت عليها اتجهت إلى غرفتها .. وظلت تراقب عقارب الساعة مشاعر متباينة تراودها .. فغدا بإذن الله سييسر الله أمر علاج أمها وهذا ما يسعدها ..وغدا .. وآه من غد .. غدا ستبتعد عن أمها وأسرتها وستدخل عالم مختلف تماما عن عالمها .
    باتت لا تعرف .. اتستعجل عقارب الساعة أم تستبطأها .. تعوذت بالله من الشيطان الرجيم واستلقت على سريرها وهى تتمتم بالإستغفار ..
    في صبيحة اليوم التالي كان العم صالح وابنائه يصطحبون زوجته المريضة لأحد أكبر المستشفيات الخاصة .. وبالفعل لاقوا تعامل متميز من قبل الكادر الطبي هناك
    كانت أمل تجلس مع والدتها في تلك الغرفة الطبية الخاصة والتي تتوفر فيها كل الخدمات .. تقلب نظرها يمنة ويسرة وتقول في نفسها
    أمل: أيعقل أن المال يصنع كل هذا ؟؟! .. بالأمس لم يكن أحداً ينظر إلينا أبدا واليوم كل من في المستشفى يتسابقون لتقديم المساعدة لنا ..
    هنا دخل زياد الغرفة وقد بدأ عليه بعض الضيق فسألته أمل
    أمل: ما بك ؟؟
    زياد ( بغيظ ): المدعو أسامة جاء إلى المستشفى
    ابتسمت أمل ابتسامة ذابلة ثم قالت
    أمل: هذا أمر طبيعي يا أخي أن يشرف على سير الأمور
    زياد ( بغضب ): أنا اكره هذا الرجل
    أمل وقد ازدادت ابتسامتها
    أمل: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ..
    نظر إليها زياد بنظرة حادة قائلا
    زياد: خير ؟؟! هؤلاء أصحاب مصالح لا خير فيهم
    هنا سمعا صوت أنين والدتهما فأسرعا إليها

    وفي المساء .. لم تكن هناك ضجة كبيرة عند عقد القرآن .. بل اقتصر الموقف على أشخاص معينين .. كان العم صالح طوال الوقت ينظر إلى عادل نظرة مختلفة عن نظراته السابقة له .. فعادل هذا كالهيكل العظمي على كرسي .. شاحب الوجه هزيل الجسم .. صامتا طيلة الجلسة .. يبدو إنه في عالم آخر غير عالمهم .. لذا حين عاد العم صالح إلى البيت اتجه لإبنته ليخبرها بأنها منذ صباح الغد .. ستنتقل لمنزل السيد خليل .. كان أول شيء قاله لها
    العم صالح: أمل .. قدركِ أن تكوني عونا لغيرك .. فكما أحسنتِ لأمك .. اتمنى أن تحسني لعادل
    أشخصت أمل ببصرها لوالدها متعجبة مما سمعت

    ♻يتبع ...
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  6. #26
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الثانية عشر ١٢

    ��" أني مغلوب " ��

    يا الله ما أسرع إنقضاء هذه الليلة .. فها هو نور الصباح يمزق ما تبقى من ظلمة الليل الكئيب ..كانت أمل تتأمل انبلاج نور النهار من نافدتها مستحضرة كلمات والدها ليلة أمس والذي أوصاها بقوله " بدأت اقتنع بأن خلف ما يحدث حكمة عظيمة نجهلها .. فعادل اليوم كما قلتي سابقا مختلفا تماما عن عادل الأمس .. إنه مثير للشفقة .. فاكسبي فيه أجرا بمساعدته ليتماثل للشفاء من أجل ابنته .. أن لم يكن لنفسه "

    تنهدت قليلا ثم قالت مناجية ربها
    أمل: يا رب أنا أثق فيك .. وأثق إنك لم تقدر لي إلا الخير ..فأعني على نفسي يا الله .. وكن معي ..

