كان سبب هذه الغزوة وكما هو مشهور ومعروف في السير
أن عيراً لقريش كانت قادمة من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ وكان على الكفر آنذاك
وكانت محملة بخيرات مكة وفيها أنفس أموالهم
فأراد المسلمون أن يغنموا هذه القافلة , وستكون ضربة عسكرية قوية لاقتصاد مكة
فخرج من المسلمون نحو 300 وبضعة عشر رجل من المهاجرين والأنصار
ولم يعزم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على أحد بالخروج لأن المقصود القافلة , ولم يكن في علمهم أن هناك حرباً ستدور
لذلك لم يُعاتب من تخلف عن هذه الغزوة , كما عُتب المتخلفون في الغزوات الأخرى

وفي قصة طويلة

استطاع أبو سفيان النجاة بالقافلة

وكانت قريش قد جهزت جيشاً كبيراً قوامه 1000 رجل بعدة وعتاد

فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن عقد مجلساً يستشير فيه المسلمين حول هذا الأمر

وكان يقصد بهذا الأنصار رضوان الله عليهم لأنه خشي أن يكونوا قد فهموا البيعة ( بيعة العقبة الثانية ـ والتي بناء عليها تمت الهجرة ) ومن ضمن بنودها أن يمنعوا الرسول صلى الله عليه وسلم مما يمنعوا منه أنفسهم وأزواجهم وأبنائهم

فخشي الرسول أن يكون الإنصارـ رضوان الله عليهم ـ قد فهموا أن هذا الأمر واجب عليهم في ديارهم ( المدينة المنورة ) ولا يلتزمون به خارج المدينة

فاستشار المسلمين في الأمر

فقام أبو بكر الصديق ، فقال وأحسن . ثم قام عمر بن الخطاب ، فقال وأحسن ثم قام المقداد بن عمرو ، فقال يا رسول الله : امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون . ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيرا " ، ودعا له

وكان هؤلاء كلهم من المهاجرين

الذين هم أصلاً تركوا ديارهم ( مكة المكرمة ) لله ورسوله ,,, فهم معه لا محالة

فأخذ يعيد
أشيروا علي أيها الناس .
وهو يريد الأنصار

.فقال له سعد بن معاذ : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال أجل قال لقد آمنا بك فصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء , لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله .

وفي رواية أن سعد بن معاذ رضي الله عنه قال : لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقا عليها أن لا تنصرك إلا في ديارها ، وإني أقول عن الأنصار ، وأجيب عنهم فاظعن حيث شئت ، وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك فوالله لئن سرت حتى تبلغ البركمن غمدان، لنسيرن معك ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته خضناه معك .
فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا وأبشروا ، فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم .