☆ الشاعرة والكاتبه العمانيه : ( عادلة عدي )
عادلة عدي من مواليد مسقط 1978، تحديدا في روي المدينة الصفراء التي صبغتها ذاكرتها الطفولية بهذا اللون، وتقيم حاليا في نزوى، مدينة العزلة والصمت، حسب تعبيرها، حيث لا تشارك في أي مؤسسة ثقافية في عُمان أو خارجها. تقول “لست نشيطة ثقافيا، بسبب بعدي عن مسقط التي تتمركز فيها الأنشطة الثقافية، على الرغم من أن نزوى التي أسكنها الآن عاصمة الثقافة، وأيضا لأسباب أخرى تعود لانعزالي عن الأنشطة ذات الصور الشكلية”.
● المسكونة باللحظة :
تحدّثنا عدي عن كتابها “المسكونة باللحظة” تقول “لم تكن مناخات ‘المسكونة باللحظة’ سوى تجميع لألبوم صور الأحداث واليوميات التي مررت بها خلال ما يقارب الثماني سنوات التي مضت، أو أكثر، على شكل جمل عن رؤى خاصة بي، فالشذرات والمقاطع التي قمت بنشرها في هذا الكتاب هي جزء من حصيلة إدماني اليومي على الكتابة لأي فكرة تخطر ببالي، فكل ما هنالك أنني أعتبر الكتابة كالكاميرا، أحملها دائما معي، وتخرج الصور على شكل حروف، قد تتسم بالغموض أحيانا ولكنها في الغالب صور لمشهد ما ترك أثره في ذاكرتي الكتابية، وما أقصده أننا حين نكتب عبارة أو تعليقا لمشهد أمام أعيننا نحاول تخزينه في الذاكرة، فالمشاهد اليومية والفكرة تهز دواخلنا، فتأتي الكتابة لخلق فكرة فريدة من نوعها ومثيرة للدهشة بصورة شذرة، أو رصاصة كما يحلو للشاعر خميس قلم وصفه لمقاطع وجمل المسكونة باللحظة”.
تتابع ضيفتنا “إنها محاولة مني لتصوير ذاك الشعور الغامض الذي اعتراني لحظتها، فأدخل لأجل تلك اللحظة عالم الخيال والذات من أجل تصوير واقع اليوميات والآخر، ومن المثير أنني خلال كتابتي لتلك الجمل والشذرات لم تكن لدي أي رغبة في أن أنشرها في كتاب، بقدر ما كانت رغبة في نقل الفكرة والوجع والذات في صورتها الحرفية من الذاكرة إلى المسودة، فمن عاداتي البحث عن الغربة في الولادة الأولى للفكرة، كأن أتركها تفقد موطنها، وأجرّدها من كل الامتيازات، حتى تكون هائمة منفردة، ثم أضعها على الورق، هناك حيث يلتقي المبعدون والغرباء والمختلفون والمنعزلون وجها لوجه بصمت دائم”.
شذرات “المسكونة باللحظة” تقف على باب الذاكرة باعتبارها حياة سردية في مشهد سينمائي، يطول أحيانا، ويقصر في أحايين أخرى. فهو يمتد من لحظة الولادة الساذجة للتأمل اليومي حتى يستكمل نفسه في صورة أسئلة فلسفية كبيرة مسكونة بالعدم وبالوجود معا. وكأن الشاعرة تؤمن بأن اللحظة قادرة على أن تكون حياة.
الثورة وما خلفته من تصادم مع الأفكار الكهلة والتقليدية أحدثت نوعاً من العزيمة والإقدام عند الشعوب العربية
وعن ذلك تقول ضيفتنا “أجد أن اللحظة قادرة على أن تُجعلك تعيش زخم الحياة بكل تفاصيلها، فمتعة الخيال في القدرة على جلب كل المشاهد التي ترغب بها في لحظة، والحياة في اللحظة مثل الوجع في الذاكرة، عن شوق، عن فقد، عن حضور، مثل الصور التي تنبض بالحياة، وأنت تستمتع عن طريقها بالشعور بالحنين أو الفرح، أو استحضار الوجع والحزن، كنوع من التوازن والتواصل غير المرئي بين دواخلك، وما يحدث مع ما حولك، فمنبع الإبداع هنا متمثل في خلق التناغم بين الفكرة واللحظة والفعل، وما عليك إلا التعمق فيها حتى تنزع عنك تلك الرغبة الطامعة بالقادم بعدها، وما العدم والوجود هنا سوى نوافذ لها، كيفما تفكر كيفما تنفتح على مصراعيها أمامك، تلك المساحة الفاصلة بين الرغبة بالعيش أو التلاشي، يحلو لي كثيرا تشبيهها بحالة من الخدر أو الغفوة الواعية، وقد تشاركها مع آخرين أو تعيشها لوحدك في عزلة”.




رد مع اقتباس