    ما هى إلا ساعات قليلة وجائت سيارة خاصة كي توصلها إلى منزل خليل .. فاتجهت إلى هناك برفقة والدها .. وقد لازم كل منهما الصمت طوال الطريق ..فكلاهما يتألم من داخله لهذه اللحظات العصيبة ..
    وهناك أمام البوابة الكبيرة للحديقة الغناء التي تحيط بمنزل خليل .. ودع العم صالح ابنته مقبلا إياها من رأسها قائلا بصوت يخالطه البكاء
    العم صالح: استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
    لم تتمالك أمل نفسها وارتمت في حضن والدها قائلة
    أمل: أرجوك .. كن بجانبي .. لا تتركني وحيدة في هذا العالم
    أخذ العم صالح يمسح على رأس ابنته وظهرها قائلا
    العم صالح: أنت في حفظ من لا يضيع الودائع يا ابنتي .. وأما عني أنا .. فتأكدي بأني لن اتخلى عنك وسأبذل ما بوسعي كي أزورك
    قبلت أمل يد والدها الذي ربت على كتفها قائلا
    العم صالح: هيا يا ابنتي إنهم ينتظرونك في الداخل
    قال ذلك ثم ناولها حقيبتها الصغيرة التي تحمل فيها بعض مقتنياتها الخاصة ..
    استلمت حقيبتها ثم ألقت بنظرة أخيرة إلى والدها ودخلت ..
    ظلت تمشي في تلك الحديقة العظيمة .. وهى تستشعر بأن كل شي يحدثها ويقول لها: ليس هنا عالمك ..
    حفيف الأشجار تناديها: أن ارجعي
    زقزقة العصافير تصرخ فيها: أنت تتجهين في الطريق الخاطئ
    بل خيل لها بأن حتى التراب الذي تمشي عليه يستوقفها ويطلب منها الرجوع

    ولكنها واصلت طريقها ووقفت أمام باب الفيلا .. فقرعت جرس الباب .. وما هى إلا ثواني وفتح الخادم لها الباب .. وبعدما عرفت بنفسها قال لها
    الخادم: تفضلي يا سيدة أمل .. السيد خليل بإنتظارك منذ الصباح الباكر
    انقبض قلبها فجأة .. وشعرت بأن قدماها ثقيلتان .. أرادت فجأة أن تلغي كل شيء .. ولكن فجأة وبدون تحضيرا مسبق .. أو تخطيط للكلام الذي سيقال انطلق لسانها فجأة قائلا
    " ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا "

    ♻يتبع ....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  7. #27
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الثالثة عشر ١٣

