https://www.gulfupp.com/do.php?img=92989

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 44

الموضوع: " أني مغلوب "

  1. #31
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الخامسة عشر ١٥

    ��" أني مغلوب " ��

    خرجت أمل وتركت عادل غارقا في التفكير .. ما هى هذه الهدية التي ذكرتها هذه المرأة ؟؟!
    ثم أعاد بصره إلى النافذة متأملا في السماء .. وما هى إلا لحظات وفتحت باب الغرفة مجددا .. وتقدمت أمل نحوه وهى تحمل بين ذراعيها الطفلة بهجة .. نظر عادل إلى بهجة وقد اغرورقت عيناها بالدمع .. جلست أمل أمامه على الأرض ونظرت إلى عينيه بإشفاق قائلة
    أمل: هذه الهدية الربانية تفتقدك منذ مدة يا سيد عادل
    مد عادل يده ليأخذ بهجة وقد بلل الدمع وجهه .. وما أن استلمها حتى أخذ يلثمها ويقبلها بشدة وهو يبكي منتحبا .. يشعر بالجرم العظيم الذي اقترفه بحق أمها وجعلها تحرم من حضنها
    تعالى صوت بهجة بالصياح فأشفقت أمل عليهما .. ومدت يدها لتأخذ بهجة إلا أن عادل احتضنها بقوة رافضا أن تأخذها منه
    فهمت أمل ذلك وقالت له: لا تقلق لن يحرمك منها أحد بإذن الله .. فبهجة لابد أن تبقى دائما معك .. فقط أريد تهدئتها ..
    نظر عادل إلى أمل مترددا .. ولكنه لمح الصدق في عيني أمل .. قبل جبين ابنته ثم سلمها إياها .. أخذت أمل الطفلة وظلت تلاعبها وتضاحكها .. وبهجة تبتسم لها وهى سعيدة .. هنا شعر عادل بالطمأنينة وأيقن في قرارة نفسه بأن هذه المرأة طيبة

    تزايد هذا الشعور لديه يوما بعد يوم .. وهو يرى أمل تعمل المستحيل لمساعدته .. كل شيء غيرته له .. طعامه ، ملابسه ، أدواته الشخصية ، حتى فراشه .. كل يوم يستيقظ فيه يراه مختلفا عن اليوم الذي سبقه ..
    وهذا اليوم فاجئته أمل بأمر لم يكن يتوقعه .. فقد اعتادت بشكل يومي بعد أن ينتهي من الإستحمام وتعديل هندامه .. أن تضعه قبالة النافذة بعد أن تفتحها له ثم تتجه لإحضار إفطاره له .. ولكن هذا اليوم وبعدما انتهت من تسريح شعره ورش العطر على ثيابه .. قالت له بإبتسامة صادقة
    أمل: اليوم أنت مدعو لتناول وجبة الإفطار في مكان اخر
    تعجب عادل من كلماتها هذه .. ولكنها لم تدعه يقف طويلا متفكرا فيما تنوي فعله .. بل حركت له كرسيه واتجهت به إلى خارج الغرفة .. وحين خرجت به من الغرفة تعجب الجميع من صنيعها وكيف استطاعت أن تخرجه من عزلته .. قادت أمل عادل إلى حديقة المنزل .. وأحضرت له إفطاره ..ثم أحضرت بهجة كي تقضي مع والدها وقتا ممتعا ..
    بالفعل كان وقتا ممتعا ..ابتسامة خفية لم تفارق وجه عادل طوال الجلسة .. وكان كلما نظر إلى أمل وهى تداعب طفلته يسأل نفسه :" يا ترى ما المقابل الذي تريده هذه المرأة من وراء هذا التعامل الرائع معي ومع ابنتي ؟! "
    وقدر الله أن تكون الإجابة على سؤاله في هذه الليلة .. عادل اعتاد في فترة انعزاله ومرضه أن ينام باكرا .. وأمل فبعد أن تطمئن عليه وعلى ابنته تأوي إلى فراشها الذي وضعته بجوار السرير الذي ينام عليه عادل .. رددت أذكار النوم بعدما ختمت أعمالها بالوضوء ونوت أن تستيقظ للقيام .. ثم ظلت تستغفر استغفارا كثيرا إلى أن نامت ..
    أما عادل فبعد أن انتصف الليل هاجمته الكوابيس فما زال طيف زوجته الراحلة يطارده .. فهى منذ أن ماتت وهى تلاحقه كذكرى في واقعه .. وكابوس في منامه .. اعتاد أن ينام مبكرا لكنه سرعان ما يستيقظ عند منتصف الليل ويبقى مستيقظا إلى الفجر
    الليلة كانت الكوابيس تزعجه .. لذا كان يهذي بشدة في منامه .. ثم أخذ يصرخ .. استيقظت أمل على صوته مذعورة .. واتجهت إليه .. فوجدته يصرخ ويهذي ويبكي قائلا: لم اقتلك يا بسمة .. لم اقتلك
    أخذت أمل تهز عادل وهى خائفة وتقول
    أمل: استيقظ يا سيد عادل ..استيقظ
    استيقظ عادل مذعورا وظل يتنفس بقوة والعرق يتصبب على جبينه .. أسرعت أمل وأحضرت له كأس ماء .. فشرب حتى ارتوى .. ثم نظر إليها بنظرة خائفة .. ولكنها طمأنته بإبتسامتها الصادقة وهى تقول له
    أمل: هى أضغاث أحلام بإذن الله ..
    ثم وضعت يدها على جبينه للمرة الأولى منذ أن أصبحت زوجته .. وظلت تقرأ عليه بعض الآيات والرقى والأذكار ..
    هدأت نفسه وأحس بأن شيئا ما يتغلغل إلى أعماقه .. ثقلت عيناه .. وعاد مجددا للنوم .. وأما عن أمل فقد استمرت وقتا طويلا وهى تقرأ وتقرأ إلى أن حاصرها النوم فنامت متعبة بجانبه .. قبيل الفجر .. استيقظ عادل وأحس بيدها على كتفه .. على ما يبدو إنها نامت حين كانت ترقيه .. إلتفت إليها وهى نائمة ومستغرقة في النوم بعد يوم شاق بذلته له ولإبنته .. " هذه النائمة بجانبي .. إنها ليست بشر .. هذه ملاك طاهر .. أرسل إلي كي ينقذني مما أنا فيه .. " نظر إليها بتمعن أكثر .. وأحس بشي يتحرك في أعماقه .. وفجأة أحس بها تستيقظ فأغمض عينه مصطنعا النوم .. أما هى .. فعند استيقاظها وجدت نفسها على السرير .. فوقفت مذعورة وكأنها ارتكبت ذنبا .. فهى ما تزال تتذكر كلمات خليل .. ثم نظرت إلى ساعتها فشهقت قائلة " ياالله .. لم يتبق عن الفجر إلا الشي اليسير " .. ثم أسرعت إلى دورة المياه .. توضأت وصلت ركعتين .. وبعدها رفعت يدها ودعت لأمها بالشفاء .. وعادل يراقبها ويسمعها ثم وفور انتهاؤها من الدعاء لأمها دعت له دعاء طويل .. فاستغرب ذلك .. كانت تتوسل إلى الله أن يشفيه ويهديه .. كانت تبكي حين تلح على الله أن يشفيه وتترجى ربها أن يعجل بشفائه .. و أهم ما قالته وكان كالسهم النافذ إلى قلبه " اللهم إني أحببت عبدك هذا فيك فإن كانت لي عندك دعوة مستجابة فاجعلها في شفائه " انتفض عادل في مكانه .. وعجز عن التفكر فيما قالته .. بكى .. بكاءا شديدا صامتا .. هذه المرأة أحبته لله .. وتعامله تلك المعاملة لله .. ثم تطلب من الله إن كانت لها دعوة مستجابة أن تكون من نصيبه .. فنادى بصوت مخنوقا لا يسمعه غيره " سامحني ياالله "

    ♻يتبع ....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

    •   Alt 

       

  2. #32
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة السادسة عشر١٦

    ��" أني مغلوب " ��

    كانت كلمات أمل في دعائها لها تأثير بالغ في نفسية عادل .. الذي فهم أخيرا ما معنى أن يحب شخص اخر دون مقابل .. بل إنه تذكر صديقه سالم .. فقد كان يحبه هو الآخر في الله .. لا يهمه ما لدى عادل وما الذي يمتلكه .. وحتى بسمة للأسف كان حبها له منقوص .. إذ إنه كان حب تملك .. فهى تحبه لنفسها .. دون أن تمنحه ما يحتاجه من حب ..
    أما أمل .. فقد منحته جزءا من اسمها .. واعطته جرعة من نبل أخلاقها .. وشعر بأنه قد نالته بركة من دعائها ..
    نام عادل وهو يشعر في قرارة نفسه بأن الله يريد له الخلاص مما هو فيه .. واستيقظ على صوت باب غرفته تقرع .. ثم يدخل الخدم والممرضين ليباشرون عملية تحميمه .. ولكن أين أمل ؟!!
    انتهى من الإستحمام .. ثم من الفطور .. وأخرج للحديقة .. ثم أحضرت له بهجة.. كل ذلك يحدث بدون وجود أمل .. ؟!
    كان عادل يلتفت يمنة ويسرة .. أين اختفت أمل ؟؟ .. كان الجميع يقدمون له الخدمات المعتادة .. وهو ينوي في كل مرة أن يسأل عنها .. ولكنه يتراجع فجأة .. ساعة بعد ساعة تمضي .. ولا وجود لأمل .. أين هى ؟! يا الله هل تلاشى الحلم الجميل .. أم أن ما مضى كان عبارة عن سراب ؟! هذا ما كان يتحدث به عادل مع نفسه .. ولم يكن يعلم بأن عمه قد استدعى أمل في الصباح الباكر .. وشكر لها انجازها في إخراج عادل من عزلته .. وكافئها عن ذلك بأن أمر السائق أن يأخذها لزيارة أهلها وتقضي معهم يوما كاملا .. لم تشأ أمل أن تزعج عادل عند خروجها فقد رأته مستغرقا في النوم .. فجهزت له ملابسه وحاجياته قبل خروجها ..
    بل لم يكن عادل يعلم بأنها تتصل كل ساعة تقريبا لتطمئن عليه وتخبرهم ماذا يصنعون لأجله ..
    في العصر حين كانت متصلة عند كبيرة العاملات تطمئن عليه .. قالت لها كبيرة العاملات: إنه يفتقدك كثيرا ..وطيلة الوقت يبحث عنك ..
    سعدت أمل بهذه الكلمات وأيقنت بأن الله لم يضيع مجهودها معه وفي نفس الوقت ندمت إذ إنها لم تخبره بأمر ذهابها لمنزل أهلها .. وطلبت من كبيرة العاملات أن تأخذ الهاتف إليه لتحدثه .. نفذت كبيرة العاملات ما طلب منها .. قرعت عليه باب الغرفة .. ثم دخلت إليها ومدت يدها بالهاتف إليه قائلة
    كبيرة العاملات: السيدة أمل على الهاتف تود محادثتك ..
    أشرق وجه عادل فجأة وكأنه وجد ضالة يبحث عنها منذ زمن فتناول الهاتف .. ووضعه على أذنه فسمع صوتها تلقي عليه تحية الإسلام ثم أردفت قائلة
    أمل: اعذرني .. اضطررت للخروج باكرا دون إخبارك .. اتمنى من الله أن تكون أنت وبهجة على ماك يرام .. سأعود بإذن الله بعد صلاة المغرب .
    كلمات أمل هذه كانت بمثابة جرعة ماء باردة على ظمأ .. ظل بعدها عادل ينتظر غروب الشمس على أحر من الجمر ..
    لقد نجحت أمل .. هذا الحديث السائد هذا اليوم في منزل السيد خليل .. فالجميع يلحظ التغيرات التي حدثت لعادل .. واخرها رفضه العودة لداخل المنزل واصراره على البقاء في الحديقة .. فعلموا بأنه ينتظرها ..
    غابت الشمس .. وحل الظلام في حديقة المنزل .. وعين عادل تراقب بوابة الحديقة من بعيدة ..
    وأخيرا أشرقت شمسه وبددت ظلام انتظاره .. فقد عادت أمل .. رأته جالسا على كرسيه فاقتربت منه ولم تصدق ولم يصدق من كان معه من الخدم بأنه ابتسم .. هذه الإبتسامة التي غابت منذ وفاة بسمة عادت اليوم مجددا بفضل الله ثم بفضل أمل
    جثت أمل على ركبتها أمامه .. ونظرت إليه قائلة
    أمل: افتقدك اليوم كثيرا ..
    عادل: وأنا كذلك ..
    عادل تحدث أخيرا !!! تلعثمت أمل .. كلمات عادل القليلة كانت مفاجئة بالنسبة لها .. لم يتمالك الخدم الذين كانوا بجوارهم أنفسهم .. لدرجة أن بعضهم أخذ يكبر
    أدمعت عين أمل .. سعيدة .. أما عن عادل فالتفت إلى الخدم الذين كانوا سعيدون به .. ثم التفت إلى أمل ومد إليها يده .. تفاجئت من ذلك .. فمدت هى الأخرى يدها بإرتباك .. وما إن أمسك عادل بيدها حتى انتصب واقفا .. بمساعدتها .. وأصر أن يدخل المنزل ماشيا على قدميه مستندا على زوجته ..

    ♻يتبع .....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  3. #33
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة السابعة عشر ١٧

    ��" أني مغلوب " ��

    كانت هذه الليلة من أصخب الليالي في منزل السيد خليل فالجميع مسرورا وسعيد بالتحسن الكبير الذي شهده عادل .. واتصلوا بخليل الذي ترك كل ما في يديه وجاء سريعا ليرى ابن أخيه .. فكم كانت سعادته لا توصف حين علم بأنه قد تكلم اليوم ومشى .. لحظات مليئة بالصخب والضوضاء .. بعدها اتجه الجميع إلى مضاجعهم ..
    في غرفة عادل عم الصمت طويلا بينهما .. أمل شعرت الآن إنها لا تعرف تتعامل مع شخصية عادل الجديدة .. عادل العائد لسابق عهده .. أما هو.. فكان صامتا لأنه لايعرف ماذا يقول .. هذه المرأة شي مختلف تماما عن كل ما عهدهن من نساء .. فهل ستتحمل عبء الوقوف معه وانتشاله من الوحل الذي غرق فيه ..
    تشجع عادل وبدد الصمت الذي طال بينهما حين قال
    عادل: أنا بحاجة إليك أكثر مما مضى يا أمل ..
    نظرت إليه مستوضحه ما يقوله فأردف هو قائلا
    عادل: أريد أن اتغير .. أريد أن أكون نقيا مثلك .. أريد أن أصبح إنسان آخر ..
    ابتسمت ابتسامة صادقة ثم قالت بثقة
    أمل: أنت تقصد إنك تريد أن تتوب ؟!
    هز عادل رأسه بنعم قائلا: لقد أجلت ذلك كثيرا .. حان الوقت كي أبدأ أولى خطواته فما ضاع قد ضاع .
    أمل: إذا كنت تريد ذلك فأنا بعون الله سأساعدك
    ارتسمت ابتسامة يشوبها شي من القلق على وجه عادل حين قال: اتمنى من الله أن لا تتخلي عني .. فقد اعتدت على فقدان من أحب ..
    بدأت أمل مع عادل مشوارا جديد .. مشوار القرب من الله والعودة إليه .. كان لدى عادل بعض المعلومات الدينية القليلة التي أخذها من سالم أما غير ذلك فلا يوجد ..
    إنه لا يعرف الصلاة فهو لم يصل قط في حياته .. ولا يدرك ما معنى شهر رمضان وقيمته .. ولم يتحرك لسانه يوما بالذكر .. بالمعنى الأصح إنه لا يعرف الله ..
    لقد أدرك أخيرا قيمة تلك النصائح القيمة التي كان سالم يرددها عليه .. شعر بقيمة العبادات التي ركنها جانبا ظنا منه بأن فلوسه وممتلكاته ستجعله سعيدا ..
    لقد أصبح قلبه خائفا وجلا من الله وعقابه .. فقد اقترف كل الفواحش والذنوب .. لقد زنى وشرب الخمر وعاكس الفتيات وضيع الصلوات و و و ..
    كانت مهمة أمل صعبة .. لكن إصرار عادل على التوبة جعلتها ممكنة .. كان عادل يتغير بشكل ملحوظ ويستجيب لأمل مباشرة ..
    وكانت أمل تستعين في تغيره بعد الله بصديقتها عبير .. التي لم تألو جهدا في مساعدتها ..
    بدأ عادل يتذوق طعم السعادة التي حرم منها سنوات طوال .. السعادة التي فهم أخيرا بأنها لا تمنح إلا لمن ارتضى بالله ربا .. وإن كان فقيرا مثل أمل ..
    كل ما كان يجمع أمل بعادل حتى اللحظة هو مساعدته على الثبات على طريق التوبة ..
    بعد صلاة الفجر في هذا اليوم .. استلقى عادل على سريره ينظر إلى أمل وهى تقرأ القرآن بكل خشوع .. كان ينظر إليها بإعجاب شديد .. متفكرا كيف سيفصح لها عن ما يكنه لها من حب .. فكلمات الحب التي في جعبته كلها منتهية الصلاحية فقد استخدمت لفتيات عدة قبلها وكلهن لا يستحقن أبدا تلك الكلمات .. أما هذه .. فهى تحتاج إلى مفردات جديدة تقال لها وحدها ... ثقلت عين عادل وهو يتأمل في أمل .. ونام وهو يقول في نفسه إنه الآن أسعد خلق الله .. فقد مضى في طريق ربه طائعا .. ولديه زوجة لا تساويها إمرأة على وجه الأرض .. نام ونسى في نشوة سعادته بتوبته وبوجود أمل بجانبه أمرا هاما ... هذا الأمر عاد مجددا لحياة عادل .. وتحركت النار من تحت الرماد .. النار التي اعتقد عادل بأنه قد أخمدها .. فقد استيقظ فجأة .. فرأى سجادة أمل في موضعها .. ترك سريره .. وفتح باب غرفته بلطف .. فسمع عمه يتحدث مع أمل قائلا بصوت حاد
    خليل: لقد طلبت منك مساعدة عادل حتى يعود لما كان عليه .. وأراك تجاوزتي المطلوب منك ..
    كانت أمل تستمع إليه وهى منكسة رأسها .. وخليل يتحدث بنبرة جافة حادة
    خليل: لم أطلب منك أن تحولي عادل إلى شيخ .. يصلي ويقرأ القرآن وغيره ... طلبي من البداية كان واضحا .. أن تعرفي مقامك ومقامه .. لكني أراك تنصبين نفسك ملكة عليه وتأمرينه أن يقلدك في أمور لا يعرفها ..
    كان عادل ينظر إليهما من باب غرفة .. ينظر إلى أمل وهى تقف صاغرة ذليلة أمام جبروت عمه الذي أردف قائلا: أخبرتك حينها بأنك كالدواء .. إذا لم يحتاج إليه المريض .. ألقى به بعيدا .. وعادل اليوم لم يعد بحاجة إليك .. لذا يمكنك العودة لمنزل أهلك وستصلك ورقة طلاقك في أقرب وقت

