كلمات الشاعر
ناصر الضامري
ألحان محفوظ اليحيائي
انشاد
مكرم الجابري
وادريس المحرمي
التوزيع والهندسه الصوتيه
ادريس المحرمي
https://youtu.be/U7FV5XOYPcY
للتحميل
http://a.*******.net/m_290oh8c1.mp3
احدى قصائد الشاعر ناصر الضامري
(خليجي) ....
البحر بحري .. والجبال جبالي
والنخل نخلي والخليج عقالي
فاشدو فديتك يا غريد عروبتي
فهويتي في العازي واليامال
هتف الشراع فجاوبته صواري
والنخل غنى اللال من ليلال
وعروبة قالت بصوت رجالها
صنعاء شمسي والعراق هلالي
وعمان أمي والسلام جبينها
شمس الخليج مهابتي وجلالي
في موكب الافلاك ذاك مقامه
اقمار تنثر في الظلام جمالي
مهد العدالة والسلام وحكمة
بدو الحضارة منبعي ومآلي
العزم والاخلاص ذاك مطيتي
والحزم حدي ان عزمت سؤالي
والسيف يرقص بالكفوف مهابة
ومعزة في خنجري ونصالي
كتب الخليج من الحضارة قصة
فلتفخر الاجيال من اجيال
ناصر الضامري
سلام للقلوب الصادقة
كلمات الشاعر
ناصر الضامري
ألحان محفوظ اليحيائي
انشاد
مكرم الجابري
وادريس المحرمي
التوزيع والهندسه الصوتيه
ادريس المحرمي
https://youtu.be/U7FV5XOYPcY
للتحميل
http://a.*******.net/m_290oh8c1.mp3
سلام للقلوب الصادقة
الله الله .. دائما تبهرنا بمواضيعك استاذي ..
انت رائع ومواضيعك هادفه لانها تحمل قيمة ادبيه جميله .
انا سعيدة وانا اقرأ ولاول مرة عن شعراء عمان ..
ما اجملها من فكرة
الف شكر لك .
والدي الحبيب :
لن يضيع ما علمته لي ..
و الذي غرستهُ في نفسي ..
وسأظل دوماً إبنتك التي تفخر بها ..
و لن أخيب ظنك بي يا أبي الحبيب.
سلام للقلوب الصادقة
☆الشاعر العماني : (سعيد مصبح الغافري )
+. وحسبنا هنا أمام شاعر وأديب لم تكسره عواصف الأيام ولم تضعف من روحه صدمات الأقدار بل زادته ثباتا وقوة ورغبة ظامئة تواقة للحياة . تشكلت حياته الأدبية والشعرية من ذات الآلام التي مست قلبه وجسده معا ومن نفس الواقع الذي كان حتى اللحظة يتصادم به بمشاعره وحروفه ومواقفه ، فعاش حياة صاخبة مشاكسة أقرب إلى التمرد منها إلى الرضا وكان منذ طفولته الباكرة يحب العلم وأهل العلم ويكفي أن أول كتاب اقتناه في حياته اشتراه من حانوت حارته وكان يتحدث عن عنترة العبسي شعرا وسيرة ومايزال هذا الكتاب القديم جدا موجودا حتى الآن في مكتبته الخاصة وعندما ألحقته أسرته لمدرسة تحفيظ القران لم يستمر فيها طويلا فقد كان طامحا منذ صغره للتعليم النظامي العصري الحديث وكثيرا ما كان يهرب من مدرسته لتحفيظ القران الكريم مما دفع بالأسرة أن تلحقه بالتعليم النظامي الحكومي عل وعسى أن يفلح فيه . ومنذ التحاقه بالمدرسة النظامية أظهر من البداية تفوقا ملحوظا في دراسته والطريف أنه ختم القرآن كاملا عندما التحق بالتعليم النظامي وليس مدرسة تحفيظ القرآن ولعل تجاوبه مع المواد العصرية في التدريس هو ما مكنه من هذا الانجاز وبسرعة أدهشت أسرته التي يئست من هذه الغاية معه عندما ألحقته بمدرسة تحفيظ القران ببلدته . تفوق سعيد مصبح الغافري في جميع مراحل تعليمه بدءا من المرحلة الابتدائية وحتى تخرجه الاكاديمي الجامعي الذي حصل فيه على المركز الأول في مشروع التخرج في تخصص إدارة الأعمال .
