عنوان الحلقة:لو أني فعلت
رضى الله تعالى أفضل ما يمكن أن يحصده العبد في الدارين، ومن رضى الله على عبده أن يرزقه القناعة الكاملة بخيرية ما قدره له على أي حال هو فيه، حيث يستشعر المؤمن الصادق أن كل ما يحدث له هو الأفضل والأمثل لظروفه،فيحب الحال الذي قدره الله تعالى وأحبه له،قال تعالى :{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون }هود ٢١٦ .
والرضى قوة نفسية تبث في النفس السكينة والطمأنينة ،فإذا ما أصاب المؤمن بلاء أو شر، فإنه يتحمل ويصبر، ولا يجزع،ويحمد الله، ويدعوه أن يرفعه عنه، ولا يتحسر على ما فاته من خير.يقول سبحانه:{ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير• لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم والله لا يحب كل مختال فخور }الحديد ٢٢-٢٣ .
وللأسف فكثيرا ما نسمع قول البعض نادما ومتألما وساخطا على القدر لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولو أني لم أفعل كذا لم يكن كذا )،وهذا مما لا يجوز للمرء أن يقوله لقول النبي ﷺ المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل :لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل :قدر الله وماشاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان )، فبين الرسول ﷺ أن (لو) تفتح بابا لوساوس الشيطان وهمزاته.
لذا ينبغي للمرء التسليم بما حصل، واليقين بأن ما أصابه لا بد من حصوله، وأن ماشاءالله لابد أن يقع على مشيئته -جل وعلا - وعلى ذلك فإذا أصاب العبد ما يكرهه، أو فاته أمر من أمور الدنيا، فلا ينسب ذلك إلى ترك بعض الأسباب التي يظن نفعها لو فعلها، بل أنه يسكن إلى قضاء الله وقدره؛ ليزداد إيمانه، وتستريح نفسه.
والعبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه،كما قال رسول الله ﷺلكل شيء حقيقة،وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ).
ولا بأس على من قال (لو) فيما فات الإنسان من خير ليصلح بها عمله، ويهذب بها نفسه، ويتدارك ما فاته، وكذلك لا بأس على من قالها تأسفا على ما فات من طاعة الله وندما على معصية، كما لا بأس أن تقال تعليما وتعنيفا لمقصر، وكذلك للإخبار بها عن مستقبل مما لا اعتراض فيه على قدر الله كقوله ﷺلولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك )، ولكن المحذور قولها تأسفا وحزنا على أمر فات من أمور الدنيا، فإنها بحق تفتح عمل الشيطان.
اللهم اجعلنا من الراضين بقضائك وقدرك ، الشاكرين في السراء، الصابرين في الضراء،،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،





رد مع اقتباس