    ��" أني مغلوب " ��

    دخلت أمل إلى داخل المنزل العظيم ..لم تلتفت لزخرفته الراقية أو أثاثه الثمين ولا إلى القطع الأثرية والنفيسة التي كانت تزين جنباته إنما كان نظرها إلى ذلك الرجل المخيف الذي كان ينتظرها في منتصف المنزل .. أخيرا إلتقت بالسيد خليل الذي لطالما سمعت عنه من أبيها .. سمعت عن تسلطه وجشعه وعن تقديمه للمصالح قبل المبادئ والمشاعر .. وقفت أمامه وانعقد لسانها .. لم تتمكن حتى من إلقاء السلام عليه .. أما هو فقد نظر إليها متفحصا .." نعم هى جميلة .. رغم خلو وجهها من مساحيق التجميل .. واخفاء معالم جسدها تحت عبائتها السوداء الفضفاضة .. وإرتدائها لذلك الخمار الأسود الذي لم يزدها إلا جمالا .. وهذا سيفي بالغرض" هذا ما قاله لنفسه قبل أن يوجه إليها سؤاله
    خليل: هل أخبرك والدك عن سبب هذا الزواج
    أمل ( بإرتباك ): نعم أخبرني
    خليل: جيد .. كلما أسرعتي في مساعدة عادل على الشفاء .. كلما كانت توقيت عودتك لأسرتك أسرع .. لذا لابد من كسب الوقت
    هزت أمل رأسها بحسنا ..أردف خليل قائلا وهو يظهر ابتسامة خبيثة
    خليل: أثناء أداؤك لهذه المهمة لابد أن تعرفي مقامك ومقام السيد عادل
    أوجعتها هذه الكلمات وابتلعتها مكرهه وهزت رأسها مجددا بحسنا .. ولكن خليل على ما يبدو يخشى من شيء ما سيحصل لذا كان يوجه لها عبارات لاذعة لذا واصل حديثه قائلا
    خليل: في قلب عادل تسكن إمرأة واحدة فقط هى بسمة .. أنت هنا زوجة مؤقتة .. وعادل يحتاج إليك الآن كحاجته للدواء ..وما أن يتماثل للشفاء سيتركه لا محالة .. وبالمعنى الأصح سيرمي به بعيدا .. فهمت
    قاومت أمل دموعها بعد هذا التجريح الذي سمعته ورفعت رأسها وكأنها تريد أن تثبت له بأنها لا تطمع أبدا أن يحبها قلب عادل ولا أن تكون ملكة في هذا العالم .. رفعت رأسها بتحدي قائلة
    أمل: نعم افهم ذلك ..
    خليل: جيد .. ستصطحبك العاملة الآن ( مشيرا إلى عاملة كانت تقف على مقربة منهم ) إلى غرفة السيد عادل .. وكما أخبرتك سابقا لابد من كسب الوقت
    قال تلك الكلمات ثم ترك المنزل منصرفا إلى عمله .. هنا اصطحبت العاملة أمل لغرفة عادل .. طرقت الباب بلطف ثم فتحته قائلة لأمل
    العاملة: تفضلي يا سيدة أمل
    تنفست أمل بعمق ثم دخلت الغرفة .. غرفة مظلمة كئيبة .. يجلس عادل فيها على كرسيه المتحرك أمام النافذة المغلقة مسدلة الستائر .. تحركت نحوه ببطئ .. وألقت عليه التحية ولم يجب .. فتيقنت بأنه الآن بعيدا عن عالمهم .. إن منظره مثيرا جدا للشفقة .. وعلمت من منظره بأن مهمتها شاقة وصعبة وبالفعل لابد أن تكسب الوقت ..
    مضى النهار كله .. وذلك المخلوق لم يتحرك من مكانه .. يتناوب عليه الخدم وبعض الممرضين الذين يشرفون على علاجه ..هنا علمت أمل بأن مهمتها صعبة وشاقة وتكاد تكون مستحيلة ..وبالفعل لابد أن تكسب الوقت
    يوما بعد يوم .. وروتين هذا الرجل لا يتغير .. يدخل عليه الخدم بداية الصباح يحملونه للإستحمام .. ثم يجلسونه على كرسيه المتحرك .. ثم تبدأ جولة اقناع لتناول وجبة الإفطار .. وعادة ما يفوز هو فيها رغم صمته .. إلا إذا تدخل عمه في اقناعه .. وبعد جولة الطعام تبدأ يوميا جولة أخرى .. ألا وهى جولة الإقناع لتناول العلاج .. وهكذا كل يوم .. تقف أمل تنظر لذلك الصامت العنيد الذي يحاول جاهدا أن يقتل نفسه من خلال رفضه للطعام والعلاج .. والذي يعتكف ليل نهار في غرفته المظلمة .. إنه حتى لم يشعر بوجودها طوال هذه الفترة ..
