
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت
قضية الزمن
تعرض القضاء العُماني لهزه عنيفة في الأيام القليله الماضيه ولا زالت تداعيات القضيه التي فجرتها جريدة الزمن بمباركة ومساندة الضالعين في الفساد - سواءً برشوه او سكوت عن الحق حسب اعترافاتهم - تشغل الرأي العام العُماني وتضع المواطن في حيرةٍ من أمره وهو المواطن الذي لم يعتاد على مثل هذه الهزات طيلة حياته، ولا على مثل هذه الجرأه الصحفيه، التي نعتبرها في أعرافنا وتقاليدنا الثقافيه تجاوزت على الأقل الادب الصحفي، وتعدت حرية الرأي والرأي الاخر، بإقحامها اسماء أشخاص ممن نعدهم السد المنيع، و الحرس الأمين، لمقدرات الدوله ،وأمنها وحقوق مواطنيها، وسكانها، وهم رئيس المحكمه العليا، والمدعي العام و رئيس جهاز الأمن. وذا صدقت الزمن في سبقها الصحفي فإن الأمر خطير جداً.
ولكن لنتناول الموضوع بشئ من المنطق والمصداقية دون التحيّز الى فئيه معينة بأنها صاحبة الحق وان الآخرين هم من يعيث في الأرض فساداً. لذلك سنتناول أركان القضيه الرئيسيه بشي من التحليل بعيداً عن التعاطف
والإملاءات التي تعرضوا لها.
اولا : رشمي: الكثير منا يسمع عن رشمي وقضية رشمي فمن هي رشمي هذه؟ وما هي قصتها،التي هزت منظومه كامله وأصبحت حديث الشارع؟
رشمي إمرأة هندية تدين بالديانة الهندوسية تزوجت سراً من الملياردير الهندي أجيت كومار كارسينداس كزوجة ثانيه لأن الديانه الهندوسية لا تسمح بالزواج الا بواحده – وهنا يتبين لنا عظمة الاسلام ومعجزة نبينا محمد الذي أجاز للرجل الزواج بأربعة –
اخفى كومار كارسينداس زواجه بسرية تامه وقد أنجب من رشمي ولد اسماه بروبيب او برديب واستخرج له ما يثبت انه ولده من شهادة ميلاد وجواز سفر وغيره، مات كومار في عام ٢٠١١ وخلف ثروه هائلة وعندما طالبت رشمي بحقوق ولدها برديب والبالغ ٧ مليون ريال عماني رفض اخوانه الآخرون ولم يعترفوا به وانكروا ان يكون ابنهم رفعت رشمي قضية بتاريخ 11-05-2011 لإثبات نسب ابنها لوالده. الا ان تضارب القوانين الوضعية بين الدولتين، خلقت هذه الاشكالية الشائكة فحسب قانون الاحوال الشخصيه العماني المطبق للمسلمين فإن برديب يرث
ولكن حسب المادة ٢٨٢ من قانون الاحوال المطبق على غير المسلمين وبالعودة الى قانون الدوله التي ينتمي اليها المتخاصمين الهند فإنه لا يجوز الزواج بأكثر من زوجه وبالتالي الابن يعتبر غير شرعي ولا يرث ، برديب حكم له في المحكمه الابتدائيه بسبعة مليون نصيبه من الورث الا ان اخوانه طعنوا في الحكم واستأنفوه وأيدت محكمة الاستئناف الحكم واستمر الطعن لتصل القضية الى المحكمه العليا وتجمد هناك بدون حكم ، وبمتابعة حيثيات القضيه فإن عذر المحكمه العليا تداخل القوانين بحيث بإمكان برديب ان يرث من وجهة نظر ومن وجهة نظر اخرى برديب لا يرث شئياً، ما صرحت به الزمن وأيده نائب رئيس المحكمه العليا ووضحه مظاهر التاجر ان الرئيس تم رشوته بمبلغ ٧٥٠ الف ريال لتغير الحكم وانه قبل ذلك ، ولكن ما صدر من المحكمه يؤكد ان القضيه شائكة ولم يتم ألَّبت فيها حتى الان بما يوحي بأن النائب ومظاهر هم من تم رشوتهم لإثارة القضيه ولإسراع الحكم فيها لصالح رشمي، في كل الاحوال لا نستبعد رشوة الجميع وربما ان عائلة كومار ستطلع من المولد بلا حُمُّص على قول اخواننا المصريين، بعد ان تسابقوا بتوزيع ثروتهم كرشاوي وهدايا لمن يملكون قرار التغيير.
ثانياً: رئيس المحكمه العليا
رجل أُتهم بالفساد وبقبول الرشوه من قبل مظاهر التاجر سابقاً ومن قبل جريدة الزمن لاحقاً وبشهادة نائبه مؤخراً ، وحقيقةً لا يوجد دخان بدون نار، وبتطبيق مبدأ من أين لك هذا ؟؟؟ أتوقع بأن ثروة جنابه وقصوره وأمواله لم يجنيها من راتبه الشهري وان كان راتبه ١٠ آلاف ريال !! إذاً هناك شك وشك كبير، واحتمالية الإدانة اقرب من إحتمالية البراءه ولكن من يحاكم الرجل ؟! فهو القاضي الاول والأخير ولا سلطة فوق سلطة القضاء، وهذه الاخيرة هي من جرّأت القضاه وأعطتهم السلطة المطلقه ولم يعيروا لآيات الله وزناً ولا لأحاديث نبيه قيمه بل مالوا كل الميل فويلٌ لهم من قاضي السماء قال سبحانه مخاطبًا عبده الصالح داود عليه السلام بقوله

يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) .وقال سبحانه مخاطبًا عباده المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)
وقال جل ثناؤه: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة. رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاضٍ قضى الحق فذلك في الجنّة. رواه الترمذي.
