☆الشاعر العماني : (سعيد مصبح الغافري )
+. وحسبنا هنا أمام شاعر وأديب لم تكسره عواصف الأيام ولم تضعف من روحه صدمات الأقدار بل زادته ثباتا وقوة ورغبة ظامئة تواقة للحياة . تشكلت حياته الأدبية والشعرية من ذات الآلام التي مست قلبه وجسده معا ومن نفس الواقع الذي كان حتى اللحظة يتصادم به بمشاعره وحروفه ومواقفه ، فعاش حياة صاخبة مشاكسة أقرب إلى التمرد منها إلى الرضا وكان منذ طفولته الباكرة يحب العلم وأهل العلم ويكفي أن أول كتاب اقتناه في حياته اشتراه من حانوت حارته وكان يتحدث عن عنترة العبسي شعرا وسيرة ومايزال هذا الكتاب القديم جدا موجودا حتى الآن في مكتبته الخاصة وعندما ألحقته أسرته لمدرسة تحفيظ القران لم يستمر فيها طويلا فقد كان طامحا منذ صغره للتعليم النظامي العصري الحديث وكثيرا ما كان يهرب من مدرسته لتحفيظ القران الكريم مما دفع بالأسرة أن تلحقه بالتعليم النظامي الحكومي عل وعسى أن يفلح فيه . ومنذ التحاقه بالمدرسة النظامية أظهر من البداية تفوقا ملحوظا في دراسته والطريف أنه ختم القرآن كاملا عندما التحق بالتعليم النظامي وليس مدرسة تحفيظ القرآن ولعل تجاوبه مع المواد العصرية في التدريس هو ما مكنه من هذا الانجاز وبسرعة أدهشت أسرته التي يئست من هذه الغاية معه عندما ألحقته بمدرسة تحفيظ القران ببلدته . تفوق سعيد مصبح الغافري في جميع مراحل تعليمه بدءا من المرحلة الابتدائية وحتى تخرجه الاكاديمي الجامعي الذي حصل فيه على المركز الأول في مشروع التخرج في تخصص إدارة الأعمال .
ظهرت بوادر الموهبة الأدبية لديه منذ صغره وتحديدا منذ كان عمره في العاشرة أو الحادية عشرة وكان منذ صغره يحب القراءة والاطلاع واشترك في جماعة المسرح والفنون لفترة من الزمن لكنه سرعان ما تركها وتفرغ للأدب والشعر وكتابة المقالات . تعتبر جريدة ( الوطن ) العمانية أول همزة وصل ربطته بالقراء عبر ما كان ينشر فيها من قصائد ومقالات جادة كما أنه عمل ولفترة قصيرة مساعد محرر صحفي في نفس هذه الجريدة قبل أن يتفرغ تماما لدراسته بكلية التجارة وفي تلك الأثناء كان على تواصل مستمر مع هذه الجريدة ومع جريدة ( عمان ) وجرائد ومجلات ثقافية أخرى داخل وخارج السلطنة . ومع بزوغ عصر النت ومواقع المنتديات الالكترونية الحديثة دخل سعيد الغافري هذا العالم من أوسع أبوابه حيث الفضاء الرحب الذي يمكنه من تحديد وجهة قلمه بخيارات كثيرة متنوعة ساعدته على التواصل مع العالم والتعرف على المبدعين وبناء جسور تواصل ثقافي جديدة مع الكثير من المثقفين من شتى بقاع العالم وخصوصا العالم العربي بالرغـم أنه دخـل العالم النتي متأخرا جدا . ويعـتبر منـتدى ( السبلة العمانية ) أول موقع إلكتروني حضن قلمه وعرفه على العالم والقراء وعلى المبدعين الذين يكتبون في هذا الموقع .