عنوان الحلقة: التذبيح
الركوع من أركان الصلاة، ومن تركه متعمدا أو ناسيا بطلت صلاته، قال تعالى "{واركعوا مع الراكعين }البقرة ٤٣ ،وقال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩} الحج ٧٧ وأيضا قوله ﷺ في حديث المسيء صلاته :عن أبي هريرة -رضي الله عنه -أن رسول الله ﷺ دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، فسلم على النبي ﷺ فرد وقال :ارجع فصل، فإنك لم تصل، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي ﷺ،فقال : ارجع فصل فإنك لم تصل -ثلاثا- فقال :والذي بعثك بالحق ما احسن غيره، فعلمني، فقال :إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ،ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ، وافعل ذلك في صلاتك كلها ).
وذهب جمهور الفقهاء إلى أن أكمل هيئات الركوع، أن يهوي المصلي بعد أن يفرغ من القراءة في الصلاة إلى الركوع بالتكبير، فينحني بحيث يستوي ظهره وعنقه، أي :يمدهما بانحناء خالص بحيث يصيران كالصفيحة الواحدة، ولا يخفض ظهره عن عنقه ولا يرفعه، وينصب ساقيه وفخذيه، ولا يثني ركبتيه، ويأخذ ركبتيه بيديه، ويفرق بين أصابعه لجهة القبلة، فإن لم يمكنه وضع اليدين على الركبتين أرسلهما، ويجافي الرجل مرفقيه عن جنبيه، أما المرأة فتضم بعضها إلى بعض، لما روي عنه ﷺ أنه كان إذا ركعة يستوي حتى لو وضع قدح من ماء على ظهره لم يُهراق .
وللأسف فإن كثيرا من المصلين لا يحسنون هيئة الركوع، ويقعون في الكثيرمن المخالفات، منها عدم الطمأنينة أثناء الركوع والاعتدال منه، وهذا الخطأ مبطل للصلاة على قول جمهور الفقهاء.
وأقل الطمأنينة في الركوع، هو أن يمكث المصلي في هيئة الركوع حتى تستقر أعضاؤه راكعا قدر تسبيحه، روى أبو قتادة عن النبي ﷺ قال أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قيل :وكيف يسرق من صلاته؟ قال :لا يتم ركوعها ولا سجودها).
ومن الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عدم استواء الظهر في حالة الركوع مع القدرة، حيث ينبغي أن يكون الظهر مستويا، وأن يصوب رأسه في ركوعه، فيكون رأسه أخفض مما بين كتفيه، ويكون مما بين كتفيه أخفض من بقية ظهره ،وبعض المصلين إذاصلى يسوى ظهره، ولكنه يطأطيء برأسه أثناء الركوع حتى يكون أخفض عن مستوى ظهره،وتلامس ذقنه صدره، وهذا هو التذبيح المنهي عنه في الأثر، لما روي عن النبي ﷺ أنه نهى أن يذبح الرجل في صلاته كما يذبح الحمام.
ويستحب الذكر في الركوع بلفظ :"سبحان ربي العظيم "، وكما يستحب للمصلي أن يقول عند الرفع من الركوع :"سمع الله لمن حمده " فإذا استوى قائما فليقل :"ربنا ولك الحمد "،عن أبي هريرة رضي الله عنه _أن رسول الله ﷺ قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده قال من خلفه :ربنا ولك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )،ويستحب الزيادة على ذلك بأن يقول المصلي بعدها ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه)،وينبغي للمسلم الحرص على إكمال الصلاة وفعل ما يسن فيها، فإن الغاية من الركوع كمال الخضوع والتذلل، وتمام ذلك بالانحناء الكامل ليكون عبادة لله تعالى،ظاهرة متميزة عن غيرها.
اللهم اجعلنا من الذين هم على صلاتهم دائمون، ومن الذين هم على صلاتهم يحافظون، ومن الذين هم في صلاتهم خاشعون،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،