ظهرت بوادر الموهبة الأدبية لديه منذ صغره وتحديدا منذ كان عمره في العاشرة أو الحادية عشرة وكان منذ صغره يحب القراءة والاطلاع واشترك في جماعة المسرح والفنون لفترة من الزمن لكنه سرعان ما تركها وتفرغ للأدب والشعر وكتابة المقالات . تعتبر جريدة ( الوطن ) العمانية أول همزة وصل ربطته بالقراء عبر ما كان ينشر فيها من قصائد ومقالات جادة كما أنه عمل ولفترة قصيرة مساعد محرر صحفي في نفس هذه الجريدة قبل أن يتفرغ تماما لدراسته بكلية التجارة وفي تلك الأثناء كان على تواصل مستمر مع هذه الجريدة ومع جريدة ( عمان ) وجرائد ومجلات ثقافية أخرى داخل وخارج السلطنة . ومع بزوغ عصر النت ومواقع المنتديات الالكترونية الحديثة دخل سعيد الغافري هذا العالم من أوسع أبوابه حيث الفضاء الرحب الذي يمكنه من تحديد وجهة قلمه بخيارات كثيرة متنوعة ساعدته على التواصل مع العالم والتعرف على المبدعين وبناء جسور تواصل ثقافي جديدة مع الكثير من المثقفين من شتى بقاع العالم وخصوصا العالم العربي بالرغـم أنه دخـل العالم النتي متأخرا جدا . ويعـتبر منـتدى ( السبلة العمانية ) أول موقع إلكتروني حضن قلمه وعرفه على العالم والقراء وعلى المبدعين الذين يكتبون في هذا الموقع .
التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 18-10-2016 الساعة 06:48 AM
سلام للقلوب الصادقة
ـــ بين الشعر والشاعر :
عاش الشاعر سعيد مصبح الغافري حياته رجلا لا يسمع إلا لصوت روحه حين يلتفت إليها متحسسا ما يصدر من أعماقها من صراخ وغضب وثورة حينا ومن حب وجنون وفرح حينا ومن حزن والم وانكسار أحيانا أخرى . تتشكل حياته الشعرية خاصة والأدبية عامة في إطارها العام من أربعة محاور أو أضلاع ريئسية وهي : العروبة أو قضايا الأمة ــ المرأة ــ الوطن ــ الذات .
ـــ العروبة :
خط سعيد الغافري لنفسه خطا شعريا محددا وثابتا سار عليه بكل صدق وإخلاص وبدون توقف مع قضايا أمته وعروبته . إنه شاعر عروبي أصيل ومن هذا الجيل المقاوم بقلمه بعد أن عز السلاح . وهنا أنت أمام شاعر ذي موقف عروبي حاد وصارم ولا يخلو أحيانا كثيرة من القسوة والمرارة بل تكاد بعض قصائده الجريئة والفضائحية تشكل إحراجا واضحا للشعور العربي وصفعا للوجدان وفضحا للواقع الذي نتردى فيه كأمة بدون تستر أو مداهنة أو حتى غفران أو إشفاق . في مجمل شعره السياسي هذا نادرا ما تجد فيه تزلفا أو مدحا أو نفاقا أو نزعة إلى التكسب وهو سلوك يحتقره جدا ويرى فيه إهانة حقيقية للشعر ولرسالة الشعر الاصيلة في الحياة . هو حاد كالسكين . يضع مبضع كلماته على مواطن الجرح العربي وعلى عيوب الراهن العربي . هذه النزعة القومية وإن كانت تبدو ظاهريا ( متطرفة أحيانا ) إلا أنها تعكس لنا شاعرا مرهفا شديد الحساسية وفي نفس الوقت مترفعا بقلمه وشعره إلى درجة الاعتداد وهو يحب وفق هذه الرؤية أن يكون ساميا بشعره لا يهبطه إلى درجة الخنوع التام بل يصعد به إلى أعلى القمم الانسانية التي تجنبه وتنأى به عن السقوط في أي وحل . وهو بهذه النفس الشاعرة الأبية إنما هو يترجم في الحقيقة فلسفته الشعرية الخاصة عن صدق وفعل يصدران من روح يقظة لا يخدعها بريق الأشياء ولا تنساق إلى أهواء الآخرين وأمزجتهم ، فهو عصفور دوري حر خلق حرا موطنه السموات المفتوحة وليس داجنا في قفص الأمزجة . وأقرب قصيدة له توضح بجلاء هذا النهج أو الموقف هي قصيدته ( لا تذاكر للقصيدة أو سفر ) والتي تكشف بعضا من جوانب ذاته وفلسفته ونزعته الشعرية وحقيقة رسالته كشاعر . وهذا مقطع من هذه القصيدة يكاد يلخص حقيقة هذا الشاعر وموقفه من الشعر والشعراء :
قــل لـلـذيـن بـنـوا بـالـذلِّ شُـــهــرتــهــم
إنـي ربـحــتُ هُــنـا ذاتــي وهـــم خــســروا !!
