بارك الله فيك أختي الكريمة زهور الربيع ..
قصة جميلة جدا من التراث العربي الأصيل وعلى فكرة الشـــنـفـرى يعتبر من بين أشرس وأشجع صعاليك العرب وأجرأهم وأوفاهم بالوعد وكان من العدّائين السريعي العدو الذين إذا ركضوا لم تقدر لا خيل ولا جيش أن تلحق بهم حتى ضرب به المثل فقيل ( أعدى من الشنفرى ) وهوالمشهور بقصيدته المسماة لامية العرب .. شاعر صعلوك عاش في العصر الجاهلي وعاصر بل كان رفيقا لعدد من الشعراء الصعاليك العرب العدائين المشهورين أمثال تأبط شرا والسليك بن السلكة .. وقد قتلته قبيلة إن لم تخني الذاكرة إسمها سلامان بعد أن أسرته وربطته في شجرة وطلبت منه قبل أن تقتله أن يقول الشعر وهو في ذلك الموقف الصعب وقد أحس بدنو أجله فرد عليهم : ( إنما الشعر على المسرة ) فأطلقها مثلا ثم سألوه : أين ندفنك بعد قتلك ؟؟ فرد عليهم وقد تفجرت قريحته الشعرية في تلك اللحظة الرهيبة التي كان فيها يقترب من الموت وقال هذه الأبيات الجميلة جدا والمعبرة بشكل فجائعي محزن :
فلا تقبروني إن قبري محرمٌ
عليكم ولكن أبشري أم عامرِ ( يقصد الضبعة )
إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري
وغودر عند الملتقى ثم سائري
هنالك لا أرجو حياة تسرني
سمير الليالي مبسلا بالجرائرِ
وقتلوه أشنع قتلة وللشنفرى ديوان شعر مطبوع فيه أجمل قصائده وخاصة قصيدته المشهورة المسماة ( لامية العرب ) وهي قصيدة طويلة يقول في بداية مطلعها :
أقيموا بني أمي صدور مطيكم
فإني إلى قومٍ سواكم لأميلُ
فقد حمت الحاجات والليل مقمرٌ
وشدت لطيات مطايا وأرحلُ
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزلُ
والبيت الأخير في هذه اللامية يعتبر بحق من أجمل ما قال الشنفرى في لاميته هذه :
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزلُ
كل تقديري وشكري على هذه المتعة التي وجدتها مع هذا النقل الهادف الذي أنعش الذاكرة