    ♻يتبع .....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  4. #34
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الثامنة عشر ١٨

    ��" أني مغلوب " ��

    لم يتحمل عادل أن يرى أمل بذلك المنظر .. وتضايق كثيرا من تلك الكلمات القاسية التي كان عمه يوجهها لها .. لذا اندفع نحوهما قائلا
    عادل: عمي لو سمحت ..
    إلتفت كلا من خليل وأمل لعادل الذي أردف قائلا
    عادل: لقد زوجتني هذه المرأة .. مكرها .. وجعلتني تحت الأمر الواقع .. وتقبلتها دون إرادتي .. لأنني كنت شبه ميت
    نظر إلى أمل وكانت هناك دمعة حبيسة في عينه ثم إلتفت إلى عمه مجددا قائلا
    عادل: هذه المرأة أعادت لي روحي .. وأعطتني أمل جديد للحياة .. لذا من الصعب علي أن اتخلى عنها .. فقرار الإنفصال عنها الآن هو قراري أنا
    تغيرت ملامح خليل حين سمع هذه الكلمات من عادل وانفعل قائلا
    خليل: هذه .. ( مشيرا إليها مستصغرا إياها ) لم تفعل ما فعلته معك عن محبة .. لقد كان ذلك بمقابل المال
    عادل ( واثقا ): لقد اضطرت لهذا الزواج كما اضطررت أنا له .. ولكني واثق بأن ما فعلته معي لم يكن محركه المال ..
    خليل ( ساخرا ): ماذا إذن الشفقة ؟!
    عادل ( وقد جرت دمعته الحبيسة على خده ): جزاها الله خيرا حين أشفقت علي .. واشركتني في دعاؤها من باب الشفقة ودعت لي بالشفاء حين كانت تدعو لأمها
    تفاجئت أمل بما سمعت .. فدعائها له كان في عتمة الليل البهيم .. وكانت ترسل تلك البرقيات العاجلة لرب البريات وهى متأكدة بأنه لا يسمعها غيره .. ولكنها اليوم تتفاجئ بأن عادل كان يستمع لتلك الدعوات .. خليل قطع عليها حبل أفكارها حين قال
    خليل: عادل يا بني .. إذا كنت بحاجة إلى زوجة .. فأنا مستعد أن أزوجك بمائة فتاة من مستواك .. يغنينك عن هذه الحثالة
    كانت هذه العبارة مؤلمة كثيرا لأمل وعادل .. هنا لم يتمالك عادل نفسه وقال بنبرة حادة
    عادل: لماذا لم تزوجني إذن بالمائة فتاة من البداية .. لماذا اخترت .. هذه .. ( صمت قليلا ) الحثالة على حد تعبيرك ؟
    لزم خليل الصمت ولم يجب على سؤال عادل الذي قال بنبرته الحادة
    عادل: كنت تخشى على مالك أليس كذلك ؟
    انفعل خليل وقال صارخا فيه
    خليل: احترم نفسك يا عادل وتحدث معي بأدب
    تراجع عادل عن حدته قائلا
    عادل: معذرة يا عمي .. ولكنك استفززتني .. لقد كان لدي قبل تلك الحادثة ما يقارب المائة صديقة وصديق .. كلهم تخلوا عني .. لأني لم أعد قادرا على أن اغدق عليهم مالا .. أما هذه .. ( مشيرا إلى أمل ) فقد دخلت عالمي بهذه الهيئة وعلى هذه الحال .. لم تأخذ مني فلسا واحدا .. لم تترك ملابسها التي جائت بها من منزل والدها .. لم تستخدم تلك العطور الفاخرة ولا حتى الفراش الوثير .. كل ما أخذته منا تلك النقود التي عولجت بها أمها .. أما دون ذلك فلا
    غضب خليل من كلمات عادل وقال وهو يهم بالخروج
    خليل: هذه المرأة لعبت بمخك .. سوف اتحدث معك في وقت لاحق ..
    وخرج من المنزل بعدما صفع بالباب .. كانت أمل مطأطأة رأسها حزينة .. تشعر بالذنب لما حدث بين عادل وعمه .. أحس بها عادل وقال لها
    عادل: أمل مؤكد بأن كلام عمي كان مزعجا كثيرا .. ولكنه الواقع الذي لابد أن نعترف به أنا وهو .. الواقع الذي يقول بأني مديون لك بحياتي
    لم تعلق أمل على كلامه ، بل ظلت مطأطأة رأسها .. أمسك عادل بذقنها ورفع رأسها بأصابعه ونظر إليها بنظرة طمئنتها ثم قال لها
    عادل: أمل .. تزوجنا رغما عنا .. وما يزال في الوقت سعة لتصحيح المسار .. لذا أود أن أسألك سؤالا يفترض أن أسألك عليه مسبقا
    اكتفت هى بنظرات الإستفسار .. فواصل عادل كلامه عادل: هل تقبليني زوجا لك ؟!
    أدمعت عين أمل وقالت: نعم أقبل ..
    ابتسم عادل ابتسامة عريضة وشعر بأنه قد ملك الدنيا بحذافيرها .. وقال لها
    عادل: إذن أعينيني بقوة ..

    وكانت الإعانة التي أراد .. واستمرت أمل في عملية صناعة إنسان جديد .. إنسان متعلقا بربه محبا له .. وكان عادل سريع الإستجابة لها كيف لا وقد بدأ بالفعل يتذوق طعم السعادة التي حرم منها سنين .. ألا إن سعادته لم تدم طويلا فقد عمل عمه خليل على التنغيص عليه .. فقد أصبح شديد الكره لأمل ينظر إليها بأنها سرقت قلب عادل من ابنته الميتة .. بل كان السبب الحقيقي خلف ذلك الكره هو التدين الذي تعيشه أمل .. الذي يذكره دائما بإجرامه بحق ربه.. فيعمل جاهدا لإسكات شعور التأنيب والتذكير بالتنغيص عليهما ..
    كان عادل يحاول جاهدا أن يشتري ود عمه .. يتعلم من أمل فن التعامل معه .. فقد أوصته أن يقبل يده ورأسه يوميا .. وأن لا يرفع صوته فوق صوته حتى وإن أساء إليها وشجعته هذا اليوم أن يعود للعمل في الشركة ..
    كانت سعادة خليل لا توصف حين عاد عادل للعمل .. لذا رافقه هو ومدير أعماله أسامة حين قام بجولة على أقسام الشركة .. ألا أن تصرفات عادل الغريبة كانت تزعجه .. فهو لا يمازح النساء كما كان معتادا .. بل يكتفي بالوقوف أمام الباب لثواني إذا كان المكتب به فتيات .. إضافة إلى استمراره في تكرار تحية الإسلام في كل مكتب وفي كل قسم .. وكانت الضربة القاضية عليه .. حين لمح عادل العم صالح وهو يفرغ سلال القمامة في كيس القمامة الكبير .. ابتسم عادل له وناداه بصوت عالي لفت انتباه كل من كان متواجد عنه حين قال
    عادل: عمي صالح
    ثم اسرع بالخطى إليه وخليل ومن معه يشاهدون الموقف .. وما إن وصل إليه حتى قبله على رأسه قائلا له
    عادل: لا أعرف كيف اشكرك .. فقد اعطيتني كنزا عظيم
    جن جنون خليل بعد هذا الموقف .. وأقسم أن يؤدب أمل التي سحرت ابن أخيه ..

