عنوان الحلقة:الغفلة عن صيام عاشوراء
الصوم عبادة روحية عظيمة، وهو من أفضل الأعمال الصالحة تطهيرا للروح، وتزكية للنفس، وتقوية للشعور الديني في القلب، وتمتينا لصلة العبد بربه عزوجل، فهو المدرسة التي تخرج منها الجيل الأول مع رسول الله ﷺ .
والأشهر الحرم هي من أفضل الشهور للصوم بعد رمضان، ومنها شهر الله المحرم، وهو أول شهور السنة الهجرية،يقول رسول الله ﷺأفضل الصلاة بعد المكتوبة جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ).
وآكد الصيام في شهر الله المحرم هو صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من محرم، عن عائشة -رضي الله عنه - أنها قالت كان رسول الله يأمر بصيامه -أي صيام عاشوراء - قبل أن يفرض رمضان، فلما فرض رمضان قال :من شاء صام يوم عاشوراء ومن شاء أفطر )، وصيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية، لقوله ﷺ ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله، وصيام يوم عرفه احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) ،وقيد جماعة من العلماء التكفير الوارد في الحديث بالصغائر.
~وللأسف يغتر بعض الناس بالاعتماد على مثل صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفه، حتى يقول بعضهم :لا بأس في ارتكاب المعاصي فإن صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها، ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس رغم أنها أعظم وأجل من صيام عاشوراء، إلا أنها تكفر ما بينها من صغائر بشرط ترك الكبائر، ومما يؤيد ذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه -الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ).
ويستحب ضم صيام تاسوعاء:أي اليوم التاسع من محرم مع اليوم العاشر جميعا؛ لمخالفة اليهود في اقتصارهم على صيام عاشوراء، وقد صام النبي ﷺ اليوم العاشر، ونوى صيام التاسع في العام المقبل، فقد ثبت في الحديث عنابن عباس أنه قال لما صام رسول الله ﷺ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا :يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى،فقال :إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال -أي ابن عباس - فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ)
ولا حرج في إفراد يوم عاشوراء بالصوم، وإذا وافق صيام عاشوراء يوم الجمعة أو السبت فإنه يشرع صومه ولو منفردا، حيث لا كراهة في إفراد يوم الجمعة أو السبت بالصوم إذا وافق عادة أو كان يوم عرفة أو عاشوراء أو كان قضاء،
قال رسول الله ﷺ لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم ).
وقد ثبت أن ليوم عاشوراء فضيلة واحدة فقط وهي صيامه، وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم، وأما عدا ذلك مما زعم من فضائل عاشوراء فليس له مستند صحيح، ومن ذلك التوسعة على الأهل، وتجديد اللباس، أو شراء حوائج العام، أو فعل عبادة مختصه كصلاة أو دعاء، أو الاكتحال، أو الاختضاب،أو التزاور، أو زيارة المساجد، ونحو ذلك، فهذه كلها من البدع التي لم يسنها النبي ﷺ ولا خلفاؤه الراشدون ولا من بعدهم.
اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه، وغفرت زلاته وإجرمه ، ووفقته لطاعتك فاستعد لما أمامه ،،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،