الفصل الثالث
الــــــحــــفـــــل
تحلت زاوايا القصر بالزهور .. وثرياته منارة بالشموع بدا كالنهار ..
( مارينا ) في الجناح الذي خصص لها .. تتزين تحت يد أفضل ماشطة ..أضافة الكحل الأسود وعينها
لم تعرفه أبداً . رموشها كثة وطويلة .. . وشفتيها القرمزية بغنى عن التجميل ..
( فستانها برتقالي موشى بخيوط من الذهب .. والدانتيل الراقي ) لبست الحذاء ( وأنتم بكرامة ) ثم
زينت الماشطة شعرها بزهور البرتقال العطر .
أعلنت الخادمة قدوم السيد ( جوليان ) .. دخل لم يتوقع بأنها ستكون رائعة الجمال!
قال بعد عودة عقله التائه من سحرها!
هيا الضيوف بنتظارنا .. قدم لها ذراعه فشبكت يدها
بها .. .. وعلى رأس الدرج نظرا إلى بعضهما ، وابتسما ..
أعلنت الموسيقى عن قدومهما .. والمقطوعة ألفها ( جوليان ) لهذه المناسبة .
أنتهت الحفلة في منتصف الليل تماماً ، وحان وقت فراقهما ، نظر ( جوليان ) إلى ( مارينا )
وقال : سأشتاق إليك ..
عاد السيد ( إدوارد وابنته ) إلى قصرهم معهم بعض الضيوف لقضاء الليل عندهم طبعت ( مارينا )
قبلة على خد والدها .. وقالت : ليلة سعيدة أبي .
تجمعت الدموع في عينيه فقد أصبحت تشبه والدتها كثيراً ولم يلاحظ ذلك إلا الآن ! فكر كم ظلمها .. لكن
( جوليان ) سيعوضها ..
.... الشمس تشرق بمولد يوم جديد ....
تفاجأ ( جوليان ) بطلب السيد ( إدوارد )، أن يكون الزفاف بعد أسبوع ؟!
إذ أن أعماله في الخارج تواجه صعوبات جمة ولا تسير كما يجب ، وقد يخسر الكثير .
وبتالي سفره مؤكد ، ولكن عليه الأطمئنان بأن ابنته في ظل عائلة زوجها
ولم يعترض ( جوليان ) أو ( مارينا ) وعلم ( يانس ) بالخبر الجديد .. وافق دون تعليق ؟!
وعند الغداء لم يجد أحد غيره على المائدة سأل الخادمة ( ماريا ) عن شقيقه
فقالت : أنه سافر بعد الإفطار مباشرة .. و أخذ معه ( سيبا ) البستاني .
( جوليان ) يدرك مدى شقف أخيه بالأسفار ، ويجلب معه من كل رحلاته تذكار . وقد خصص غرفة
واسعة بها خزائن لهذه التحف ومعلومات عن كل قطعة أو مجسم . ولا يدخلها سوى ( سيبا )
البستاني ؟!
جاءت ( مارينا ) بعد الغداء وذلك لأنشغالها بجهاز الزفاف .. جلس ( جوليان ) معها وتحدثا .. لكنه
أعتذر إذ أوكل إليه أخيه بعض الأعمال .. وطلب أن تأتي معا والدها لتناول العشاء .. ابتسم لها وردت
عليه بنفس الشيء ..
خرجت من داخل القصر و أخذت تتجول في الأنحاء التي لم تذهب إليها من قبل
رأت مبنى زجاجي مرتفع جداً جداً .. لم يكن الباب الزجاجي مغلق فدخلت !
الأشجار الباسقة والحشائش و أزهار غريبة لم ترى مثلها إلا مرسومة والمطبوعة في الكتب وتوجد في الغابات الاستوائية أنها أحراش لقد شاهدت أفلام كثيرة عنها!
كانت تتصبب عرقاً فالحرارة مرتفة ..
سألت نفسها كيف تكون الحرارة شديدة هنا !
سارت إلى الأمام .. وجدت كوخ من القش دخلته أستقبلتها جماجم و أقنعة وجلد النمرورماح .. كلها
معلقة على الجدران فتراجعت مطلقة صرخة عالية .. أخذت نفس حتى هدئة من روعها ..
دمى صغيرة من الخشب والغش ؟!
حملت واحدة منها وقلبتها وثبتتها على المسمار . واثناء خروجها تعلق شعرها بين الخشب فنزع بعض
الخصلات الذهبية الطويلة ضغطت على الموقع وهي تتألم. مشت بين النباتات فرأت مستنقع فيه ضفادع
خاطبت نفسها علّي أن لا أخبر أي كان عن زيارتي هذه ، فقد يغضب
( اللورد ) وأضع( جوليان ) في موقف محرج مع أخيه ..
بخروجها عادت إلى أجواء الهواء البارد وخديها ملتهبان تعجبت الخادمة من أحمرار وجه( مارينا ) ؟!
أعدت لها المربية حمام فاتر على طلبها .. ؟
( ليندا ) أرجو أن تخبري والدي بأن (جوليان ) دعنا للعشاء ..
حاضر يا آنستي ... سأعلمه ..
أستلقت لأخذ قيلولة وحلمت .
قناع أبيض طليت جبهته بالأسود والدماء تنزف من فتحتات العيون الفارغة ؟ والرمح مسدد نحوها
نهضت صارخة جاءت على إثرها المربية .. ضمتها فقد كانت ترتجف من الكابوس ..
أعطتها ماء ، رشفت منه القليل .. لم يعد الون المخطوف إلى خدها ..
قالت المربية ( ليندا ) : عزيزتي عليكِ النهوض والأستعداد للعشاء .. .
لبست فستان من التول الأخضر الفستقي وزينته ببروش زهرةالنرجس . وجدلت شعرها الطويل مع
شريطة بلون فستانها ولفته أفلتت خصل حول خديها ..
قالت ( ليندا ) : أوه يا غاليتي كل مرة تصبحين أجمل .. ضحكت ( مارينا ) وقالت : لا تطريني أكثر ..
سأصاب بالغرور ..
طرق الباب .. دخل السيد ( إدوارد ) وهو بكامل أناقته .. والدي تبدو أصغر سناً وجذاب أيضاً ..
وأنتِ رائعة الجمال يا صغيرتي .. إنها السادسه فلنذهب ..
أستقبلهم ( جوليان ) بترحاب الحار .. عمي ( إدوارد ) تفضل ..
أمسك بيد ( مارينا ) وهمس مرحباً فاتنتي . أصطبغ وجهها بحمرة الخجل ..
وردت بخجل .. مرحباً ( جوليان ) ..
تحدث والدها وجوليان عن دنيا الأعمال .. مارينا تنصت للحديث تارة وتارة آخرى تسرح في المكان
الغريب الذي رأته اليوم .. ربما يوجد ا للغاز على الأرضي التي يملكها اللورد ؟؟
.. الفصل الرابع ..
أفريقيا موطن
( الياقوتة الحمراء )
كان ( سيبا ) يترجم كلام سيده اللورد لرجل الجالس أمامه . ..
قال اللورد يانس ) : سيبا أريد الياقوتة بأي ثمن كان ..
ترجم ( سيبا ) مطلب سيده .. هزالرجل رأسه بالرفض .. غضب ( يانس ) لكنه لم يفقد الأمل .. وظل
يأتيه كل يوم .. رضخ الرجل ..
ولكنه قال : هناك شروط لأمتلاك ( الياقوتة )
سيدي يقول : هناك شروط .. قول له أني موافق ..
قال الرجل : أول شرط أن يأخذ هذا الصندوق .. وضع أمامهما صندوق من الذهب الخالص ؟
الدهشة على وجه ( يانس ) ؟!
تابع الرجل وعليك حفظ كل كلمة أقولها .. و أسألك آخر مرة .. لأن لا تراجع بعد ذلك وستستمر الأحداث
.. فهل أنتَ موافق ..
ترجم ( سيبا ) .. لسيده .. تحير ( يانس ) إذ أنه سيوافق على شيئاً لا يعلمه ؟! لكنه يحب المخاطرة ..
ووافق وهو يبتسم بثقة كبيره ..
إليك ما سأقوله : الياقوتة الاحمراء تنفذ أمر أول من يملكها فقط و بوجود الصندوق .. وتحقق لكَ 3
أمنيات على أن تكون أمنيات شريرة .. وتكون ضحية واحدة فقط لا أكثرو أول ضحية فتاة .. فالياقوتة
تستمد الحياة من الضحايا التي تقدمها أنت .
ولا يلمس الياقوتة بعدها غيرك لا يلمسها أحد من هم له صلة بدمك و إلا تفقد آدميتك كلها وتتحول
روحك إلى شر خالص .
وافق اللورد على كل شيء أخذ الصندوق و الياقوتة الأحمراء
يانس يملك 5 قطع عادية من الياقوت لكنها صغيرة إذا ما قورنت بالياقوتة الأفريقية
أمر بصنع صولجان ووضع بنفسه االياقوتة الاحمراء .
وطقم مكون من باقي الياقوتات .
عقد - أسوارة - خاتم - قرطين - و دبوس شعر
مرت الأيام .. عاد اللورد من سفره قبل يوم من الزفاف .
الفصل الخامس
الكارثة الكبيرة
كانا القصرين والطريق الواصل بينهما زينا بأعمدة لف حولها الزهور العطرة . لقد كانت خيوط مغزلة
على الأخشاب المصفوفة على الطريق .. كسيت بمادة صمغية ثم من غبار الذهب و ذرات الفضة .
كل الهدايا التي بمناسبة الزفاف وصلت ووضعت في غرفة خالية . ليسنى لهم فتحها فيما بعد .
نظر اللورد إلى شقيقه الفرح الذي رحب به بعناق يظهر أشتياقه له بدله العناق فهو يحب شقيقه
الأصغر ..
قال ( جوليان ) : يبدو عليكَ التعب من الرحلة الطويلة .. لما لا ترتاح حتى الغداء .
نعم يا أخي أني بحاجة إلى الراحة..
صعد إلى جناحه .. وهو يفكر من ستكون الضحية ؟!
الخادمات كثيرات .. ؟
دخل ( سيبا ) إلى كوخه .. أحمرت عيناه غضباً لقد عبثوا في منزله ؟؟ فالدمية ليست في مكانها
الصحيح ؟
و...... ورأى خصلات الشعر الذهبية ..
رأى ( سيبا ) مارينا في الحديقة و اتجه إليها .. أحست ( مارينا ) بتيارات من الخوف وهى ترى وجه
( سيبا ) وعينيه المخيفة ترسل شرراً من الوعيد ..
ركضت نحو القصر .. نادت ( جوليان ) التفت نحوها و أمسك يديها بين كفيه ، شعرت بالآمان .
عاد( سيبا ) إلى كوخه وحمل دمية ولف الرأس بالشعر الذهبي .. ورفع دبوس ليغرسه فيها ...... لكن
نداء اللورد حال دون ذلك !
قال ( يانس ) : أحضر الحقيبة إلى جناحي ..
حاضر سيدي ( اللورد ) ..
حدق في الصولجان وتذكرقول الرجل . بأن يسقط عليها قطرة من دمه .. لتكون تحت إمرته .. وشرط
قبل التنفيذ مباشرة .
وقف في الشرفة ورأى شقيقه مع خطيبته .. ذالك الشعور الغريب يحرك شعور الدناءة ..
أستدعى أخيه وطلب منه بعض الأعمال أندهش جوليان لكن لم يرفض ..
وطلب من مارينا أن تأتيه .؟!
كان في غرفته طلب منها الجلوس ، سكب عصير ليمون .
قال ( يانس ) : عزيزتي أنتِ الآن بمثابة شقيقة لي .. وطبعاً لم أنسى أحضار هدية زواجكِ .
أعطها علبة فتحتها كان الطقم رائع .. رفعت رأسها وي تبتسم فرحة . أن
( يانس ) ليس كما اعتقدت بل كريم وطيب ..
أنتشلها من أفكارها صوته وهو يقول : وهذا ستكونين نجمة مضيئة !
و أثناء حديثه سمع صوت من جانبه لكنه لم يعره اهتماماً كان الصولجان يفتح الصندوق والغيوم
فردت أجنحتها السوداء فساد الظلام فجأة ، وغضبها صوت هزيم الرعد وسياطها وميض برقها وهى
تتسلم الصولجان . فتح ( جوليان) الباب. أطبقت يدها على آخر هدية و إذ بيدها تطير وأوراق التاروت
تقطعها الذهول سيطر على الأخوين تحركت قدما ( جوليان ) نحو ( مارينا) التي تصرخ ألماَ ..
فالأوراق تمزقها وهاهى ( العروس ) وشعرها الذهبي تساقطت خصلته الطويلة حولها وهي تطلق
أنفاسها الأخيرة ضمها إليه والدماء الغزيرة تلطخه حاول سد الجروح ودموعه تسيل وشهيقه يرتفع ..
رأى ( يانس ) يد أخيه تتجه إلى الصولجان صرخ لا .. لكن لا مناص من قتله !
لم تكتفي الأوراق برشف الدماء بل أمعنت في تقطيعهما إلى نتف صغيرة و أبتلاعها مع جرعات من الدم
الدماء في كل الأرجاء وقطعهم التي تخطفتها الأوراق بعثرة على المقاعد والطاولات ندم اللورد .. وبعد
لحظات أخذ يصرخ فالصولجان فوق رأسه يدور كالمغزل و أوراق التاروت التفت حول جسده كالعنكبوت
حين تلف فريستها . فصولجان يسحب روحه منه.. لأنه قتل أحد أفراد عائلته ..