    ♻يتبع ...
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  5. #35
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة التاسعة عشر ١٩

    ��" أني مغلوب " ��

    عاد خليل إلى المنزل وقد تطاير الشر من عينيه .. وفور وصوله نادى على أمل بأعلى صوته .. والتي هرعت إليه مسرعة خائفة .. فتلقاها بالشتم والسباب ..والكلام جارح .. دخل عادل المنزل في هذه الأثناء وسمع كلمات عمه لأمل فاقترب منه محاولا تهدئته .. إلا أن خليل كان في قمة الغضب ويرفض أن يستمع منه لأي كلمة .. وحين أكثر عليه عادل محاولاته صرخ فيه خليل قائلا
    خليل: كل ما يحدث بسبب هذه الوقحة ابنة السافل
    هنا لم تتمالك أمل نفسها وشعرت بأنها جرحت في أغلى شيء في حياتها فقالت لخليل بحدة
    أمل: من فضلك .. أن تتجاوز الحد معي وتتهم أخلاقي سأغض الطرف عن ذلك .. ولكن أن تتحدث عن والدي بسوء فأنا لن اسكت عن ذلك
    ابتسم خليل ابتسامة غيظ وغضب وقال
    خليل: جميل جميل .. لم يبق غير هذه الحثالة تهددني
    أمل ( بقوة وثقة ): لا تظن أبدا بأنك اشتريتنا بمالك .. لذا نسمح لك أن تهيننا وقتما تشاء .. فالحثالة كما تقول يستطيعون الدفاع عن أنفسهم
    استشاظ خليل غضبا وقال وهو يرفع يده ليصفع أمل
    خليل: أنت قليلة الأدب
    إلا أن عادل أمسك يده وقال منفعلا
    عادل: لقد تجاوزت كل الحدود يا عمي
    انصدم خليل بردة فعل عادل ونظر إليه بإستغراب قائلا
    خليل: هل علمتك أن ترفع صوتك علي ؟
    تنهد عادل واستغفر ربه ثم قال
    عادل: العفو يا عمي .. ولكنك تتصرف مع أمل تصرفات لا تليق
    نظر خليل لعادل نظرة حادة قائلا
    خليل: تصرفات لا تليق .. هذه الحثالة سلبت عقلك ..
    لزم الصمت قليلا ثم أردف قائلا لعادل
    خليل: عادل .. اختر الآن أما أنا أو هذه الحثالة
    تفاجأ كلا من عادل وأمل بهذا التخيير ..
    عادل: ما هذا الكلام يا عمي ؟
    خليل: كلامي واضح .. فأما أن نعيش كما كنا سابقا أبا وابنه ..حياة هادئة مطمئنة .. وأما أن تكون أنت في طريق وأنا في طريق
    عادل ( ممسكا بيد عمه ): عمي أنت تعرف بأني لا استطيع الإستغناء عنك
    نظر إليه خليل بدهاء قائلا: استغني عنها إذن
    ولكن عادل فاجئه حين رد سريعا عليه
    عادل: وهل يستغني أحدا عنه روحه يا عم ؟!
    فتغيرت نظرة خليل وتحولت لنظرة غاضبة ولكن عادل واصل كلامه قائلا
    عادل: لقد زوجتني اياها يا عمي كي تعيدني لسابق عهدي .. ولكنها اعادتني لرشدي .. وابصرتني بعيبي وذنبي
    خليل ( بغضب ): أنا لا افهم هذا الهراء الذي تتفوه به .. أريد إجابة مختصرة .. أنا أم هى ؟!

    سكت عادل ولم يعرف ماذا يقول .. ثم أطرق برأسه أرضا قائلا
    عادل: لا يمكنني الإستغناء عن أمل ..
    عم الصمت المكان طويلا .. ثم قال خليل بحنقة
    خليل: فهمت .. أنت تختارها إذن ..
    هم عادل أن يتحدث إلا أن العم استوقفه قائلا
    خليل: لا أريد أن اسمع منك شيئا .. ولا أريد أن أرى صورتك في هذا المنزل .. اخرج أنت وحثالتك من هنا
    حاول عادل أن يبرر موقفه إلا أن خليل .. انصرف عنه وهو غاضب ..
    حزن عادل لذلك أشد الحزن .. وأحست أمل بالذنب لذلك .. ولكنه واساها وأخبرها بأن ما حدث بينه وبين عمه هو عبارة عن سحابة صيف عن قليل تنقشع ..
    خرج عادل وأمل إلى إحدى الشقق الخاصة بهم .. واعتبر تنقلهم إلى هنا هو فترة نقاهة كي تهدأ النفسيات قليلا .. وكما اعتبر وجودهم في هذه الشقة فرصة للتقرب من الله دون تنغيص من عمه
    كانت بالفعل كل سبل القرب من الله متاحة يسانده في ذلك زوجة صالحة تتقي الله فيه .. ولكنه ما أن استقرت نفسيته للطاعة حتى نغص عليه عمه بالتضييق عليه في التصرف في أمواله وممتلكاته وبدأ يعامله كعدو .. وليس كشريك معه في المال والأعمال ..
    كان عادل يتسائل دائما لماذا هذا الضيق النفسي يلازمه رغم تقربه الشديد من الله .. فاهتدى مع زوجته وإنه لربما سبب ذلك بأن ماله مالا حرام تم تنميته واستثماره بطرق غير مشروعة .. فقرر أخيرا وبعد سلسلة من المضايقات من قِبل عمه أن ينفصل بثروته عنه .. ليطهر ماله ويستخدمه في طاعة الله .. وهنا ظهر الوجه القبيح لخليل .. الذي أثبت بأن المال أهم من ابن أخيه الذي رباه .. فقد حاول أن يحرمه من ماله .. واستنكر لمطالبه .. مما اضطر بعادل أن يلجأ للقضاء للحصول على حقوقه مكرها
    كان حزينا جدا لما آل إليه الحال بينه وبين عمه .. وكان دائما ما يردد: أيعقل أن ذنوبنا تفعل ذلك بنا
    فترد عليه أمل: إنها ضريبة التوبة يا عادل ..
    عدة جلسات قضائية خاضها عادل .. انتهت بتوفيق من الله فكسب قضيته وأمر القاضي أن تقسم الأموال والعقارات بينهم كلا حسب أحقيته .. صحيح أن عادل لم يكن أبدا يتمنى أن تصل الأمور بينهم إلى هذا الحد .. إلا إنه كان سعيدا حين بدأ يتصرف في ممتلكاته كما يريد الله .. وبدأ عملية تطهير الأموال عن طريق الصدقات والتبرعات .. كان يوصل أمل لبعض بيوت المحتاجين الذين تعرفت عليهم عن طريق صديقتها عبير .. وقام أيضا بالتبرع لبناء المساجد ويضع في أي صندوق مخصص للتبرعات كل ما يتيسر في جيبه ولو كان مبلغا ضخما .. بدأت نفسيته تستقر مجددا .. وبدأت السعادة ترفرف عليه وعلى عائلته الصغيرة .. ولكن سرعان ما تبدد ذلك وانقشعت غيمة السعادة عن أسرته .. وحدث ما لم يكن في حسبانه .. إذ يتفاجئ ببلاغات وديون متراكمة وشيكات بدون رصيد تتطارده في كل العقارات والشركات التي أصبحت من نصيبه .. فانقلبت حياته رأسا على عقب .. يبيع هذا العقار من أجل أن ينقذ ذلك العقار .. ويدفع هذا المال من أجل ذلك الدين ..
    كانت أمل تدعو الله كثيرا أن يخلص زوجها من هذا الإبتلاء العظيم مخافة أن لا يشعر بالراحة بعد الإلتزام فينتكس .. أما هو .. فقد أحب هذا الدعاء وظل يردده في كل وقت وكل حين " اللهم إن لم يكن بك غضبك عليّ فلا أبالي " .. كانت الظروف الصعبة التي يمر بها تزيده صلابة وإقبال على الله ..
    سنة كاملة قضاها عادل في حالة لا يعلم بها إلا الله ليس له فيها بعد الله إلا زوجته التي تحملت معه كل ظروفه الصعبة .. مرت السنة الصعبة معلنة عن إفلاس عادل ..
    لقد ذهبت كل الممتلكات والعقارات والأموال .. تبقى له الشقة التي يسكنها والسيارة التي يمتلكها .. وبقايا ديون وافق أصحابها انتظاره حتى يتيسر أمره ..
    دخل عادل على أمل وعلى وجهه ابتسامة رضى قائلا
    عادل: أموال جلبت من حرام .. يأبى الله أن ترافقنا ..
    بهذه النفسية استقبل عادل الإفلاس .. ولكن هل يمكن أن تبقى نفسيته كذلك .. وإبتلاء عظيم يطل برأسه عليه ..

