عنوان الحلقة: عبـوس الـوجـه
طلافة الوجه وبساطته وتلألؤه سمة من سمات المسلم ،وعلامة على فقهه في دينه، ونعمة من نعم الله عليه، وكلما عاش الإنسان حياته في نعيم الابتسامة الصادقة النابعة من القلب، أصبح أقدر على خوض الحياة.
ويظن بعض الناس أن تجهم الوجه والعبوس مع الناس من مكملات التدين، ومستلزمات الوقار، فلا ترى أحدهم إلا عابس الوجه مقطب الجبين، لايعرف التبسم واللباقة، ولايوفق للبِشر والطلاقة، وهذا الظن خطأ، فالتجهم في وجوه الناس لايعطي صاحبه وزنا إضافيا، وفرق شاسع بين أن يكون المرء وقورا، وأن يغضب لله إذا انتهكت حرماته، وبين أن يكون عبوس الوجه غليظا في تعامله مع الناس.
ولقد ذم العلماء العبوس فقد قيل لأحد الحكماء :
(من أضيق الناس طريقا وأقلهم صديقا? قال:من عاشر الناس بعبوس وجه واستطال عليهم بنفسه).
وللبشاشة أثر في الآخرين، فهي تفتح القلوب وتجمع حول المرء الأحباب من كل مكان، وإلى هذا نبهنا الرسول ﷺ عندما قال :
(إنكم لاتسعون بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق).
وقد أجريت تجربة ميدانية مع مجموعة من الشباب الملتزم في إحدى الدول، وعددهم أكثر من 270شابا ،حول استبانة حوت سؤالين أحدهما السؤال التالي:
ماالأشياء التي تأثت بها وأنت في طريقك إلى الالتزام بالاسلام عقيدة وشريعة?
فتبين أن 56, 5%من مجموع الأفراد التزموا متأثرين بالقدوة الحسنة التي عليها الدعاة ،لاسيما التبسم وحسن الاستقبال ورد السلام.
وتشجيعا على البشاشة، فقد رفع قدرها النبي ﷺ إلى مستوى الصدقة فقال:
(تبسمك في وجه أخيك صدقة).
لذا ينبغي أن لايُرى العاقل إلا هاشا باشا متهللا، اقتداء بالرسول ﷺ إن كان ذلك سجية فيه وطبعا، فليحمد الله تعالى وليتعاهد هذه الخصلة الحميدة من نفسه، وإلا فليجاهد نفسه على تكلف البِشر والطلاقة وعلى تجنب العبوس والتقطيب جملة.
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها إنه لا يصرف عنا سيئها إلا أنت،،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،





رد مع اقتباس