    لم يكن كل عالم هؤلاء سيئا .. فأمل منذ الوهلة الأولى أحبت بهجة وتعلقت بها كثيرا .. واعترضت على حبس تلك الطفلة في غرفة خاصة مليئة بالأجهزة والأدوات الطبية بحجة المرض .. وأيضا مما كان يرفع لها معنوياتها العلاقة المتينة التي أقامتها مع الخدم في المنزل .. لقد كانت تشعر بينهم بأنها وسط عائلتها .. تستيقظ منذ الصباح الباكر تساعد العاملات في المطبخ .. ثم تحمل أكواب الشاي توزعها على العمال والسائقين والبستانيين .. لقد أحدثت أمل جوا رائعا في هذا المنزل الضخم .. ورغم ذلك فشلت أن تحرك قيد أنملة من حال عادل
    هذا الصباح كانت أمل مع العاملات في المطبخ غارقة في التفكير حين سألتها كبيرة العاملات عن سر شرودها .. فأجابت
    أمل: حال السيد عادل يحزنني كثيرا .. اشعر بالشفقة لأجله
    هنا أسرعت أحد العاملات بالقول: لا عليك منه هذا نتيجة تلاعبه بمشاعر البنات .. هو لم يشكر الله على نعمة الزوجة
    تركت كبيرة العاملات ما في يدها والتفت إلى تلك العاملة قائلة: نعم السيد عادل أخطاؤه لا تغتفر .. وعلاقاته النسائية يعرفها القاصي والداني .. ولكن للأسف السيدة بسمة رحمة الله عليها هى المسؤولة عن ذلك
    تفاجئت أمل ومن معها بهذه الكلمات ونظرن بإستغراب لكبيرة العاملات التي أردفت قائلة
    كبيرة العاملات: كان السيد عادل لعوب .. ولكنه عندما تزوج حاول أن يكون ملكا لزوجته ألم تلاحظن كيف كان تودده لها .. هداياه التي يحضرها لها .. كلمات الغرام التي كان يسمعها إياها .. لقد كان قليل الخروج في فترة زواجه الأولى .. ولكن السيدة بسمة كانت تعامله بجفاء شديد .. ألا تذكرن ؟!
    هزت العاملات رأسهن بنعم .. وهن يتذكرن تلك الأيام بحزن
    كبيرة العاملات مواصلة لحديثها: كانت تصده بشدة كلما اقترب .. ورجل كالسيد عادل .. فقد الأب والأم في طفولته .. كان بحاجة إلى احتواء .. لذا بحث عنه في الخارج
    أطرقت كبيرة العاملات برأسها أرضا ثم قالت
    كبيرة العاملات: للأسف لا رادع ديني .. ولا احتواء زوجة .. لذا غرق السيد عادل في الرذيلة ..
    تأثرت أمل كثيرا بهذه الكلمات .. وظلت تتذكرها طوال اليوم وهى ترى الخدم والممرضين يحركون عادل كالميت ..
    وفي وقت القيام .. بعدما انتهت أمل من الصلاة .. جلست تنظر إلى ذلك الجسد الممدد على السرير والذي أحضرت كي تبعث الروح فيه بعد توفيق الله لها .. نظرت إليه ثم قالت في نفسها
    أمل: أنا ولله الحمد لم اعجز أن احيي الأمل في قلب أمي .. رغم شدة مرضها وصعوبته .. لأنني كنت أرى أن ذلك واجبي اتجاه أمي .. وإن الله سيثيبني عليه .. هذا الرجل .. تزوجته بإرادتي بعد استخارتي لربي .. لذا لابد أن اعامله بما يرضي الله .. معاملة الزوجة لزوجها .. لا معاملة .. الدواء الذي اذا لم يحتاج إليه تركه .. سأطلب رضا الله وحسب في تعاملي مع عادل لإنه زوجي على شرع الله .. لابد أن تتغير معاملتي السطحية له منذ هذا اليوم بإذن الله