    ♻يتبع ..
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  6. #36
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة العشرون ٢٠

    ��" أني مغلوب " ��

    أصبح هم عادل الآن هو البحث عن وظيفة يستطيع من خلالها الخروج من الأزمة المالية التي يمر بها .. إضافة من أجل توفير الحياة الكريمة له ولزوجته وابنته المريضة بهجة .. وكان الإخفاق يلازمه حيثما ولى .. وكانت أمل له نعم السندوالمعين تذكره بالله وترفع من معنوياته كلما رأت سحابة يأس تخيم على رأسه. .
    علاقة عادل بربه بدأت تتحسن وتتقوى يوما بعد يوم .. ألا أن هناك أمرا كاد أن يفسد عليه الروحانية التي يعيشها .. فالإبتلاء الماضي على شدته لم يهز في إيمانه شعره .. ولكن هذه المرة .. يُبتلى عادل بعودة صديقاته إلى حياته من جديد ..
    رسائل واتصالات منهن .. البعض يطمئن عليه والبعض الآخر يعاتبه .. وبعضهن يرسلن عبارات الشوق والحنين له ..وكان عادل يتعامل مع رسائلهن بالقراءة وحسب فلا يرد على أي واحدة منهن .. وأما الإتصالات فيكتفي بأن يحيل هاتفه للوضع الصامت
    في هذا اليوم كان عادل متحمسا جدا فهو متجه لإجراء مقابلة .. وقد دعى الله وتوسل إليه بأن يوفقه .. دخل عادل ليستحم وكانت أمل تعد له الإفطار .. حين رن هاتفه رنيناً متواصلاً .. ما أن ينقطع حتى يعاود الإتصال .. اقتربت أمل من الهاتف فلعل المتصل يريد عادل على عجل أو لعله أحد أصحاب الشركات التي تقدم إليها عادل من أجل الوظيفة ..
    قرأت أمل اسم المتصل فكان " هام جدا " فظنت بالفعل بأنه صاحب إحدى الشركات .. فقررت أن ترد عليه لتخبره بأن ينتظر قليلا.. وكان ذلك من تقدير الله لها فحين رفعت السماعة وقبل حتى أن تتحدث سمعت صوتا أنثويا جذابا تقول صاحبته بتغنج " أين أنت يا عادل .. ؟! لما لا ترد علي ؟! ألهذه الدرجة أصبحت تكرهني ولا تريد سماع صوتي ؟ .. أعلم بأنك غاضب مني لأني ابتعدت عنك في تلك الفترة العصيبة التي مررت بها .. ولكني أقسم لك كنت مسافرة تلك الفترة وحين عدت حاولت اتواصل معك ولكن هاتفك مغلق .... عادل لما لا ترد علي .. " كانت أمل تستمع فقط .. وحين سمعت إلحاح المتصلة بأن يرد عليها عادل أغلقت السماعة في وجهها .. تضايقت كثيرا من هذا الإتصال .. وظلت تنظر للهاتف بإشمئزاز ..ثم ما لبثت أن بدأت تتجول في رسائل عادل .. وترا الكم الهائل من الرسائل التي كانت تصل إليه هذه الفترة .. ما بين حب وشوق وعتب ولوم .. وفضفضة ..
    شعرت بأنها بحاجة أن تنفس غيظها وغضبها بالصراخ في وجهه فكيف يسمح لنفسه وقد تاب أن يستقبل رسائل هؤلاء النسوة .. كانت مصممة أن تلقي عليه وبالا من الشتائم عند خروجه من الحمام .. فمهما يكن هى زوجته ومن حقها أن تغار عليه
    ظلت تستغفر الله كثيرا وتعوذت بالله من الشيطان الرجيم .. وتذكرت بأن كل هذه الرسائل هى بالنسبة لعادل ماضي ولابد أن يختفي .. فهى بفضل الله وبعونه حاضره ومستقبله ..
    ومن ثم هى قرأت رسائل بدون ردود .. لم تمسك عليه ردا واحدا على أي واحدة منهن .. فالرجل صادق في التوبة .. وتذكرت كلام كبيرة العاملات منذ فترة حين قالت بأن عادل حين تزوج بسمة كان بالفعل ينوي التخلص من العلاقات .. ولكن حينما صدته بسمة ولم تحتويه ولم يجد الوازع الديني انخرط في طريق الغواية .. إذن عليها أن تواصل مشوارها في صناعة عادل جديد .. تحتويه بحبها وتكون له سندا للوصول لربه .. تركت الهاتف حين أحست بخروجه من الحمام .. وأسرعت إليه تعطره وتبخره وهى تدعو الله له بالتوفيق. . قبلها عادل من رأسها قائلا
    عادل: أسأل الله أن لا يحرمني منك يا أعظم زوجة
    بعدها اتجه عادل إلى هاتفه فقد سمع رنينه قبل قليل .. أما هى فحين رأته متجها لهاتفه علمت بأنه سيكتشف بأنها قد ردت على الإتصال ولربما يتيقن بأنها قد قرأت الرسائل فتظاهرت بالإنشغال بالإفطار
    عادل .. حينما لم يرى مكالمة لم يتم الرد عليها اتجه لسجل المكالمات وبالفعل اتضح لديه بأن أمل ردت على صديقته القديمة .. ومباشرة استحضر موقف بسمة أمامه حينما رأته مع سوسن في ذلك اليوم العصيب
    يا ترى ماذا قالت لها ؟! وهل حكت لها عن ما تم بيني وبينها ..؟! وأمل هل صدقتها ؟!
    هذه الأسئلة دارت في ذهن عادل وهو يلتفت إلى أمل التي كانت توهمه بلا مبالاة ..
    عادل ( متشجعا ): لن ادعهن يفسدن علي حياتي مرتين ..
    ثم اتجه لأمل .. قائلا بتردد
    عادل: أ.. أمل ..
    التفت إليه بإبتسامة قائلة: نعم يا أعظم زوج في الدنيا
    أطرق برأسه قائلا: أنا لست كذلك .. ماذا قالت لكِ ؟
    لم تختفِ إبتسامتها حين قالت: من هى ؟!
    تلعثم عادل قليلا ثم قال: التي رددت عليها
    وضعت أمل يدها على كتف عادل قائلة له بثبات
    أمل: كانت تسأل عن عادل .. عادل القديم .. الذي مات منذ مدة ...لذا لم أطل الحديث معها .. لأن عادل الواقف أمامي الآن شخصا آخر مختلفا تماما عن عادل القديم ..
    اغرورقت عين عادل بالدموع .. وازداد يقينه بأن هذه المرأة كنز لا يعوض .. يالله كيف اشكرك على هذه النعمة .. لو أن بسمة سمحت لي ذلك اليوم أن اتكلم معها ..لما حدث ما حدث .. كان يتحدث مع نفسه فتمتم بالإستغفار .. قائلا: يا سبحان الله .. لقد حدث ما حدث ذلك اليوم كي أتوب .. والتقي بأمل.

