عنوان الحلقة :سفـر بلا وداع
كثيرا مايسافر الناس لقضاء شؤون حياتهم المختلفة مادية كانت أومعنوية فالسفر لايمكن أن يستغني عنه كثير من الناس فيسافر المرء إما طلبا للعلم وإما سياحة في الأرض وإما تجارة أو لحج أو نحوه من الأغراض المشروعة.
ومما يؤسف له أن كثيرا من المسافرين في أيامنا هذه يسافرون دون إخبار أحد فيتركون وداع الوالدين والأهل والأقارب والأصدقاء وسائر أحبابهم مما ينتج عنه الحزن والمؤاخذه على المسافر الذي سافر عنهم دون أن يخبرهم ويودعهم لذا يستحب للمسافر إذا أراد السفر أن يودع أهله وأقاربه وإخوانه فإن الله جاعل في دعائهم بركة
قال الشعبي: السنة إذا قدم رجل من سفر أن يأتيه إخوانه فيسلموا عليه وإذا خرج إلى سفر أن يأتيهم فيودعهم ويغتنم دعاءهم.
وقد كان من هدي رسول الله ﷺ الحرص على وداع الأهل والأقارب والأصدقاء والدعاء لهم وطلب الدعاء منهم فكان عليه السلام يقول لمن أراد السفر من صحابته:
(أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول للرجل إذا أراد السفر:
(ادنُ مني أودعك كما كان رسول الله ﷺ يودعنا فيقول
أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك).
وأذا ركب المسافر وسيلة النقل فيستحب أن يقول ماثبت عن النبي ﷺ أنه قال عند ركوب دابته :
(الله أكبر الله أكبر الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ماترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل)
.وإذا رجع قالهن وزاد فيهن
(آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون).
ويغفل كثير من المسافرين عن الدعاء أثناء سفرهم رغم أن للمسافر دعوة مستجابة في سفره فينبغي للمسافر أن يغتنم سفره فيدعو لنفسه ووالديه وسائر أحبابه.
ويخطيء بعض المسافرين بالسفر وعليهم حقوق لبعض الناس وهم لايدرون ماذا سيعرض لهم في سفرهم وهل سيعودون من سفرهم سالمين أم لا لذا ينبغي أن يحرص المسلم قبل سفره على رد جميع الحقوق من ديون وودائع وأمانات لأصحابها وأن يتحلل ممن كان عليه مظلمة منه ما استطاع إلى ذلك سبيلا. وإن لم يتمكن من رد الديون والأمانات إلى أهلها فعليه أن يوكل من يقضيها عنه.
ويستحب تعجيل المسافر لعودته إلى بلده بعد الفراغ من الحاجة التي سافر من أجلها ولايمكث في سفره فوق حاجته
لقوله ﷺ : (السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى أحدكم نهمته أي حاجته فليعجل رجوعه إلى أهله) .
اللهَّم إني أسالك توفيقاً في طريقي، وراحه في نفسي ،وتيسيراً لأمري، ربي أعوذ بك من شتات الأمر، ومسّ الضُّر و ضيق الصدر،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،





رد مع اقتباس