وجه الطبيب خطابه نحو الأب: يجب أن يمتنع طفلك عن تناول الحلوى؛ فهي تشكل خطرا على حياته...
عاد الأب إلى المنزل متألما وعند المساء أقبل طفله الحبيب: أبي هل أحضرت لي الحلوى؟
احتضن الأب طفله ... وتحدث إليه محاولا أن يفهمه أن الحلوى تشكل خطرا عليه وستضره، لكن الطفل لم يفهم وبقي مصرا على الحلوى، والأب يحاول تهدئته، لكن.... دون جدوى..
انطرح الطفل بين يدي أبيه باكيا، واعتصر قلب الأب العطوف ألما فهو لا يقدر أن يرى طفله هكذا...
ذهب إلى السوق واشترى لطفله هدية كبيرة بأغلى الأثمان وأحضرها لطفله عله يتسلى بها وينسى الحلوى....
فرح الطفل بالهدية في البداية، لكنه بعد قليل عاد ليطلب الحلوى من جديد؛ فهو يعتقد أن حياته ستكون أجمل وأكثر متعة عندما يتناول الحلوى... ومازال الأب يشتري له أجمل الهدايا وأغلاها .. هدية بعد الأخرى والطفل لم يفهم بعد أن الحلوى لا تناسبه.... وأن منعه منها خير له.
هذا حالنا مع رب العالمين، فنحن كالأطفال بين يديه...
قد يمنع الله عنا أشياء نحن نعتقد أنها في مصلحتنا ويعطينا ما هو أجمل منها بكثير ومع ذلك نصر على أننا لن نكون سعداء إلا بالحصول على تلك الأمور...
إذا أردت من الله شيئا ولم تحصل عليه فافهم بأن هذا الأمر لا يناسبك الآن.. فالله أعلم بما يناسب عباده وهو أرحم الراحمين...
تلذذ بدعاء الله ومناجاته ، حدثه بكل ما تتمنى وتريد.. لكن لا تقل يا رب لماذا لم تستجب دعائي إلى الآن؛ فهو الأعلم بالوقت المناسب....