إن قــالـوا عـنـي : أبــيُّ الـحـــرفِ لا يــلِــنُ
إنـي أُصــدِّقُ مـا قــالــوا وأفـتـخــر!!
عــنـهـمْ أُولاءِ بـبـحــرِ الـشــعــرِ مُـخــتـلــفٌ
أســمـو بــروحــي إنْ غــيــري قــد انــحــدروا !!
مــا بــاسَ شِـــعــري هـنـا كــفٌّ ولا قـــدمٌ
ولا اســـتــذلّ عـلـى الأبــوابِ يـنـتـظــرُ !!
ولــم أُبــعــهُ لـكـســـبٍ أو لــتــرضــيــةٍ
ولــم أُهــنــهُ ولــم أرضــىَ لــه الـحُــفـــرُ !!
عــمــراً قـضـيـتُ ومـا خــانـتـه عــاطـفــتـي
فـالـشـــعــرُ أقـــدسُ مــا عــنـدي وأدَّخـــر !!
والـشـــعــرُ لـيـس لـمـن شـــاءوا ومـن طــلــبــوا
مــا شـــاءَ شِــــعــريَ لا مــا شـــاءت الـبــشــــرُ !!
شِـــعــري أجــيــجٌ مـن الـنـيــرانِ تــغــمــرنــي
مـا الـشــعــر ــ قـــل لــي ــ إذا مــا روحــهُ الـجـــمــرُ ؟!
التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 18-10-2016 الساعة 06:50 AM
سلام للقلوب الصادقة
يأخذ الهم العروبي أو قضايا الأمة بكل تلابيب روح الشاعر سعيد مصبح الغافري العروبية العاشقة لهذا الوطن والمتعذبة به وبصدماته ونكباته وهزائمه وجراحه وأحلامه والتي بنت له في داخلها محرابا للأمل المقاوم الذي لا ييأس من غده ولا من فجر غده القادم بالغضب الساطع والخلاص . وتستطيع أن تلاحظ هذه النزعة العروبية الخالصة في معظم قصائده القومية التي يصل بعضها كما وضحنا إلى درجة الهجاء السياسي اللاذع والبالغ القسوة أيضا كما في قصيدته التفعيلية ( وهم يسمى عنترة ) والتي وصفها أحد النقاد بالقصيدة ذات السخرية المرة . يقول الشاعر سعيد الغافري في هذه القصيدة والتي تكاد تكون رسما كاريكاتيريا ساخرا لواقع عربي مخجل نعيشه ويفضحه الشاعر برمزية شعرية دقيقة تستطيع أن توصل المقصد الحقيقي إلى القارىء بكل وضوح وسهولة وبدون بحث مضن فيما وراء النص :
في شرقنا ..
صـــدِّقــنـي مـا مـن عـنـتـرة !!
في شرقنا ..
مـلـيـون غـــولٍ فـحـفـحــت :
من هـاهـنـا يا أُخــوتـي
من هـاهـنـا
هذا طــريـق ســـالـكٌ . فـلـنـعـبـره !!
دع ذا الســــلاح !!
لا حــاجـة لـبـنـادقٍ ومُـجــنـزرة !!