    ثم نظر إلى هاتفه .. ثم رفع رأسه قائلا لها
    عادل: أين هاتفك يا أمل ؟!
    استغربت من سؤاله ولكنها احضرت له هاتفها واعطته إياه .. قام عادل بنقل رقما واحدا من بين مئات الأرقام التي ملئت هاتفه قائلا
    عادل: رقم سالم فقط الذي لا يمكن لعادل الجديد أن يستغني عنه ..
    ثم اتجه إلى الحمام مجددا وألقى بهاتفه وبداخله شريحته في المرحاض وقال مبتسما
    عادل: هذا المكان المناسب لك .. فلم تصحبني إلا إلى الحضيض

    ♻يتبع ....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  7. #37
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الحادية والعشرون ٢١

    ��" أني مغلوب " ��

    بعد ذلك الموقف الثابت الذي وقفه عادل أمام ماضيه .. تقدم خطوات كبيرة في علاقته بربه .. فقد عوضه الله عن هاتفه الذي قاده للمعاصي بالقرآن
    فقد أصبح رفيقه يتلوه ويحفظه .. كما حُبب إليه إرتياد المساجد .. لا يمل أبدا من المكوث فيها .. لقد بدأ يشعر حقا بالمقولة العظيمة القائلة " من وجد الله فماذا فقد ؟! " لقد أصبح أكثر يقينا بأنه لم يفقد شيء أبدا .. بل هو في نعمة عظيمة حينما وجد الله عز وجل
    إنه الآن في نعمة لو علم بها الملوك وابنائهم لجالدوه عليها بالسيوف .. ومستحيل أن يأتي ما يعكر عليه صفو علاقته بربه .. هكذا خُيل إليه .. فوسط إنشغاله بالتقرب من الله .. وبحثه عن الوظيفة المناسبة حدث ما لم يكن في الحسبان .. مرضت بهجة مرضا شديدا .. وظلت حالتها تسوء يوما بعد يوم .. وأصبحت طريحة الفراش في المستشفى .. كانت أمل معها في كل وقت وكل حين منفطرا قلبها عليها وهى تراها تذبل أمامهم ولا يستطيعون فعل شيء
    أما عن عادل فقد أصبح المسجد بيته يتضرع إلى الله في كل وقت وكل حين بأن يرفع البلاء عن ابنته
    أشرقت شمس ذلك معلنة .. رحيل بهجة .. كانت صدمة كبيرة جدا على عادل بكى في المستشفى على صغيرته بكاءا لم يبكيه من قبل .. حتى أشفق عليه كل من راه حينها .. وبعدما تم دفن الطفلة .. عاد عادل للشقة منهارا نفسيا .. وظل يبكي وينتحب أمام أمل قائلا
    عادل: أشعر بأن الله لا يحبني .. فكلما اقتربت منه أكثر .. ابتلاني بمصيبة أكبر .. إنه لا يقبلني ولا يقبل توبتي
    قال ذلك وانهار باكيا .. أثرت كلماته كثيرا على أمل التي قالت له بإيمان ويقين
    أمل: استغفر ربك يا عادل .. إن ما تقوله الآن هو التسخط بعينه
    نظر إليها بعينه الباكية قائلا: تسخط ؟! !
    هزت رأسها بنعم قائلة: نعم .. فحين نتذمر من قضاء الله ولسان حالنا يقول لماذا يحدث لنا ذلك .. فهذا تسخط على قضاء الله الحكيم المدبر
    أخذ عادل يتمتم بكلمات الإستغفار وهو يبكي بشدة .. ولم يكن عادل يمتص هذه الصدمة حتى صُدم مجددا بعمه .. يتوعده بالإنتقام منه لأنه تسبب بوفاة بهجة .. وقد نفذ كلامه بالفعل فألب أصحاب الشركات المديون لهن عادل بالمال ضده .. فثاروا عليه يريدون أموالهم في أقرب فرصة بل إن بعضهم أوصل الأمر للقضاء .. دارت الدنيا على عادل .. فاضطر أن يتخلص من سيارته كي يدفع ولو الشيء القليل من ديونه ..
    أصبح لا ينام هذه الفترة .. فهو متعب نفسيا .. كان يمسك بمصحفه طوال الوقت .. فسمعته أمل وهو يقرأ باكيا " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون " فبكى وبكى طويلا جدا ثم قال: لم أقدم شي في حياتي .. به ارفع عن نفسي وعن عائلتي هذا الكم العظيم من الإبتلاءات المتتالية
    تنهد بحرقة ثم قال منتحبا: يا الله ارحمني .. ما هذا الذنب العظيم الذي ارتكبته فتعاقبني بسببه هذا العقاب الأليم .
    كانت أمل تسمعه وتبكي .. لم تشأ أن تقطع عليه فضفضته مع ربه ..

    .. اثقل الدائنون على عادل .. حتى اضطر أن ينسى اليحث عن وظيفة .. بل أصبح يبحث عن عمل أي عمل ..

    ♻يتبع ...
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  8. #38
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الثانية والعشرون 2⃣2⃣

    ��" أني مغلوب " ��

    جائت عبير لتقدم واجب العزاء لصديقتها أمل وتواسيها لفقدان صغيرتهم بهجة .. وكان مجيئها كالسلوان بالنسبة لأمل التي راحت تفضفض لها عن ما يمر به عادل من إبتلاءات عديدة تدك من شدتها الجبال الرواسي ..
    تعجبت عبير من عظم الإبتلاءات والمصائب التي يمر بها عادل وأكبرت ثباته وصموده رغم إنه حديث عهد بتوبة ..فعلقت على ذلك بقولها
    عبير: أمل .. ماذا لو أن سبب هذه الإبتلاءات ذنب خفي لم يتمكن عادل حتى الآن من التوبة منه
    أمل ( مستبعدة ذلك ): لا أظن ذلك .. فعادل ولا أزكيه على الله .. صادق في العودة والإنابة إلى الله .. وكل ما يشتبه به بأنه يبعده عن ربه يتخلص منه سريعا ..
    سكتت قليلا وظلت تمسح على جبهتها مسحا خفيفا وهى تتألم لحال عادل ثم أردفت قائلة
    أمل: أشعر بأن خلف هذه الإبتلاءات أمرا جلل ولكن ما هو يا رب ؟
    عبير: ادعي الله له يا أمل أن يرفع عنه البلاء .. واطلبي منه أن يكثر من الإستغفار .. فما وقع بلاء إلا بذنب ولا يُرفع إلا بتوبة
    هزت أمل رأسها مستحسنة ما سمعت.. وتشجعت أن تبدأ مع زوجها حملة استغفار بنية رفع البلاء
    في الوقت الذي كانت فيه أمل تجلس مع عبير تتحدث عن حال عادل كان هو يجلس مع إمام أحد المساجد يطلب منه أن يعمل عاملا للتنظيف في المسجد .. نظر الإمام إلى هيئة عادل .. فمنظره يدل على إنه من طبقة راقية .. ابتسم له قائلا
    الإمام: يا بني .. إذا كانت الحياة قد ضاقت عليك فبإمكاني مساعدتك وسأجمع لك تبرعات من أهل الحي وممن يرتادون المسجد
    أطرق عادل برأسه أرضا .. وقال: لا يا شيخ .. هناك من هو أحوج مني للتبرعات أنا قادر على العمل .. وأريد أن اتذوق طعم المال الحلال الذي يأتي من كسب يدي ..
    فهم الإمام بأن خلف هذا الرجل قصة طويلة .. فقبل طلبه حتى يعفه عن سؤال الناس وعن المال الحرام قائلا له: يا بني ثق بأن العمل الذي تقوم به عملا عظيم وإن استحقرته الناس .. ويكفي بأن النبي افتقد المرأة التي كانت تنظف المسجد عندما ماتت وأصر على معرفة قبرها والصلاة عليها .
    باشر عادل العمل في المسجد وكان رغم معرفته بعظمة العمل الذي يقوم به.. إلا إنه كان شديد جدا على نفسه .. ليس لصعوبته ومشقته .. وإنما .. لإنكسار نفسه وخجلها حينما يدخل أحدهم دورات المياه ويراه ينظف هناك .. كان يشعر بالإحراج الشديد والخجل .. ولكنه قال لنفسه
    عادل ( محدثا نفسه ): لقد تجرأتي على مولاك بالمعاصي سنوات وسنوات .. فلابد أن تُكسري الآن وتُذلي
    كان يعمل في المسجد مقابل مبلغ زهيد يستلمه نهاية كل يوم .. ويعود لشقته وهو في قمة السعادة لذلك .. وبعد عدة أيام من العمل المتواصل .. اعطى عادل أمل مبلغ بسيط مما يحصل عليه وطلب منها أن تعطيه أي محتاج .. يريد بذلك أن يبارك الله له في رزقه ..
    وبعد بضعة أيام من العمل الدؤوب .. كان عادل قبيل الإقامة لصلاة العصر يتوضأ على عجل مخافة أن تفوته تكبيرة الإحرام .. فأسرع إلى المصلى .. وماء الوضوء يقطر منه ووقف بجوار أحد الرجال الذين وقفوا كي يُتموا الصف .. وما إن وقف عادل بجانبه حتى زجره الرجل ودفعه للخلف قائلا له
    الرجل: هذا ما ينقصني يقف بجواري منظف الحمامات ..
    تسمر عادل لهذه الكلمات .. وشعر أن الدنيا تدور به لقد أثرت كلمات الرجل فيه كثيرا .. وتركت بداخله شرخا من الصعب أن يبرئ ..
    انتظر عادل حتى تكتمل الصفوف ثم وقف في آخر الصف مخافة أن يتلقى إهانة أخرى..وما إن انطلق الإمام بتكبيرة الإحرام قائلا
    " الله أكبر " حتى أدمعت عينا عادل .. وظل يتجرع الغصات طوال وقت الصلاة ظل يستشعر اسم الله الكبير .. وكيف إنه كبير بجبروته وقدرته .. اتذكر يا عادل كيف كنت تبارزه بالمعاصي .. اتذكر كيف كنت مستغني عنه بمالك وجاهك ..اتذكر استهزاؤك لمواعظ سالم .. كم أنت اليوم صغير وحقير يا عادل.. وما أن فرغ من الصلاة حتى خلى بنفسه جانبا يدافع عبراته .. رجلا كان بالمقربة منه كانت يستمع إلى أزيزه وبكائه في صلاته.. وحين فرغ هو الآخر من صلاته إلتفت إلى عادل فأشفق لحاله .. فأخرج من جيبه بعض المال واتجه نحوه ووضع المال في حجر عادل وخرج من المسجد ..
    أمسك عادل بالمال وظل ينظر إليه متحسرا على الحالة التي وصل لها .. لقد أصبح الآن مثيرا للشفقة بكى عادل .. بكى على حاله طويلا
    عادل ( مناجيا ربه ): اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ..