    ♻يتبع ...
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  8. #28
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الرابعة عشر ١٤

    ��" أني مغلوب " ��

    بعدما صلت أمل صلاة الفجر هذا اليوم .. أحست بخفة ونشاط .. إنها اليوم تنظر لمهمتها بمنظور أخر .. إنها لا تبذل المستحيل من أجله كي تعود لمنزل أهلها إنما .. ستبذل المستحيل من أجل أن تعود لعادل عافيته

    اتجهت إلى خزانة ملابسه ..وفتحتها فإذ بداخلها أفخم الملابس وأغلاها .. فاختارت له ثوبا رائعا فاتح اللون مشرق .. ثم اتجهت إلى دولاب عطوره وأدواته وانبهرت بذلك الكم الهائل من العطور الباهظة الثمن .. ظلت تشمها واختارت منها عطرا نفاذا ثم جهزت له أدواته الشخصية ..
    وفي الوقت المعتاد طرق الخدم والممرضين باب الغرفة ففتحت لهم أمل .. واتجهوا للقيام بدورهم المعتاد إلا أن ثمة أمر جديدا طرأ على عملهم هذا الصباح .. ألا وهو إصرار أمل أن تشاركهم حمله إلى دورة المياه .. عارض البعض لكونها إمرأة لا تقوى على ذلك إلا إنها ردت عليهم
    أمل: لا توجد إمرأة أبدا لا تقوى على تقديم يد العون لزوجها
    بدأت أمل فعليا بمساعدتهم .. وهنا وللمرة الأولى منذ دخولها المنزل .. نظر إليها متعجبا .. من هذه التي تقوم بمساعدة الخدم والممرضين في حمله ..
    وبعد الإستحمام .. وارتداء عادل الثوب الجديد الذي اختارته أمل له .. باشرت بنفسها أمر تعطيره وتسريح شعره وتعديل هندامه .. ثم وضعت على يده وقدميه بعض الكريمات والمرطبات .. وعادل طوال الوقت ينظر إليها قاطب الجبين متعجبا من فعلها ..
    تعود عادل بعد أن ينتهي الخدم من مهمة تحميمه .. وينتهي الممرضين من عملية إجراء الفحوصات اللازمة له .. يوضع على زاوية من زوايا الغرفة ثم ينصرفون عنه .. ولكن هذا اليوم تغير روتينه كثيرا .. فأمل هى التي قادت كرسيه المتحرك ووضعته قبالة النافذة المغلقة .. واتجهت على الفور إليها .. ورفعت ستارتها وفتحتها .. فانتشر ضوء الشمس الدافئ في أرجاء الغرفة مبددا الظلام والكآبة اللذان خيما طويلا في هذه الغرفة ..
    أغمض عادل عيناه .. كارها لما حدث ولكنه إلتفت إلى أمل حين سمعها تقول للخدم والممرضين
    أمل: اشكر لكم صنعيكم الحسن مع السيد عادل .. يمكنكم الإنصراف .
    وبعد انصرافهم بدقائق تركت هى الأخرى الغرفة .. انشغل عادل بأمر هذه المرأة .. وقال لنفسه
    عادل: إلى ماذا تريد أن تصل هذه المرأة وما هى مطامعها لما فعلته معي اليوم ؟؟!
    ثم رفع رأسه ينظر للعالم الخارجي من النافذة المفتوحة وقال متمتما
    عادل: اه .. ما تزال السماء جميلة كما كانت في السابق ..
    قطعت عليه أمل تمتمته .. حين دخلت وبيدها باقة ورد طبيعية وضعتها على المزهرية الموجودة على النافذة ثم نظرت إليه بإبتسامة صادقة قائلة
    أمل: أسعد الله صباحك يا سيد عادل .. بإذن الله دقائق وسأحضر لك إفطارك ..
    لم تزده كلماتها إلا حيرة وشك في نيتها .. غيرت أمل الصحون التي اعتادت العاملات أن تجهز له الطعام فيها .. ووضعت بعض الإضافات في فطوره
    هنا سألتها كبيرة العاملات: أمتأكدة بأنك لست بحاجة إلى من يقف معك لإقناعه على الطعام
    ابتسمت أمل لها قائلة: نعم متأكدة بإذن الله ..
    ثواني وكانت أمل مع عادل في الغرفة تقدم له طعامه وهى تقول: لن تحتاج بعد اليوم إلى الحبوب المساعدة .. فهذه الوجبة ستغنيك عن ذلك ..
    وبدأت تأكله بيدها .. هنا رأى عادل نفسه محرجا منها فانصاع مباشرة لها وتقبل أن يأكل من يدها.. وبعد عدة لقمات .. امتنع عادل عن الطعام وكأنه استكفى .. هنا قالت له أمل: أرجوك بضع لقمات أخرى لأن هناك هدية في انتظارك ..
    تعجب عادل من كلامها وظل يحدث نفسه عن ماهية الهدية التي تنتظره .. لذا ظل يأكل وهو شارد الذهن إلى أن انهى صحنه .. وحين نظر إلى الصحن فارغا تعجب وحده من صنيعه .. ابتسمت له أمل قائلة
    أمل: أسأل الله أن يبارك لك في مأكلك ومشربك
    عادل ( مضطربا ): الله !!!
    ياه منذ متى لم يسمع عادل شيئا عن الله .. لقد رحل سالم عنه وأخذ كل شي ايماني معه وترك له الخواء والفراغ ..
    أحست أمل بملامح الحزن بدأت تعود مجددا لوجه عادل .. فأخذت صينية الطعام .. ووقفت وهى تقول
    أمل: لن أتأخر عليك يا سيد عادل .. دقائق وسأعود ومعي الهدية
    الهدية مرة أخرى .. ترا ما تخفي هذه المرأة ؟؟ هذا التساؤل الذي راود عادل فور خروج أمل

    ♻يتبع ....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  9. #29
    كاتبة ومتذوقة قصص وروايات الصورة الرمزية قائد الغزلان
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    أحب وطني!!
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    23,156
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الصمت هيبه
    يا هلا والله بيك..
    صمت انا حقيقة لم اقراء كل الاجزاء
    ولكن احبتت ان ارد ع الموضوع
    واحييك ع الاهتمام بروايه
    كل التوفيق لك عزيزتي
    وباارك الله فيك

  10. #30
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قائد الغزلان مشاهدة المشاركة
    الصمت هيبه
    يا هلا والله بيك..
    صمت انا حقيقة لم اقراء كل الاجزاء
    ولكن احبتت ان ارد ع الموضوع
    واحييك ع الاهتمام بروايه
    كل التوفيق لك عزيزتي
    وباارك الله فيك
    أقرئيها روايه جدآاا جميلةة ..
    العفوو ..امين جميعآ .. دمتى بخير
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م