دع ذا الســــلاح !!
فالنصر يـأتـي دائـمـا
من أي نـهـدٍ بــارزٍ ومُــؤخـــرة !!
جــيِّـش جـيـوشــك واقـتـحــم
فـعـلـى الســـريـرِ تـمـددت وتـنـهـدت
تــرجــوك لــيـلاً أحــمـراً
هـيـا بنا كـي نـســـهـره !!
ذا خــاطــرٌ لا تـكـســـره !!
إن مِــت بـيـن نـهـودهـا
أو عند ســفـحِ خــدودهــا
فـاضــمـن طــريـق الآخــــرة !!
أنـت الشـــهـيـدُ المُـســتـحـقُ المـغــفــرة !!
فـاعـبـر بـجـيـشــك واثــقـاً
إن الـرجــولـة والبـطـولـة من هـنـا !!
من هـاهـنـا !!
قُــدسٌ ويــافــا ســتـرجـعـان أحــبـتـي وقُــنـيــطــرة !!
من هـاهـنـا دربُ الخـــلاص !!
من لـيـلِ مـوعـدهـا الـهــنـي !!
من ذلك الليـل الـرخـيـص و ( هــيـتَ لـك )
كُــلُّ البـلادِ مُـحـــررة !!
لقد عاش الشاعر سعيد مصبح الغافري شاعرا عربيا ينزف من الداخل وهو يرى أحوال مدائن عروبته وقد ساءت وتدهورت وصارت يرثى لها . إسمع إليه وهو يصور بغداد هارون الرشيد . بغداد المأمون والسياب وبلند والزهاوي وبقية عظماء العراق . بغداد تلك المدينة العربية العريقة مهد الحضارات والفكر والعلوم والشعر والأدب والتي منها نهل معظم الشعراء والأدباء . أنظر كيف يصور حاضرها المؤلم في قصيدته ( بغداد في الليل الحزين ) بحسرة وأسف وحزن عميق وكيف تبدو انكساراته وهو يرى هذه الدرة العربية بهذا الانكسار الحزين والمبكي للقلب والعين معا :
فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
لا ثــمَّ خــلـخـالٌ يُـعــطـرُ ذا الـطــريــق !!
لا جـمـيـلاتَ عــيـونٍ أو ظِــبــاء !!
لا جــدائــلَ ســابـحـاتٍ
كـان هـذا الـلـيـلُ إن مــرت يــغــار !!
وكـنـتُ أفــرح حــيـن يــعــبـر رقـصـهـا وهــج الحـــروف !!
فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
لـم تـبـق ثـمَّـة ضـحـكـةٌ نـشــــوى
تـمـيـد بـخــافــقـي وبـذا الـصـــدى
لـحــنــاً عـــراقــيَّ الـرنـيـن !!
لـم تـبـق إلا صــورة الـعـصـرِ الـمُـشــوَّه
الـمُـدجــج بـالـكـلاشـــيـنـكــوف
والـكــاكــي الـبـغـيـض
وألــف صــافــرةٍ تُــخــيـف !!
التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 18-10-2016 الساعة 06:52 AM
سلام للقلوب الصادقة
والمدينة العربية الأخرى الأكثر ظهورا في شعره هي ( دمشق ) هذه المدينة التاريخية الجميلة التي عشقها الشاعر سعيد مصبح الغافري وظلت ملهمة لشعره كان لها نصيبا وافرا من شعره المربوط روحيا بعروبته وقوميته العربية . ولعل أبرز العوامل التي جعلت دمشق خاصة والشام عامة تؤثر في روح ووجدان وقلب الشاعر وشاعريته هي إرتباطه الوثيق وصلاته الشخصية القوية بشعرائها وشاعراتها والتي ساهمت في توثيق صلته الروحية بهذه البلاد حتى على الصعيد العاطفي الذي عزز وبشكل ملحوظ في تعلق الشاعر بالشام وبدمشق خاصة . ومن بين القصائد التي كتبها الشاعر لدمشق قصيدة ( القلب تسكنه دمشق ) وهي قصيدة طويلة على نمط الشعر التفعيلي الحر . يقول في مطلعها :
أجَّ الحــنـيـنُ حـبـيـبـتـي !!