و ظن أن حياته انتهت!
المسكين بل حياة آخرى تنتظره .. فهو أصبح خادم الياقوتة بعد أن كان سيدها
وكعقاب أوقفه أمام المرآة ورأى هيكل عظمي له عينين ودماغ و أسدل
على جسده رداء أسود ووشيء فشيئا فقد وسامته .
ثم نزع الصولجان عينيه ودماغه .. فأصبح هيكل بلا هوية أ وهيبه .
أخذت الرياح تهب من كل جانب .. وتجمعت قواها لتكون أعصاراً هائل هد الأعمدة .. وسوى بقصر
السيد ( إدوارد ) بالأرض .. أشتعلت النيران في قصر اللورد .. لكن الأمطار أنقذته ولم يتضرر جزء
يسير ..
اختبأ السيد ( إدورد ) وبعض العاملين في السرداب تحت الأرض .. والصوت العالي لزمجرة الرياح
تصلهم .. ظلوا هناك حتى اليوم الثاني .. خرجوا لم يجد ( إدوارد ) قصره والأشجار اقتلعت من
جذورها ..والزينة .. ( مارينا ) كانت مع جوليان .. ذهب بسرعة خاف على الجميع حين رأى الضرر.
كان الهدوء سائد ؟؟
لا أحد في هنا صعد إلى الطابق الثاني واتجه للغرفة المخصصة
لـ( مارينا ) فارغة ؟
لم يجدهم في كل الغرف هناك أمل في إيجادهم في غرفة اللورد
دخل الأرض مفروشة بدماء وعلى الأريكة هيكلين واحد بشعر ذهبي و الآخر أسود !
أقترب بحذر وبعدم التصديق لقد كانت ابنته فحول عنقها سلسلة رفيعة من الذهب هديته لها عند بلوغها
الرابعة عشر . غشيت الدموع عينيه و أجهش بالبكاء كطفل ضم الهيكلين إليه ..
جلس و لا إردة له بالحياة .. أمامه الطقم .. والصولجان لمس الصولجان ظهر له رجل برداء أسود ..
وأوراق التاروت ..
( سيبا ) شاهد كل شيء وابتسم .. دمم دم بكلمات و أمسك الصولجان !
التعويذة التي ألقاها لحمايته لم تنجح .. هرب وصولجان في يده وصل إلى بيت الخدم ، نظر ورآئه
فتعثر بذع الشجرة الممتد تحت الأوراق .. وحلت نهايته .. أخذ الهيكل يشرب من دم ( سيبا ) .. وهذه
أول مرة .. ولن تكون الأخيرة ..
دخل الهيكل ذوالرداء الأسود إلى بيت الخدم ووضع الصولجان تحت السرير أنه مصيدة لكل طامع ..
ومنذ لك الوقت لم يدخل القصر أحد إذ عرف إنه يحمل لعنة ما ، بيت الخدم يعتبر آمن لبعده عن تلك
اللعنة .
أنا ( سوليفان ) كنت أعيش في كنف السيد إدوارد و ابنته عاملتني كأخ لها. أحببتها كثيراً ورأيت
الأحداث كلها أمامي لكني كنت صغير في 5 من عمري لم أنسى شيئاً .. ظلت تلك الذكريات في وجداني
، تعلمت الكتابة لأكتب قصتهم .. فأنا من رسم لوحة ( مارينا ) أنا من صنع الخزانة السرية وخبأ
الطقم . ومعظم المال الذي كسبته صنعت منه غلاف الكتاب ليليق بمن أحببتهم وباقي المال شتريت به
الوان و قماش للوحة
.. و أوراق للكتابة وما عدت أملك ( بني .). وينقصني الحبر . و ما أملكه هو حبر دمي سكبته في
محبرة من صنع يدي .. أشكركَ يا من وجدني روحي سترتاح .
رأيت شبح يبتسم لي من خلال الكتاب ثم أختفى ..
يا لها من قصة سألت نفسي وأنا أنظر في المرآة هل أحتفظ بالكتاب أم أعيده ؟
عرفت لغز قفل الصندوق .. فهو يفتح مرة واحدة بواسطة الياقوتة .
وبعدها أي شخص يلمس الصولجان تستيقظ الأوراق لتتبع أمها الياقوتة
طالما أني بعيد عن تلك الأشياء الشريرة فأني بألف خير .. ابتسمت ..
لكن بسمتي ماتت! فقد رأيت الرجل ذو الرداء الأسود!
أيوجد لعنة الكتاب ؟!
تــــــــمــــــــت