    ♻يتبع ....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  9. #39
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الثالثة والعشرون٢٣

    ��" أني مغلوب " ��

    وضع عادل المال الذي تصدق به الرجل عليه في صندوق التبرعات الخاص بالمسجد .. ومن ثم خرج عازما على أن لا يعود إلى هنا مجددا وسيبحث له عن عملا جديد ..

    كان في مشوار بحثه عن العمل الجديد يتسائل مع نفسه .. يا ترى كيف صبر الفقير على ضنك العيش .. وكيف تحمل أعباء الحياة .. بل كيف استطاع أن يصمد أمام أذى المتكبرين الذين يحسبون بأنهم بأموالهم قد ملكوا الدنيا بما فيها ..
    إنه يتمنى الآن أن يصرخ في وجه كل غني يذكره ويعظه بأن كل شيء زائل فلا يغترن أحدا بماله ..
    إن ضغط الدائنين عليه ومطالبتهم المستمرة له بإعادة أموالهم جعله يخطو خطوة حساسة جدا .. لقد جلس هذه الليلة مع أمل وقال لها مترددا
    عادل: أمل .. الإسبوع القادم ستكون محاكمتي لعدم قدرتي على سداد المبلغ الذي يطالبني به بعض الدائنين .. ولم يعد لدي ما أبيعه .. سوى هذه الشقة ..
    تفاجئت أمل بهذه الكلمات وظلت تفكر مع نفسها إذا بِيعت الشقة فأين سيسكنون ؟!
    إلا أن عادل لم يتركها تفكر طويلا .. بل قال لها وهو ينظر إلى السقف محاولا الهرب من النظر إليها
    عادل: لقد تحملتي معي الكثير وتعبت كثيرا وأنت تتلقين معي الإبتلاء تلو الإبتلاء .. مهمتك كانت أن تعيدي لي الروح .. وقد أديتِ مهمتك على أكمل وجه .. حان الوقت كي ترتاحي يا أمل
    كانت أمل تستمع لكلماته تلك بإستغراب وما أن أتم حديثه حتى قالت له
    أمل: ماذا تقصد بحديثك هذا يا عادل ؟!
    عادل وقد اغرورقت عينه بالدمع: لم أعد قادر يا أمل أن أوفر لك حياة كريمة .. آخر شيء أملكه سأبيعه غدا .. لذا قررت أن اعيدك لمنزل أهلك وننفصل ..
    قال ذلك وخبأ وجهه بين كفيه ثم بكى .. تأثرت أمل كثيرا لحاله وكلماته واقتربت منه .. وابعدت كفيه عن وجهه .. ثم رفعت له رأسه بلطف .. وقالت له بإبتسامة صادقة
    أمل: أمل مستحيل أن تتخلى عن عادل .. مهما يكن فالإبتلاء الذي يمر به عادل تقاسمته معه أمل منذ البداية ..
    ثم أمسكت له يده بحنان قائلة
    أمل: لن أفلت يدي عن يدك حتى ندخل الجنة سويا
    عادل ( حزينا ): ولكن عادل لم يعد يملك شيء
    أمل: عادل حين كان يملك كل شيء خيره عمه بين كل شيء وبين أمل .. فاختار أمل التي لم تكن تملك حينها هى الأخرى أي شيء ... أتكون أمل الآن ناكرة المعروف والجميل .. إنها تختار عادل سوى إن كان معه شيء أو لم يكن
    قَبَل عادل رأس أمل سعيدا بما سمع منها .. واتفق معها أن تكون في منزل أهلها في الوقت الراهن .. وسيبذل هو قصارى جهده كي يوفر لها وله بيت يأويهما ..
    وبالفعل هذا ما حدث .. انتقلت أمل إلى منزل أهلها .. وكان عادل يزورها بين فترات متقاربة يطمئن عليها ويعطيها مما يحصل عليه من نقود
    هذه الفترة كان عادل يعمل حمالا لدى أحد المحلات الكبيرة .. وكان ينقل الأغراض للزبائن من المحل إلى سيارتهم .. هذا العمل كان راتبه جيد مقارنة بما كان يزاوله من أعمال .. وكالعادة في هذا اليوم كان ينقل الأغراض لرجل اشترى بعض الحاجيات من العمل .. ركب الرجل سيارته بعدما فتح لعادل الصندوق الخلفي للسيارة .. وعندما هم أن يعود للمحل سمع صوت يناديه بإسمه من داخل السيارة .. وهذا الصوت مألوف لديه .. والتفت وهو يحاول أن يوهم نفسه بأنه مجرد تشابه أصوات .. ولكنه حين التفت اكتشف إنها حقيقة وواقع .. كانت التي تنادي عليه من السيارة هى صديقته القديمة سوسن .. وما أن رآها حتى عادت ذكريات الماضي الأليم مجددا وأحس بقبح ذنبه في حق ربه .. وبجرمه في حق بسمة ..
    حين تيقنت سوسن بأنه عادل ابتسمت شامتة لحاله وأخرجت بعض المال من حقيبتها قائلة بسخرية واستهزاء
    سوسن: يبدو إنك تمر بلحظات حرجة .. خذ هذا المال ..لعله يكفيك لشراء فطيرة تسد بها جوعك
    نظر إليها عادل بنظرة بائسة .. وقال في نفسه
    عادل ( محدثا نفسه ): يالله .. حتى سوسن اليوم تشمت لحالي ..
    تجاهل عادل كلامها وانصرف عائدا للمحل .. هنا سألها الرجل الذي كان معها وهو زوجها الآن
    الرجل: من هذا الرجل ؟!
    سوسن ( مبتسمة ): عامل كان يشتغل مع أبي وطرده لقلة أدبه واحترامه

    لم يعد عادل قادرا للبقاء في هذا المكان .. طالما سوسن عرفت مكانه وعلمت بحاله
    ولكن إلى أين يذهب ؟!


    ♻يتبع ....
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

  10. #40
    عضو ذهبي الصورة الرمزية الصممت هيبةة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الدولة
    ‏يازمان الصمّت وش ذنب الحروف ! لا بغّت تحكي مُعااناتك ( شطر ) الوطن ديرة حنين .وفيهاا خوف
    المشاركات
    1,629
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الحلقة الرابعة والعشرون ٢٤

    ( قبل الأخيرة )

    ��" أني مغلوب " ��

    وبعدما ترك عادل المحل والعمل فيه .. بدأ رحلة بحث جديدة عن عمل .. يرتاد المحلات والأسواق لعله يجد عملا ولو بأبخس الأثمان ..
    وحين كان في السوق هذا اليوم يبحث عن العمل كعادته أمسك رجل بكتفه فجأة .. فإلتفت إليه بسرعة ليتعرف عليه .. مخافة أن يكون أحدا يذكره بماضيه التعيس .. ولكن سُري عنه حين رآه إمام المسجد الذي كان يعمل فيه يبتسم له قائلا
    الإمام: لماذا تركت المسجد يا عادل .. أنت حتى لم تأخذ أجرة ذلك اليوم الذي خرجت فيه
    تلعثم عادل ولم يعرف بماذا يجيب .. فوضع الإمام يده على كتفه قائلا
    الإمام: هل أذاك أحدا يا بني ؟!
    تنهد عادل بحرقة .. وهز رأسه بنعم .. ابتسم له الإمام قائلا
    الإمام: إذن لا ينفع أن نتحدث هكذا في وسط السوق .. تعال معي استضيفك في إحدى المقاهي ولنتحدث معا ..
    جلس عادل مع الإمام في المقهى وقص له ما حدث معه ذلك اليوم في المسجد والإحراج الشديد الذي تلقاه من الموقفين هناك
    كان الإمام يصغي لعادل بإهتمام شديد .. وفور إنتهاء عادل من الحديث قال له
    الإمام: بالنسبة للرجل الأول .. فمثل هذا .. نراه في كل مكان وفي جميع الأوساط .. الشخص الذي يرى نفسه بأنه فوق الكل ويحتقر كل من هم دونه .. ومؤكد يا بني بأنك واجهت مثله من قبل فحدسي يقول لي بأنك كنت مختلفا عما أراك عليه الآن ..
    تذكر عادل ماضيه وكيف كان هو ذلك الشخص المغرور الذي يرى نفسه فوق الكل .. وقطع عليه الإمام حبل تفكيره حين قال له
    الإمام: أما الرجل الثاني .. فهو لم يقصد الإساءة .. بل أراد مساعدتك دون تجريح أو احراج .. لذا ترك المال وانصرف
    هنا قاطعه عادل بقوله
    عادل: لم اتخيل يوما أن أكون مثيرا للشفقة ..
    ابتسم له الإمام مجددا قائلا
    الإمام: أنت مرتبط جدا بماضيك .. وكونك عزيز النفس فلا ضير في ذلك .. ولكن لا يجب أن تفر في كل مرة من قدرك
    ركز عادل مع عبارة ( لا يجب أن تفر في كل مرة من قدرك ) .. ولاحظ الإمام إن العبارة أثرت فيه لذا قال
    الإمام: إذا كنت تتوقع أن تجد مكان يعاملك فيه المحيطين بك كما تريد أنت فأنت واهم .. لابد أن تتعايش مع واقعك وترضى به حتى يرضيك الله
    هز عادل رأسه مؤيدا ما سمعه .. فهو فر من قدره من المسجد مخافة الإحراج لينصدم بشماتة سوسن في المحل فلو صبر على الإبتلاء الخفيف لما ابتلي بما هو أصعب منه ..
    ومجددا قطع عليه حبل أفكاره قائلا
    الإمام: هل ما زلت تبحث عن عمل ؟
    أجاب عادل على الفور: نعم أيها الشيخ
    الإمام: سبحان الله قبل المجيء إلى السوق كنت قد ودعت العامل الأسيوي الذي يعمل في البقالة التي امتلكها .. فلقد توفى والده .. فاضطر للسفر ولا يعلم متى سيعود .. لذا البقالة تحتاج إلى عامل.. فإذا كنت تريد العمل فيها ..
    قاطعه عادل سعيدا بما سمع قائلا
    عادل: نعم أريد .. أنا في أمس الحاجة إلى العمل
    بدأ عادل يزاول مهنة جديدة .. لكنه هذه المرة أكثر إصرار على المواصلة مهما كانت الظروف والتحديات .. لن يفر من قدره بعد اليوم ..
    كان عادل يدعو الله كثيرا أن يصرف عنه أي بلاء في عمله الجديد .. وكان طيلة وقته في العمل خائفا يترقب فقد اعتاد .. ما أن يستقر في عمل حتى يأتي ما ينغص عليه استقراره .. لم يشعر بمضي الأيام .. فقد كان يستفيد فترة الصباح من مواعظ الإمام .. ويستأنس العصر بأحاديث كبار السن الذين يتحلقون حول البقالة .. وفي المساء يلعب الأطفال بجوار البقالة فيلاعبهم ويداعبهم وهكذا مرت الأيام يوم بعد يوم حتى أكمل شهرا في العمل في البقالة .. لم يشعر به أبدا بل فاجئه الإمام حينما أعطاه راتبه .. وأعطاه يوميته الأخيرة جراء عمله في المسجد .. لم يصدق عادل عيناه .. فهذه أول مرة يمسك مبلغا كثيرا منذ يوم إفلاسه .. أخذه عادل وابتعد قليلا عن البقالة وتأكد من أن الإمام لا يراه فأخرج النقود مرة أخرى ظل يعدها مجددا وهو سعيد ..أخذ يتمتم بكلمات الشكر لله على توفيقه له ولأنه صرف عنه كل المنغصات لمدة شهرا كامل ..ثم قام بتوزيع المال فهذا سيسلمه لأمل تصرفه على نفسها وتساعد به أهلها .. وهذا سيدفعه على قلته لبعض الدائنين .. وهذا سيدخره من أجل توفير حياة كريمة له ولزوجته .. وأما هذا .. فسيتصدق به .. نعم سيتصدق هذه المرة صدقة شكر لله .. لن يعلم بها إلا الله .. فهو يعرف بيت أولئك المحتاجين الذين اعتاد أن يوصل أمل لتوصل لهم الصدقات .. وهم يعرفون أمل ولا يعرفونه .. لذا ستكون صدقة سرية لا يعلم بها حتى أقرب الناس لديه زوجته ..
    اتجه عادل لبيت تلك الأسرة المحتاجة وهو يشكر الله مئات المرات .. كانت المسافة بعيدة بعض الشيء إلا إنه نوى أن يكون مشيه هذا لله .. وصل لبيت تلك الأسرة وقبل أن يقرع الباب أخرج المبلغ الذي ينوي التصدق به ونظر إليه وهو يقول في نفسه
    عادل: يا رب تقبل مني .. واجعل هذه الصدقة فاتحة خير عليّ
    طرق الباب ووقف ينتظر أن يفتح له أصحاب المنزل .. وما أن فتحت الباب حتى تسمر في مكانه وشعر بأن الدم تجمد في عروقه واجحظ عينه وتصبب جبينه عرقا .. لقد عُرض عليه في هذه اللحظات شريط حياته .. لقد تذكر كل شيء .. وأخيرا عرف سر تلك الإبتلاءات في حياته .. إنها عبارة هذه المرأة الماثلة أمامه التي هزت بدعوتها السموات والأرض حين قالت " رب أني مغلوب فانتصر " .. ظل عادل يرجع للخلف .. لقد بدأ قلبه يخفق بشدة .. وشعر بأن كل شيء يلعنه ويطارده .. لذا فر هاربا وهو يركض .. أما عن المرأة فلم تعرفه .. فعادل الذي خدعها ذات يوم .. كان شابا مفتول العضلات أنيقا رشيقا يرتدي أفخم الملابس ويضع أجود العطور .. أما هذا فصورة مغايرة لما سبق ذكره .. استغربت المرأة من تصرفات هذا الرجل الذي طرق عليها باب منزلها وظنت بأنه مجنون لا يعرف ماذا يفعل .. لذا أغلقت بابها وعادت لأعمال بيتها ..
    أما عادل فظل يركض في الطريق يشعر بسياط " أني مغلوب فانتصر " مسلطة على ظهره تجلده بشدة .. لقد عرف أخيرا .. سر مرض بهجة .. ولماذا ماتت بسمة .. عرف سبب ذلك المرض الذي جعله شبه ميت .. ولماذا ورغم تحسن علاقته بربه ظل منزوع البركة والتوفيق .. عرف لماذا طرده عمه من منزله وكرهه .. عرف لماذا أفلس .. ولماذا باع سيارته وبيته .. ولماذا فقد ابنته ولماذا انكسر كبريائه فعمل منظفا وحمالا وباعا في بقالة .. لقد عرف كل شيء الآن ..عرف بأنه قد غفل عن دعوة مظلومة .. ورب السموات والأرض لم يغفل عنها .. فأين يفر الآن وأين يهرب .. ورب المغلوبة ينتصر لها

    ♻يتبع ..
    ‏خذها من الي ما يبوح بوداعه ودعتك الي ما يضيّع وديعهه 💭💙

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 2345 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م