الفكر صياد*
والقلم بندقية صيد
والحروف عصافير تعشش على أغصان شفاة اللغة
هذه لوحة قد رسمتها في الماضي على جدران الخيال التي تطوق ذهن طفل كله شيطنة
سمو اللفظ أنولد في ربوع السلطنة!!
واليوم سطور الورق كأنها ميدان سباق
وقلمي طفل يتلعثم في كلامة لكنة أنولد فارس وخيال!!!
يمتطي صهوة الحرف و يغازل أمي!!!
وأنا أتأمله بغرابة !!
الغيرة لونت وجهي بألوان العتاب!!
القلم يحاول أستفزازي
يرسم بالضوء تعبير عشق مجازي!!
وأمسكت بالقلم وكتمت أنفاسة
وصرخ هو ويحتضر
الموت له لذة في أحضانك!!
أعذرني يا أيها القلم
فهذه أمي
سأكسر أحد ضلوعي
قلما للكتابة عنها
وسيسكون بدال الحبر دمي مدادا لنصي الأدبي
أود أن أخط لها سمو الحرف من طفرة الشوق
الكاتب يجب أن يعدم قلمه إن لم يتقن فن العزف!!
على سلم أفكاري الموسيقي سأعزفها سمفونية أدبية!!
قبل أﺫﺍﻥ الفجر
وأنا محتمي تحت شرشف الحلم
ﺗﺼﺤو ﻋﻨﺎﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ وسنابل الرضا
لتنشر ﺻﻮﺗﻬﺎ على مسرح مسامعي*
أجل ﺃﻣﻲ ﺗﻨﺎﺩﻳﻨﻲ ﻗﻢ يا بني ﺻﻞ
ومن نافذة لك الملك يا الله طل!!
هذه الذكرى كانت توقظني من منامي وأنا في سفري
في نظر أمي أنا لا زلت طفل لم يفطم بعد!!
كلما تشاغبني صور مخيلتي الطفولية المحمومة أتبعثر كالوريقات على بستانها*
عندها تغرق في عيناي أغلى المشاعر
ولا أراني ولا تعد تراني
أزمنتي*!!
أماه كلما رحلت عنك تشتاق لغتي لكلماتك!!
خذيها إليك وأنا سأصوغ جسدي عقدا في عنق عواطفك
اواه يا أمي أني خائف أن تهوي اللهفة في نبضي
وأهوي أنا معها في بحر دموعي التي تغلي لأجلك!!
وأنا رجل من الثلج سريع الذوبان في بحر الدموع
أماه رغم الخوف الذي يسكنني وأنا في غربتي
ورغم وحشة الفراغات التي تطوفني في غرفتي
هذا أنا أنظري ألي عن بعد عبر تكنولوجيا الأتصال
والمكالمات المرئية
فأنا مسافر في ذاكرتي الولهى
لأعبر أليك*
أني أقرأ الأوهام وأنا بعيد عنك باتساع المدى
وضعت صورتك في قلبي
علها تكلمني وتأنس وحدتي
أقرأ فيها ألم الفراق
وأقرأ مرة ثانية فيني الاشتياق
أماه سأهجر الكون كله
لأجلك
وإلى أن أعانق النور برؤيتك سأنام وحدي في صومعتي
وعند منتصف الليل سأشهد
الوقت على مرارة واقعي وأنت بعيدة عني
وسأعلن الحداد على صبري*
بين الطرقات في مدينتي وسأقرع أجراس اللهفة أليك
فليس لدي القدرة على تحمل الصبر في غيابك
ﻋﻠﻰ صدر أمي سوف أﺩفن ﻭﺟﻬﻲ ﻓﻲ أﻣﺎﻥ!!
وعلى أجفاني سوف أسلخ أحلامي إن جننت وقررت مفارقة هذا الوطن الشعوري الخصب مرة أخرى
♢♢♢♢♢♢♢
♢♢♢♢♢♢
♢♢♢♢♢
♢♢♢♢
♢♢♢
♢♢
♢
هدوء المطر كالعادة فأنت سموت بالحرف جمالا
كيف تنتزعين الأنظار منا ... رحم الله أمك وأمنا جميعا وأسكنها فسيح جناته....
مرارة تعتصر الأفئدة عند فقد الأم
عند فقد الرمز
عند فقد الكيان
عند فقد جنة الدنيا وبريقها
هدوء المطر هو قدر لا بد أن نرضخ له رغم مرارته ولكن هناك رب كريم جعل للموت حياة أبدية ...
شكرا لحرفك سيدتي