وعليكم السلام ورحمة الله سيدتي الكريمة /
وأعتذر على تطفلي عليكم !
غير أني شدني تعقيبكم فوددت أن أبحر في معنى قولكم :
كما بينتم في شأن المشاعر :
فهناك من يستعصي عليه لجم جماحه كحال المشاعر الذي تتسرب
من نوافذ اللحظات ، لتُشاكس الفكر وتعارك النبضات ،
ذاك التحكم بالتصرفات :
أجد فيه الصعوبة أن يمسك الانسان خطام ما يعترك ويختلج قلبه ،
خصوصاً إذا تجذر ذاك الاحسان ليشُل دور العقل والتريث
لمراجعة الحساب .
ولا أعني بكلامي هذا :
أن الاستحالة هي النتيجة الحاسمة والقاصمة !
ولكن ...
في ذات الوقت ندر من يستطيع الفكاك من شَركِ ذاك !
قلتم :
المعروف هو:
أن الإعتراف بالحب من جهة الشاب أمر عادي جداً
لن يلام أو يعاتب ولن يسمع كلام الغضب أو العيب بما قاله < مع يقيني بأنه مش عيب لكنه يختلف مع البنت
تعقيبي على ذاك :
ذاك الاعتراف من الشاب /
وجب علينا تحديد زمان ومكان ذاك الافصاح ؟
ومن هم :
من يفضي لهم ما وقع في القلب من بوادر الغرام ؟
قلتم :
لكن بالنسبة للفتاه فالأمر مختلف تماماً
يصعب عليها الإفصاح عن مشاعرها
وأن هذا عيب والبنت المؤدبة لا تحب شاباً وووو من التوبيخ
بسبب ما تربينا عليه بين مجتمع ذكوري لا يقبل هذا الأمر..
وتعقيبي عليه :
الأمر لا يتجاوز الأعراف وما تعارف عليه الأنام من تقاليد وعادات ،
التي أرى فيها صمام أمان وبها المصائب :
ترفع
و
تزال
و
تُقال
من وجهة نطري :
علينا تجاوز العاطفة التي في نقع في اضطراب ولابتعاد عن الحياد ،
فالواقع وما يترتب عن ذاك " الحب " لا يتخطى المُصاب الذي يعضد
الواقع المعاش ، حين نرى ذاك النواح وتلك المراسم التي تؤبد الجراح .
حتى الحب :
في أصله يحتاج لتعريف دقيق يتجاوز نظرات الاعجاب أكانت عن طريق لفظ لسان ،
أو خط حرف أبداه بنان !
الجواب :
وجب أن يكون إلى أين تأخذنا أقدامنا بذاك الحال ؟!
أيكون انقضاء الليل والنهار وتعاقب الايام ،
ونحن نزف دم الأشواق إلى ما لا نهاية !
ليزداد النواح ومناغاة ترانيم الآهات !!
قلتم :
"وأن هذا عيب والبنت المؤدبة لا تحب شاباً وووو من التوبيخ
بسبب ما تربينا عليه بين مجتمع ذكوري لا يقبل هذا الأمر "..
تعقيبي :
كفى بهذا المقال وتلكم الحقيقة التي يتنفسها المجتمع زاجراً ورادعا بأن :
" خطأ المرأة ذنب لا يُغتفر "
و
" وخطأ الرجل فيه نظر " !
في نظري :
أن الفتاة كلما كانت ذات سمت وخلق عظيم كلما كانت من النصيب قريب ،
ففي نظري الاسترسال في الحديث مع الجنسين يكسر الحواجز ، وقد يجر إلى المهالك كيف لا
والشيطان ثالثهما يبارك لذاك الجمع ليوقعهما في شر عظيم !
لا يمكن :
أن يضمن الانسان ويحدد المسار في تلكم العلاقة ومن يقول بخلاف ذلك :
فهو واهم !
وفي
الخيال سابح
وهناك من النماذج ما يشيب منها مفارق الولدان عن تلكم المآسي التي ضج منها الكون ،
وذاك الضجيج الذي في صدر الحقيقة " جاثم " !
قلتم :
" طبعاً اتحدث عن الشباب أو الفتيات في سن العشرينات فما فوق
بمعنى القادرين على اتخاذ قراراتهم مع تحمل النتائج " ..
تعقيبي :
كيف يكون لذاك الغِر أن يتخذ قراراً لا يمكن اتخاذه حتى من المجاوز لسن ال40
إذا ما علمنا عن " حبه " الذي لا يستطيع منه وعنه أن يفارق !
قلتم :
من وجهة نظري:
لو أخوي أو ابني او بنتي صارحوني بهذا الأمر
بالعكس سأطمئن لأنهم ما عملوا حاجه خطأ علشان اغضب عليهم
ممكن لو أبديت رفضي وأمرتهم بعدم التفكير بالطرف الثاني
راح ينعكس الموضوع سلباً قد يتصرفوا بعدها بالخفاء دون إخباري مجدداً،
تعقيبي عليه :
من الشائع والحاصل :
هو ذاك التصرف الارتجالي الآني الذي يخرج من رحم العاطفة والخوف على ذاك القريب منه :
أعني بذلك :
الأب
أو
الأم
أو
من هو ولي أمر عموماً .
حين يفرض على الواقع في ذلك الأمر _ وأركز في حال الفتاة _ القيود
ويريد أن يستأصل ما تجذر في الأعماق من حب واشتياق ،
وذاك الذي يبتر العلاقة ويفقدها بين المُبتلى وأهله ،
ليقبع في سجن الهموم يجلدها حنين يُساق !
والأولى :
أن يكشف لذاك الواقع في ذاك الغرام ما غاب عنه واسقطه من الحساب ،
أن العلاقة لابد أن :
تُنقل وتحول من " الظلام إلى النور " ،
كي لا يعيش ذلك الصادق في حبه على وقع الهوان وأنين البعاد ،
فما أقسى النهاية إذا ما كتبت بحروف " الفراق " ليصحو ذاك الهائم
على سراب ظنه في الوهلة الأولى أنه الحقيقة التي لا يفصله عن ادراك جميل
نهايتها غير الارتباط !
من هنا :
كان لزاماً علينا تبيين ما غاب عن ذاك " الصادق في حبه " أن الأمور لا تسير على مهد الأمنيات
فلابد أن نُدرج العقبات وما يترتب من تبعات .
لم أقصد بتعقيبي ذاك :
هو تفنيد من قلتموه في مقال ،
فلكم وجهة نظركم التي أقدرها ،
ولكن ...
شدني " عمق " ما ذهبتم إليه ،
فكان مني ذاك الجواب .
دمتم بخير ...