أجَّ الحـــنـيـنْ !!
فـهــل ثَـــمَّ غــيـركِ غــادةً محــبـوبـةً ؟!
تـشـــتـاقـهـا روحــي
إذا مـــا أجَّ شـــــــــوقْ !!
هــل ثــمَّ غــيـركِ حُــلــوَةً عــربـيـةً
بـيـن أمــيـراتِ العـــربْ
تُــدعــى ( دِمَـشــــقْ ) ؟!
الـبـدءُ أنـتِ أمــيـرتـي والمـنـتـهــى !!
أنـتِ الصــبـابـةُ والـهَــوَىَ
والقــلـبُ مـنـكِ . إلـيـكِ
ذاكِـــرةٌ و أشـــعــارٌ وعِــشـــقْ !!
أقـســمـتُ أبــقــى عــلى الـوَفَـــاء
أقـســمـتُ أهــتُـفُ مــا حَــيَـيـت :
الـقـــلـبُ تـســكُـنُهُ دِمَـشـــقْ !!
الـقـــلـبُ تـســكُـنُهُ دِمَـشـــقْ !!
ومن بين القصائد الكثيرة التي كتبها في دمشق قصيدته ( سنبقى يا دمشق ) وهي من الشعر المقفى العمودي ويقول في إحدى أبياتها :
وإنْ يــومـاً بـلا مــرآكِ فــيـهِ
يــراهُ الـقــلـبُ فـي عـيـنـيـهِ عـــامُ !!
بـحـبـكِ يــا دِمـشــقُ أنــا سُــكــرتُ
ولا إِثـــمٌ نـبـيـذكِ أو حـــرامُ !!
عـلـى نــورٍ مـحـبـتـنـا وصِـــدقٍ
إذا قــالـوا : مـحـبـتـهـم كـــلامُ !!
ونـحــفـظُ ودَّنــا قـســمـاً وعـهـداً
فــلا هـجــراً يـصــيــرُ ولا خِـصــامُ !!
وإِنْ فــكَّ الـصــحـابُ هـنـا عُــراهــم
تـعــالـىَ الحــب عـن ذا الإنـقـســامُ !!
وكـم مَـكـروا وكـادوا ألــفَ كــيـدٍ
وظـلَّ الحُــب وانخـســأ الـلـئــامُ !!
ســـنـبـقـى يـا دِمـشــق وهـــم يـغـــوروا
فـمـا مـن بـاطـلٍ أبــداً دوامُ !!
ســـنـبـقـى يـا دِمـشــق يــداً ونـبـضـاً
عــرائـشـنـا الـمـحــبـةُ والـوئــامُ !
سلام للقلوب الصادقة
ــ المرأة والحب :
ورغم ما يقال حول شعره والتحفظات الكثيرة من قبل البعض تجاه هذا الشعر المرتبط مباشرة بالحب والمرأة ورغم ما ألصق عليه من قبل البعض من مسميات ونعوت كثيرة من مثل ( الغزل الفاحش / الإباحية / الجنس / الجسد .... إلخ ) إلا أن سعيد مصبح الغافري ظل على ولائه التام لشعره في المرأة حبيبة وصديقة وأختا ورفيقة في النضال والحياة والشعر . ورغم الكثير ممن مررن بحياته من النساء من الوسط الثقافي إلا أن هناك في الحقيقة عدد بسيط جدا منهن ممن فعلا أثرن على حياته العاطفية والشعرية بشكل واضح يتجلى بعضه وبصورة علنية وصريحة في كثير من قصائده العاطفية التي وردت فيها أسمائهن ولا يتحفظ الشاعر من إيراد أسمائهن الحقيقية فيها بكل فرح وسعادة ووفاء رغم أن علاقاته بهن لم تتجاوز حدود الصداقة والمحبة المرتبطة بالشعر بحكم التشابه الكبير والتجانس الوجداني بين الطرفين خصوصا مع شاعرات وأديبات مصر والشام والعراق اللاتي كون معهن أقوى جسوره العلائقية التي يكتنفها الكثير من الغموض والتساؤلات والأسرار شأنه في ذلك شأن غالبية الشعراء المعاصرين الذين التصقت حياتهم وطبيعتهم العاطفية والفكرية بالكثير من الأسماء الأنثوية بعضها معلوم والبعض الآخر ظل إلى الآن طي الكتمان وتحيطه الكثير من التساؤلات والاشاعات والغموض والجدل كنزار قباني ومحمود درويش وبدر شاكر السياب وجبران خليل جبران وغسان كنفاني ومي زيادة وغيرهم كثير . هو ذا يصور شكل العلاقة أو المرأة التي يريد أن تدخل معه في مغامرة الحب . في قصيدة ( خائفة ) التي يقول فيها :
تـبـغــيـن ســلامـا ؟! لا أمـلاً
بـســلامٍ تحـت الإعــصـارِ !!
