على نفس الاضطجاعة الجانبية تمددت أمامه .. أنثى شابة في الخامسة والعشرين من عمرها .. يبتسم لها ابتسامة لزجة ذات مغزى تفضحه التماعة عينيه الذئبيتين .. كان وجهه الخناسي قاسيا وعلى ذقنه ندبة لاثر جرح قديم كبصمة أبدية لذكرى لا تنسى لأول مشاجرة تحصل بينه وبين غريمه الذي يحبها والمسمى أحمد .. ذاك الوغد كما يحب أن يسميه دائما والذي هزمه وكسر إصبع يده اليمنى وجرح ذقنه .. هي ذي التي أحبها بين يديه الآن وعلى نفس سرير رغباته وشهوته السادية البالغة القسوة والتي تزداد شراستها حين يرى وجه حبيبها في ملامحها الهادئة .. ذاك الهدوء الذي يستفزه ويثير حنقه .. يشعل سيجارته وينفث غيمها الرمادي في جو الغرفة .. تنتظره باغراء فاجر او هكذا كان يتصورها في عقله المركب بين ساقيه .. يشتعل .. يندلق لعابه رغويا على جانب شفته .. لا يتحمل .. يرمي بالسيجارة المشتعلة التي بالكاد شفط منها على عجالة شفطتين _ يرميها بين قدميه الحافيتين .. يدوسها كصرصور فتنسحق وتنطفىء من دون حتى أي أنفاس دخان .. يفرك كفيه متلذذا هذا الجسد العشريني الذي يا طالما حلم به وتمناه وصارع لأجله كل هذه السنين .. يقترب .. تتلوى أمامه كافعى ماكرة تجيد اللعب على أوتار الأعصاب .. بينه وبين السرير مسافة خطوتين أو ثلاث .. يقترب .. يقترب .. تتحسس يدها القابضة بالموت والمتوارية بالجدار الملاصق للسرير .. يقترب .. يقترب .. و .. طاااخ . طاااخ . طاااخ
يسقط متهاويا أمامها كصخرة حطها السيل من عل .. تخرج باردة الأعصاب وتذوب كحبة ملح في زحام المدينة .
سعيد
من رواية على وشك أن أنتهي منها قريبا إن شاء الله