قبلَ عام .. على نفسِ الطاولة التي أكتبُ عليها خاطرتي الحالية ..
كانت رسائلُكَ مُنتثرةً هُنا و هُناكَ ، محشوةٌ بِأشعاركَ الغزلية لي ..
و في نفسِ اليومِ مِن ذاكَ العام .. ها هيَ أنا أشقُ طريقي عبرَ أوراقيَ إلى وطنكَ
الذي جُننتُ حنيناً إليه .. ها هيَ أنا أستعيدُ شريطَ ذاكرتي معك ..
و أُغرِقُ قلبي في عُمقِ بحرِ الشوق .. لِتُصيبني ألفَ غصةٍ و غصة ..
فَقبلَ رحيلكَ و انضمامكَ إلى عالمِ الغياب ، لم تترُك لي أيةَ رِسالةٍ
أتفحصُ كلِماتها كُلما غلبني الشوقُ إليك ..
رحلتَ فجأة .. و قتلتني فجأة .. و كأنني لم أكُن يوماً في حياتك ..
ألستُ زهرتَكَ التي كُنت تدعي بِأنها أجملُ مِن كُلِ زهورِ العالم !!
أم أنكَ رتبتَ أولوياتكَ مِن دوني ، فَرميتني خلفَ ظهركَ .. و مضيتَ ..
دونَ أن تترُكَ أثراً لِجريمتك !!
فَأصبحَ غيابُكَ لٌغزٌ عجِزتُ عن تفكيكه .. و لكنني وهبتُكَ عُذراً فوقَ عُذر ..
و اسميتُكَ " عُمري " فوقَ كُلِ ما حصل ..
عُمريَ الذي باتَ يخبو نورهُ لِيميلَ إلى الغروب .. !
أحِنُ إلى الاحتماءِ في وطنك ..
وطنكَ الذي أجدُني فيهِ مُجردةٌ مِنَ كُلِ الأحزانِ و الهموم ..
تستقبلُني أنتَ على بابهِ و تشُدُني مِن يدي إلى حُضنكَ الذي أتوقُ إليهِ
كُلَ يومٍ .. و كُل هنيهة .. حُضنكَ الذي يقيني بردَ شِتاءِ الأسى العاصِف ..
أحِنُ إلى الاحتماءِ في وطنك .. كَجُزيئاتِ زهرةِ الهندباء
التي تبحثُ عن مكانٍ لِتحِطَ عليه ..
أحِنُ إلى الاحتماءِ في وطنك .. كي أشعُرَ بِأنني على قيدِ الحياة ..
و تنتهي كوابيسُ الأسى التي تُلاحقُني و أنتَ بعيداً عني ..
(
ذِكرياتنا المُعلقة بينَ حدودِ البُعد ..
آماليَ التي رسمتُها و انا معك ..
و غُرفةُ مُحادثةٍ أصبحتْ مهجورة
نبتتْ بِها شِباكَ الشوق
فَاصطادتني تِلكَ الشِباك
لِأبقى ضحية الانتظار ..
ضحية الألم .. و الحنينُ الصامت .. )
ذلكَ ما حاولتُ أن أضعهُ خاتمةً لِروايتنا المنسية ..
كتبتُها على قطعةِ ورقٍ و أنا أعودُ لِنفسِ المكانِ الذي
تآلفت بِهِ أرواحنا و امتزجتْ بِهِ أحاسيسنا ..
زهرة الأحلام
19/7/2016
مُلاحظة : ليسَ كُل ما أكتُب عنهُ .. يُمثلُني فِعلاً !