الحلقة الحادية عشر 1⃣1⃣

��" أني مغلوب " ��

رغم كل ما يعانيه عادل .. والحالة النفسية الصعبة التي يعيشها إلا إنه حين سمع عمه يتكلم عن الزواج أدار إليه رأسه مصدوما مما سمع .. هنا قال خليل على الفور
خليل: أعلم يا بني إنه من الصعب أن تحل فتاة أخرى محل بسمة .. ومحال أبدا أن يتقبل قلبك وقلبي بوجود إمراة أخرى في حياتنا .. ولكن ..
صمت قليلا ثم أردف قائلا
خليل: أنا بحاجة إليك .. ولعل وجود هذه الفتاة في حياتك ولو بصفة مؤقتة سيعيد إليك ما عجز الأطباء عن إعادته
صرف عادل ببصره عن عمه .. مستنكرا ورافضا لما سمعه ولكن خليل أمسك بذقنه وجعل وجه عادل مقابلا لوجهه قائلا
خليل: ألا تريد أن تعود لبهجة ؟! .. إنها بحاجة إليك أيضا .
أدمعت عينا عادل .. فإستغل عمه هذه الرقة التي لمحها فيه وقال
خليل: بهجة بحاجة إلى أم ترعاها وتعتني بها إلى أن يعود والدها لسابق عهده فيمنحها حنان الأب والأم
لامست كلمات خليل شغاف قلب عادل الذي عاد مجددا لتأنيب نفسه .. مستحضرا الجرم الذي ارتكبه في حق زوجته الراحلة .. وآلمه أن يكون هو سبب بقاء ابنته بدون صدر حنون يرعاها .. قطع عليه عمه حبل ذكرياته وأفكاره حين قال
خليل: ها يا عادل .. ماذا قلت ؟؟
كان عادل يحاول أن يسيطر على دموعه التي بدت تتدافع على خده بكثرة .. لذا اكتفى بهز رأسه موافقا
تهلل وجه خليل .. وشعر بأن هذه الموافقة هى بداية التحسن في حالة ابن أخيه
خليل ( سعيدا ): إذن .. لنبدأ بالإسراع في تعجيل الأمر .. غداً سيكون عقد القرآن يا بني ..
وخرج من الغرفة سعيدا بعدما طبع قبلة حارة على رأس عادل .. وترك عادل بحسرته .. نادما على ما اقترفته يداه

كانت هذه الليلة من أصعب الليالي التي مرت على أمل .. فبعد أن اعطت أمها أدويتها واطمئنت عليها اتجهت إلى غرفتها .. وظلت تراقب عقارب الساعة مشاعر متباينة تراودها .. فغدا بإذن الله سييسر الله أمر علاج أمها وهذا ما يسعدها ..وغدا .. وآه من غد .. غدا ستبتعد عن أمها وأسرتها وستدخل عالم مختلف تماما عن عالمها .
باتت لا تعرف .. اتستعجل عقارب الساعة أم تستبطأها .. تعوذت بالله من الشيطان الرجيم واستلقت على سريرها وهى تتمتم بالإستغفار ..
في صبيحة اليوم التالي كان العم صالح وابنائه يصطحبون زوجته المريضة لأحد أكبر المستشفيات الخاصة .. وبالفعل لاقوا تعامل متميز من قبل الكادر الطبي هناك
كانت أمل تجلس مع والدتها في تلك الغرفة الطبية الخاصة والتي تتوفر فيها كل الخدمات .. تقلب نظرها يمنة ويسرة وتقول في نفسها
أمل: أيعقل أن المال يصنع كل هذا ؟؟! .. بالأمس لم يكن أحداً ينظر إلينا أبدا واليوم كل من في المستشفى يتسابقون لتقديم المساعدة لنا ..
هنا دخل زياد الغرفة وقد بدأ عليه بعض الضيق فسألته أمل
أمل: ما بك ؟؟
زياد ( بغيظ ): المدعو أسامة جاء إلى المستشفى
ابتسمت أمل ابتسامة ذابلة ثم قالت
أمل: هذا أمر طبيعي يا أخي أن يشرف على سير الأمور
زياد ( بغضب ): أنا اكره هذا الرجل
أمل وقد ازدادت ابتسامتها
أمل: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ..
نظر إليها زياد بنظرة حادة قائلا
زياد: خير ؟؟! هؤلاء أصحاب مصالح لا خير فيهم
هنا سمعا صوت أنين والدتهما فأسرعا إليها

وفي المساء .. لم تكن هناك ضجة كبيرة عند عقد القرآن .. بل اقتصر الموقف على أشخاص معينين .. كان العم صالح طوال الوقت ينظر إلى عادل نظرة مختلفة عن نظراته السابقة له .. فعادل هذا كالهيكل العظمي على كرسي .. شاحب الوجه هزيل الجسم .. صامتا طيلة الجلسة .. يبدو إنه في عالم آخر غير عالمهم .. لذا حين عاد العم صالح إلى البيت اتجه لإبنته ليخبرها بأنها منذ صباح الغد .. ستنتقل لمنزل السيد خليل .. كان أول شيء قاله لها
العم صالح: أمل .. قدركِ أن تكوني عونا لغيرك .. فكما أحسنتِ لأمك .. اتمنى أن تحسني لعادل
أشخصت أمل ببصرها لوالدها متعجبة مما سمعت

♻يتبع ...