سلمت اناملك ايتها الرائعه :
لَيسَ الغَبيُّ بِسَيدٍ في قَومِهِ × لَكِن سَيِّدُ قَومِهِ المُتَغابي.
وقائلُ البيتِ هو أبو تَمّام، وهو يَقصِدُ بالتغابي أي " التغافل" يشرح أهميَةَ التغافلِ عن الصغائر. فلايجب أنْ نُعطي جَميـعَ الأُمورِ حَجماً أكبرَ مِنها , فلابُدَّ مِن التَغاضي , وقد قالَ ابنُ حَنبل : " تِسـعُ أعشارِ حُسنِ الخُلقِ في التغافلِ".
ولنا في رسولِنا الكَريم الأسـوةُ الحَسنـةُ عِندما قامت أمُّ سلمة بإرسالِ بَعض الطعام مع الجارية إلى رسول الله صلى الله علية وسلم , وكان الرسولُ يومها جالساً عِند عائشة , فعندما دخلت الجارية، قالت : هـذا لكَ مِن أُمّ سلمة , غَضبت عائشة - رضيَّ الله عنها - لماذا يُرسَلُ إلى رسولِ الله طعامٌ في يومي! فقامت وضربت الطبق فانكسرَ وتبعثرَ الطعامُ في الأرض , عندهـا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " غارت أُمُّكم " , وبعدهـا قام فأخذ الطعام و أَكلَهُ وبعدهـا رَدَّ إلى أم سلمة طبقاً فيه طعام وقال : " طبقٌ بطبق وطعامٌ بطعام " .
أُنظر إلى الجهة المشرقة والإيجابية في الموضوع فعائشة لم تَقُم بذلكَ إلاّ لأنها تغارُ على رسولِ الله صلى الله علية وسلم , فلم يقم بالصراخ أو حتى العِتاب ولكنَّهُ يَسَّرَ الموضوع ولم يقم بتكبيرهـا أو حتى إعطائها أي إهتمام.