ثالثاً: مظاهر التاجر
رجل فاسد خبيث راشي فاسق منحل ادبياً واخلاقياً ، باعترافاته شخصياً وهو لعب دور الشيطان ان كان صادقاً فيما من رشاهم قاموا بدور ابينا آدم عليه السلام، فالشيطان أغرى آدم بالشجره وأوهمه بأنها شجرة الخلد وان الله سبحانه لم يمنعه منها الا لكي لا يكون من الخالدين ، والنفس آمارة بالسؤ ، فعندما يعرض هذا الشيطان ملايينه على هؤلاء فإن مقاومة الانسان تكون ضعيفه الا من ثبته الله بقوة الإيمان وباستشعار لعظمة الله وعظمة الذنب. كل من سقط في فخ هذا الخبيث عليهم ان يستغفروا الله لذنوبهم ،اما مظاهر فلن نقبل منه ان يقوم بدور الوطني والبطل وهو سبب رئيسي للفساد والاحتيال ان صدق فيما يدعي!!
كذلك من هو مظاهر حتى يوهمنا كذباً وزوراً
بأنه قابل السلطان في ألمانيا وانه أيده وأيد قضيته، من هو مظاهر حتى يصدر قائمة بالوزراء وولي العهد ورئيس الوزراء؟؟!!
من هو مظاهر حتى يغرد كذباً وزوراً بأن غداً في الساعه الثامنة ستسمعون خبراً طيباً ، وكأنه كاتب المراسيم السلطانيه او مستشاره الخاص؟؟؟! من هو مظاهر حتى يطلق تغريده الوطن ينتصر وكيف يحجم الوطن في مظاهر الفاسد؟؟؟! من هو مظاهر حتى يتصل برجال القضاء سواءً كانوا فاسدين او صالحين ويستفزهم ويتشمت فيهم ويسجلهم فيديو ويرسلهم في جروبات الواتساب داخل وخارج السلطنه؟!! من هو مظاهر الذي لم تستطع السلطات حبسه ولا القبض عليه رغم فساده وإثارته للفتن بين مؤسسات الدوله ومواطنيها ؟؟
من يقف خلفه ؟؟؟؟؟؟ من يدعمه؟؟؟! لمصلحة من يعمل؟؟؟!.
رابعاً : نائب رئيس المحكمه العليا
هذا الرجل لم اثق ابداً فيما يقول وان كان صادقاً فهو لم يقول الحقيقه التي سكت عنها ثلاثين عاما لوجه الله إنما لحاجة في نفس يعقوب، ربما وأقول ربما رشوة من الجانب الاخر لتحريك المياه الراكده، ربما فعلاً انه صادق فمن الذي اسكته ؟ لماذا لم يقوم بمخاطبة سلطان البلاد شخصياً بهذا الموضوع أو من ينوب عنه قبل التشهير والفضائح في الجرائد،كيف يدعي بأنه سيفرج عن المعتقليين كذباً وكيف يقول بأن السلطان كلفه بإعتقال رئيس المحكمه ونائبه وهذا الشي لم يحدث؟!
علامات استفهام كبيره نضعها تحت هذا الرجل ؟؟ من هو ومن دفعه لهذا وماذا سيجني بعد ذلك؟.
خامساً: جريدة الزمن
جريدة الزمن كانت كالنافذة التي استطعنا من خلالها ان نستنشق الهواء، هواء حرية الصحافه وحرية الرأي وتناولت قضايا مهمه تخص البلد وأوضاعه وكان لها اثر كبير في تغيير النظره للصحافة العمانيه التي ما كنّا نستخدم جرائدها الا على موائد الطعام، ولكن هذه النافذة دخل منها الصالح والطالح وبدون فلتره وهكذا كانت نهايتها الاغلاق ، مع أمنياتنا القلبيه بعودة الجريدة ، لإنها منبر حر ورأي لمن لارأي له.
اخيراً هؤلاء الخمس المذكورين لا يعتبرون الا قطع على رقعة الشطرنج تلعب بهم أيادي خفيه خارجيه كانت او داخليه لتمرير اجندات معينه وسياسات اكبر منهم سيقذف بهم بعد نهاية اللعبة الى تابوتها محنطين باللبان ومعطرين بالمسك والكاذي ، إذاً اللعبه اكبر من الجميع والإرهاصات ستعقبها تغييرات جذريه
وهناك أمور مخفيه ستتضح مع الأيام القادمه
ما نتمناه ان لا نكون شركاء في هذه اللعبه القذره اذا جاز التعبير وان نترك معركة الحيتان للحيتان ومن أراد ان يلعب دور السردين فلا مستقبل له الى مزبلة التاريخ.
حفظ الله بلادنا وقائدها من كل سوء وأنعم علينا بأمنه وأمانه وطهرها من كل فاسد وجاحد وخبيث.
بقلم : سالم فاضل