غار حراء هو الغار الذي كان يختلي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نزول القرآن عليه بواسطة جبريل عليه السلام. فغار حراء هو المكان الذي نزل الوحي فيه لأول مرة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وغار حراء يقع في أعلى جبل حراء أو كما يسمى "جبل النور" وحق له أن يسمى كذلك، وكيف لا ؟ وعليه مهبط الوحى الأول إلى خير خلق الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وعليه اتصل وحى السماء بالأرض، فجاءت اولى آيات الفرقان وفيها كل مافيها من كلمات من نور الحق إلى الناس، قليلة فى عددها، وبلا نهاية فى معانيها ونورها، و أمر بالعلم مفتوح ينم عن روح هذه الرسالة الجامعة الخاتمة، على هذه الدروب سارت خطى محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه لسنوات قبل البعثة يعلم الله عددها، مبتعدا عن باطل قومه، متاملا متفكرا فى ملكوت الله باحثا عن الحق ,
وجبل النور يقع شرق مكة المكرمة على يسار الذاهب الى عرفات، وارتفاعه 634متر. يبعد جبل حراء تقريباً مسافة أربعة كيلومترات عن الحرم الشريف.
وغار حراء هو عبارة عن فجوة في الجبل، بابها نحو الشمال، طولها أربعة أذرع وعرضها ذراع وثلاثة أربعاع ويمكن لخمسة أشخاص فقط الجلوس فيها في آن واحد. والداخل لغار حراء يكون متجهاً نحو الكعبة المشرفة كما ويمكن للواقف على الجبل أن يرى مكة وابنيتها.
غار حراء حيث كان يتعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما تقارب محمد(صلى الله عليه وسلم) سن الاربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه و بين قومه, و حبب إليه الخلاء, فكان يأخذ الماء و السويق, و يذهب إلى غار حراء على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان و يقضى وقته فى العبادة و التفكر فيما حوله من مشاهد الكون و فيما وراءها من قدرة مبدعة, وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك, و لكن ليس لديه طريق واضح, و لا منهج محدد و لا طريق قاصد يطمئن إليه و يرضاه و كان اختياره لهذه العزلة طرفا من تدبير الله له، و ليكون انقطاعه عن شواغل الأرض و ضَجَّة الحياة و هموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى و تغيير وجه الأرض، و تعديل خط التاريخ... دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، و يتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله.
جبريل يتنزل بالوحي
نزل الوحي لأول مرّة على رسول الله محمد(صلى الله عليه وسلم) وهو في غار حراء، حيث جاء جبريل فقال: اقرأ: قال: (ما أنا بقارئ)، قال: (فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: مـا أنـا بقـارئ، قـال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلـغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ سورة العلق
فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: (زَمِّلُونى زملونى)، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: (ما لي؟) فأخبرها الخبر، (لقد خشيت على نفسي)، فقالت خديجة: كلا، و الله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، و تحمل الكل، و تكسب المعدوم، و تقرى الضيف، و تعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل و كان قد تنصر في الجاهلية، و كان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، و كان شيخًا كبيراً فأخبره خبر ما رأي، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى. و قد جاءه جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء و الأرض، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض] فذهب إلى خديجة فقال: [زملوني، زملوني]، دثرونى، وصبوا على ماءً بارداً)، فنزلت:
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ سورة المدثر