لا أقــبـل حـبـا يـأتـيـني
لا يحـمـلُ روح الإصـرارِ !!
خـائـفـة ؟! عـودي . لا أســفـاً
ســـتـلاقي غــيـرك أقــداري !!
أروع إمرأة في نـظــري
إمـرأةٌ تـهــوی الأخــطـارِ !!
ويكاد الجنون بالحب يصل إليه أو في عاطفته إلى حد الشبق الشعوري الذي نلمس بعضه في كثير من قصائده كقصيدة ( رغبة ) والتي يقول فيها بصخب شعري يضج بالموسيقى والجنون أيضا :
يـصـرخ فـصـل الوهــج الجـمـري علی صـدرك
وتـعـــربـد ريـــح
نـهـدكِ يـرمـقــني بـرجــاءٍ :
ـــ مالـكَ ممتـنع الخـطـوة ؟!
وكـلانـا ذبـيـح !!
بعـض تماســيـدٍ من ثـغـرك
عـنـد صـعـودك هـذا الـتــل الـذهـبـي تــريـح !!
إدنُ مـن نـهـر ضـيـائـي
وتـعـمـد فـيـه
عـلـى صـدري يـضـطـجـع هــلال
وحــريـر من نــور عـطـريٍّ
وصـلـيـب مـســيـح !!
ومـا بـيـن رجــائـي الـمـتـهـسـهـس ظــمـأً
وجــمــودك
نــار عــاريـة الشـــوق وتـنـهــيـدة ريــح !! وفي قصيدة له بعنوان ( دفاتر من ظمأ ) يقول سعيد الغافري بموسيقية شعرية متناغمة :
أفـــردت الـدفــتـر فـانـصــدمـت
عــيـني مـن بَـيـدرهِ الـمُـقــفِــرْ !!
مِـن عــامٍ ــ قــالــت ــ ظــامـئـةٌ
مِـن عــامٍ أرقُـــبُ أو أكَــثــرْ !!
فــاعــبُـرْ غَــيـمـاتٍ مـن شِـــعــرٍ
إِروِ مـا أقــفــرَ مـن أســـطُـرْ
إزرع وَرداتٍ مُــزهِــرَةٍ
أُكـتـبْ فـي ســطـري مـا تـشــعــرْ
لا تـكـسُــر خــاطِــرَ أشـــواقٍ
تــرجــوكَ تــمــرُّ عـلى الـدفــتـرْ !!
سلام للقلوب الصادقة
ــ الوطن :
كثيرون يعتقدون أن الشاعر سعيد مصبح الغافري قلما يكتب لوطنه أو بلده بل هو مقل كثيرا في هذا الجانب وكل شعره محصور في هموم العروبة والحب والمرأة ، ولكن ومن باب إنصاف الشاعر وشعر الشاعر هذا القول غير صحيح . ففي علاقته بالوطن شكل الانسان وهموم المواطن تحيدا أهم جوانب هذه العلاقة الصادقة بين الشاعر سعيد الغافري ووطنه وهو ما انعكس على مواقفه في كثير من القضايا الوطنية والاجتماعية الساخنة التي ظل إلى الآن يكتب فيها بجرأة وصراحة وصدق وبحس وطني صادق ويمكن الاستدلال على هذا القول بالكثير من النماذج في شعره الذي كتبه للوطن كقوله في قصيدة ( وجه من ذاكرة الأمس ) :
وجــهٌ يحـكي قـصة عُـمْــر !!
