أكَّد سعادة حسين بن علي الهلالي المدعي العام، أنَّ الادعاء العام سيتعامل بحزم مع جرائم التقنية كافة، ولن يتوانى في اتخاذ الإجراءات ضد مرتكبيها، آملاً من الجميع استخدام التقنية الاستخدام الأمثل، واضعين المصلحة العامة نصب أعينهم.

وأشار سعادته -في بيان صحفي- إلى أنَّ ثورة الاتصالات الحديثة، وانتشار التكنولوجيا الرقمية، وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، كان لها أثر واضح على واقع وتعاملات الناس اليومية بسبب سهولة وسرعة نشر المعلومة. وأضاف سعادته في تصريحات صحفية: "حتى لا تتحول هذه التقنية إلى وسيلة للتعدي على الآخرين، والنيل من الشعور العام، فلابد من التوعية بمخاطرها، ولا مناص من تكاتف الجميع للحد من آثارها، وما قد ينتج عنها من جرائم تُشكل خطراً على أمن واستقرار المجتمعات".

مسقط - الرُّؤية

وتأتي تلك التصريحات في إطار تنفيذ الادعاء العام برنامجَ التوعية القانونية من مخاطر سوء استخدام وسائل التقنية الحديثة.

وأضاف سعادته بأنَّ التواصل المجتمعي بين بني البشر يعدُّ من مُقتضيات الفطرة البشرية السوية، مصداقاً لقوله تعالى: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" وهو ما ذهب إليه ابن خلدون بقوله: "إنَّ الإنسان مدنيٌ بالطبع"؛ فالإنسان حقاً لا يستطيع العيش بمعزلٍ عن غيره؛ بحُكم احتياجاته الفطرية، من أجل ذلك جاءت الشرائع السماوية والقوانين الوضعية بأنظمة تضبط سلوك الأفراد في تواصلهم فيما بينهم، وما قد ينجم عن ذلك من تعد على الأشخاص والحرمات وتضاربٍ في المصالح فحدَّدت أطر التواصل، ورسمتْ المناهج التي ينبغي اقتفاءها ووضعت الضوابط التي لا ينبغي تجاوزها. ومع تمدُّن المجتمعات وتطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي -بما حملته من وسائل تقنية متطورة- ظهر ما يسمى بـ"العالم الافتراضي"، الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية، ويسمح لأي فرد كان وفي أي بقعة من الأرض أن يتواصل ويسمع صوته للآخرين أينما كانوا، وعلى ذلك تنافست مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والمنتديات الإلكترونية المتعددة لتختصر المسافات والأزمنة، وتفتح آفاقا جديدة لتلاقي الأفكار في مختلف المجالات وشتى القطاعات، وقد أفرز هذا الاستخدام لوسائل التقنية سلوكيات إيجابية وأخرى سلبية.

وأكمل سعادته بالقول: "لا يختلف اثنان على أنَّ وسائل تقنية المعلومات أحدثت طفرة ونقلة نوعية في حياة البشر، وأسهمتْ إسهاماً ملموساً في الدفع بعجلة التنمية على جميع الأصعدة، لذلك فإنه من الصعب حصر جميع المظاهر الإيجابية لاستخدام التقنية المعلومات الحديثة، لكن من أبرز تلك المظاهر أنها أصبحت وسيلة للحصول على المعلومات والبيانات واكتساب المعارف، بعد أن خطت البشرية خطوات سريعة في تطوير مكوناتها ووسائل عيشها عندما استطاعت إيجاد وسائل لتلاقي الأفكار؛ فقد كان الكتاب منذ زمن ليس بالقريب هو أحد أهم وسائل المعرفة، إلا أن الوضع بات مختلفاً تماماً مع ظهور الحاسب الآلي، والشبكة المعلوماتية وانتشار وسائل التقنية الحديثة؛ إذ أصبح بإمكان أي شخص أن يقوم بالبحث عن المعلومات والبيانات والمعارف والثقافات باستخدام وسائل التقنية الحديثة وهو في منزله.

ومن المظاهر أيضاً أنَّ تقنية المعلومات أصبحت وسيلة للتواصل الاجتماعي، والذي يعدُّ أمراً فطرياً حثَّ عليه ديننا الحنيف، إلا أنَّ بُعد المسافات الجغرافية بين الأفراد وكثرة الانشغالات والالتزامات في حياتنا المعاصرة، حرمتْ الكثيرَ من الناس من التواصل مع أرحامهم وأقاربهم وزملائهم، وهو أمر أوجدت وسائل التقنية الحديثة حلاً له؛ إذ ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والمتنوعة، والمنتديات الإلكترونية لتقرب المسافات بين الأفراد، وتبقيهم على تواصل دائم فيما بينهم. كذلك سخرت الحكومات والمؤسسات العامة والخاصة تقنية المعلومات لتقديم خدماتها للأفراد، دون أن تجشمهم عناء السعي إلى مرافقها ومراجعتها، وما قد ينتج عن ذلك من إرهاق لمستهدفي الخدمات، ومن ازدحامات مرورية في الطرقات، وإشغال للموظفين...وغيرها من السلبيات؛ فبحلول أنظمة المعاملات الإلكترونية أصبح بإمكان أي فرد إنجاز معاملاته بضغطة زر وهو في منزله دون أي عناء.