وأنا عـن ذا الوجـهِ الباســمِ أكـتـب شِــعـر !!
وبعض فـتـافـيـت خــواطـر ومقاطع نـثـر
يـا ذاكــرة الأمس
من وجهـكِ يـبـدأ وطـني الـغـالي
من صـوتـكِ
تـبـدأ فاتحـة الكلمات وأول ســطـر
إحــكِ يا جـدة ذي الأرض !!
إحــكِ عن أجدادي !!
عن محــراثٍ شـــق الصخـر
وفجّــرَ عـيـنـاً بالصــحـراء وأجـریَ نهــر !!
عن عَــرَقٍ بجبينٍ أســـمر
أرویَ نخــلاً !!
أحـيـا أرضـاً حـتى صارت
مــدًّا من بـرٍّ مُخـضــر !!
عن تـغـــريـدٍ من فــلاحٍ
حُــلـوٍ عــذبٍ عند الـفـجــر !!
إحــكِ عن رحــلـة صـيـفٍ وشـــتاء
وعن ( عِــرشـانٍ ) فـي الـغــابـات
كانت للآتــيـن ( مقـايـض ) تـرحـالٍ
ومـرابـع من زمـن الحَــر !!
إحــكِ يـا جــدة عن جــاراتٍ
كُــن يَــرِدنَ الماءَ ضُـحـی وعند الـعـصـر
إحــكِ عن أطـفـال الحــارة
عن ألـعــابٍ
عن ضحكاتٍ
ومراجــيـحٍ
ودُمی من قَـصَـبِ الســكـر
وعن سـقـسـقـةِ الـدوري والـوروار
وهــديـلِ يـمــامٍ
ما أشـجــاهُ بذاك الغــافِ . السُّــمرِ . السِّـــدر !!
إحــكِ عن ذاتِ ضـفـائـر
كانت تهــویَ الركـضَ الحــافي
في الريحِ العـاصـفِ والأمطـار
بذاك الشــعـر !!
آهٍ من ذاك الشـعـر المجـنون الحُــر
وحـديث جـدائله العـفـوي العـطـر
وفي قصيدة أخرى له بعنوان ( قلبي عليك يا وطن ) يقول محفزا همم الشباب :
أبـنـي بـلادي بـيـدي !!
أســمـو بـهـا نـحــو الـغـــدِ
ولـن أدعـهـا عـــالـة !!
مـا أروع الطـمـوح
إذ هـكـذا أبـطـالـه !!
وهـكـذا نِـضـالـه !!
قـلـبـي عـلـيـك يـا وطــــن !!
مـتـى سـأبـصـرُ بـلـدي ؟!
أبـنـاؤهُ . أبـنـاؤهُ
هُـــم وحــدهـم من يـبـنـهِ
لا وافــداً من هـذه الـعـمـالـة !!
مـتـى أرىَ شــــبـابـهُ ؟!
هُـــم وحــدهـم . لا أجـنـبـيـاًّ وافـــداً
مـن يـضـعـوا بـصـمـتـهـم في إِصــبـعِ الـوطــن !!
مـن حــــدهِ الـجـنـوبي
إِلـى ذُرا شِــمـالـه
ـــ الكتابة نثرا :
لم يكن الشعر هو المجال الوحيد الذي خاض وما يزال يخوض فيه الشاعر والأديب سعيد مصبح الغافري بقلمه بل تعداه إلى نطاقات ومجالات أخرى فكتب في النثر ، وفي النثر تشعبت وتنوعت كتاباته فشملت ضمن ما شملت الخاطرة والمقال وكذلك النقد الأدبي خصوصا ما يتعلق بالشعر والقصة ، وكتب كذلك في المجال القصصي والروائي بكل أنواعها وهناك نية لإصدار بعض الكتب النثرية والدواوين الشعرية للشاعر .
وما يزال سعيد الغافري شاعرا يصدح بقصائده ومايزال قلمه نابضا بالحياة والوهج والعطاءعلى الجانبين الشعر والنثر .
![]()
التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 18-10-2016 الساعة 06:53 AM
سلام للقلوب الصادقة